-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترصد قصص نجاح ملهمة للمستفيدين من القرض المصغر

شباب.. من الصفر إلى أصحاب مشاريع ناجحة

نادية سليماني
  • 1157
  • 0
شباب.. من الصفر إلى أصحاب مشاريع ناجحة
ح.م

تمكّن العديد من الشباب والحرفيين، من إطلاق مشاريعهم المصغرة، بمرافقة من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر “أونجام”، وبعضهم انطلق من الصفر وهو الآن مكوّن ومدرب في حرفته، وهو ما رصدته “الشروق” من خلال صالون “الإبداع.. الطّريق إلى ريادة الأعمال”، الذي شارك فيه 25 مستفيدا من قروض وتوجيه ومرافقة من “أونجام” في الجزائر شرق.
تسعى الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر “أونجام” التابعة لوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسّسات المصغرة، ومنذ إطلاقها إلى مرافقة ودعم وتنمية المؤسسات والمشاريع المصغرة، باعتبارها لبِنة تطوير الاقتصاد الوطني، فكثير من الشباب، نساء ورجال انطلقوا من الصّفر وتمكنوا في ظرف سنوات من إطلاق مشاريعهم والتعريف بحرفهم ومواهبهم، وآخرون هجروا وظائفهم الرسمية متحولين نحو مجال المؤسسات الناشئة، مستندين على مرافقة “أونجام” التي تسعى لدعم روح المقاولاتية في المجتمع، سواء من الناحية المالية وغير الماليّة.
“الشروق”، حضرت الصّالون المحلي الذي نظمته الوكالة الولائية لتسيير القرض المصغر للجزائر شرق، الذي احتضنه المركز الثقافي عيسى مسعودي ببلدية حسين داي الجزائر العاصمة، أين التقينا بحرفييّن مستفيدين من القروض المصغرة، والذين شاركوا في الصالون للترويح لمنتجاتهم وتعريفها.

ماكثاتٌ بالبيوت يفجّرن مواهبهن بمساعدة “أونجام”
“فضيلة دحلب”، ماكثة في البيت من بلدية المرادية بالجزائر العاصمة، تمكنت من تجسيد حلمها في افتتاح ورشة لخياطة أغطية الأسرّة، بدأت رحلتها إثر حصولها على مرافقة من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بمبلغ 10 ملايين سنتيم كبداية.
وتقول فضيلة، بأن وجود مثل هذه الوكالة التي تساعد الشباب البطالين “مهمة جدا، وتمكنهم من ولوج عالم المقاولاتية ولو بأبسط الإمكانات”. وعن توفر المادة الأولية المتمثلة في القماش، تذكر مُحدثتنا أن القماش القطني يتم استيراده من دولة تركيا، والأقل جودة يأتي من الصين، وهو ما جعلها تتمنى توفير قماش محلي ذو جودة وبأسعار مناسبة للحرفيين.

برعتْ في صناعة المجوهرات وباتت تجوب العالم
بينما أصبحت الشابة “ق”، وهي في الثلاثين من عمرها، تتنقل بين الهند وجنوب إفريقيا وإيران، تأمينا للمواد الأولية التي تحتاجها في حرفة صناعة الحليّ والمجوهرات، التي تضم الأحجار الكريمة والعقيق والمرجان وعين النمر.. والشابة باتت مبدعة في مجالها، بعدما كانت مجرّد موهبة في سنّ العشر سنوات.
ومكّنتها مرافقة وكالة “أونجام” من المشاركة في عديد المعارض المحلية والوطنية، بل وشاركت مؤخرا في معرض ميلانو بإيطاليا، أين لقيت منتجاتها إقبالا كبيرا.
وطوّرت الشّابة مهاراتها في مجال صناعة المجوهرات والحلي، لدرجة باتت تحدثك عن المزايا والطاقات التي يملكها كل حجر كريم، من طرد للطاقة السلبية وجذب المال، وإبعاد العين الحاسدة… فالغوص في هذا العالم يجعلك تكتشف أمورا مخفية كثيرة.

