-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقصاء الأولياء من اختيار الزوجة تسبب في الكثير من المشاكل

شباب يتزوجون تحت شعار “الماتش مبيوع”

الشروق أونلاين
  • 8740
  • 0
شباب يتزوجون تحت شعار “الماتش مبيوع”
ح.م

يعد اختيار العروس أمرا مهما جدا بالنسبة للعريس الذي يضع معايير محددة لشريكة حياته وكذا بالنسبة للعائلة، فبعدما كانت هذه الأخيرة هي من تتولى مسؤولية اختيار عروس مناسبة قادرة على الاندماج وسطهم وتستطيع العيش حسب إمكانياتهم المادية، أصبح الرجل الآن هو من يختار شريكة حياته فيفرضها على الجميع وما على عائلته سوى مباركة الزفاف ولا مجال للرفض، لينجر عنه لاحقا كثير من المشاكل التي تفضي إلى الطلاق..

فقدت غالبية الأمهات والآباء السلطة التي كانوا يتمتعون بها في الماضي، والتي تمنحهم حق تزويج ابنهم متى يرغبون في ذلك واختيار العروس التي يرونها مناسبة فيشاهدونها ويتحدثون معها حتى قبل أن يراها الزوج، ورغم هذا يكمل معها مشوار الحياة ويعيشان في سعادة عكس ما هو سائد الآن.

الجيل الحالي يتزوج بمنطق “الماتش مبيوع”

تحكي إحدى المسنات عن الزواج في الماضي، فتقول اختيارنا للعروس كان يتم عن طريق العائلة، فقد تكون إحدى القريبات أو الجارات ومرات يقترحها بعض المعارف على عائلة العريس، وتضيف محدثتنا بأن هناك بعض الأوساط كانوا يلتقون فيها كالأعراس، الحمام، أو الجنازات وهناك يلتقين ويتعرفن على عائلات أخرى وبنات جديدات، وقد تعجب الأم بأي واحدة فتخطبها، وحتى الأب كان يتولى مهمة الخطبة لابنه من محيطه وأصدقائه أو زملائه في العمل عكس ما هو عليه الأمر اليوم، فجميع أحفادها قاموا باختيار العروسة بمفردهم ويتفقون معها على جميع التفاصيل بعدها يتوجه الأهل لخطبتها والتي أصبحت تتم في مجلس واحد أو مثلما يسمونها بالدارجة  “الماتش مبيوع”، دون أن يسأل الشاب أهله عن رأيهم ولا أهل الفتاة أيضا فالطرفان مثل الصورة يمنحان الشرعية