بدأ من الصّفر وأصبح مُكوّنا للشباب
أما “ياسين مقران” وهو حرفيّ في الخزف الفني، بدأ نشاطه منذ سنوات التسعينات.. وتحصّل ياسين بدوره تحصّل على قرض من “أونجام” ليساعده في نشاطه، وهو ما أتاح له فُرصة تكوين 25 شابا وشابة من مُحبّي هذه الحرفة، بعدما تلقوا تكوينا نظريا في معاهد التكوين المهني.
وذكر ياسين مشكلته كانت في صعوبة تأمين مادة السيراميك التي يستعملها في صناعة منتجاته لأنها مستوردة الخارج، أما الآن فهي في المتناول، بحسب تعبيره.

هجرت التعليم اضطرارا وأنقذها الرّسم على الزجاج.. !
وبدورها، تعتبر مليكة جنادي، مثالا حيا عن المرأة المكافحة، فالأخيرة خرّيجة معهد الأساتذة ببوزريعة، ومارست مهنة التعليم لمدة 25 سنة.. ولكنها لم تكمل مسيرة التعليم بسبب التهديدات التي كانت تتلقاها خلال العشرية السوداء بحسب تعبيرها، وأضافت: “كنا نحن المعلمات نلتحق بمدارسنا بولاية المدية في حالة رعب، ثم توقفت نهائيا عن التدريس”. وحينها، قررت مليكة ولوج عالم الرسم على الزجاج، وشيئا فشيئا أصبحت مبدعة في مجالها بل صارت مدربة المدربين في هذه الحرفة.
وتقول: “الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر فتحت لنا نحن النساء الماكثات في المنازل، الأبواب لولوج عالم الشغل وتأمين مداخيل مالية ولممارسة مواهبن”.
وتؤكّد محدثتنا، أن من بين من درّبتهم أطباء ونساء مُتقاعدات من الوظيفة وحتى أطفال صغار، كانوا يمتلكون موهبة الرسم ويريدون تجسيدها على أرض الواقع.
ويبقى أهم إشكال يواجه غالبية المستفيدين من القروض الذين تحدثنا معهم، هو غياب مقر ثابت أو مناسب يمارسون فيه نشاطهم، ويستقبلون الشباب الباحثين عن التكوين، وهو ما تسعى وكالة تسيير القرض المصغر لفإيجاد حلول له عبر عدة آليات لصالح الشباب البطال الباحث عن إعانة.

بيطريّة وصاحبة مشروع مواد تجميل طبيعية
أما خديجة سمار، وهي بيطرية، وصاحبة ورشة لصناعة مواد التجميل الطبيعية منذ 2019 بباب الزوار، فأخبرتنا بأنها ولجت عالم المشاريع المصغرة، بعد مشاركتها في مبادرة أطرها البنك العالمي حملت عنوان “تمكين المرأة” وبمرافقة من وكالة تسيير القرض المصغر، أين تلقت النساء المشاركات تكوينات مختلفة، ثم حصلن على قروض للبدء في مشاريعهن.
وتقول خديجة، بأنها قرّرت خوض مجال صناعة مواد التجميل والاعتناء بالجسم الطبيعية، بعدما لمست إقبالا كبيرا على كل ما هو طبيعي “بيُو” السنوات الأخيرة، خاصة في مجال أدوات الزينة، وأضافت: “منذ جائحة كورونا، بات الناس يتخوفون من المُنتجات المُصنّعة والتي تحتوي على مواد كيميائية”، وهذا ما يعكس الإقبال الكبير على مُنتجات محدّثتنا، ولأنها بيطرية في الأصل، فأخبرتنا بأن المواد الكيميائية المستعملة بكثرة في مختلف أدوات الزينة والماكياج، لها مضاعفات سلبية علينا وعلى الأجيال القادمة، فهي تسبب مختلف أنواع السرطانات وتذبذبا في الهرمونات، وحتى العقم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!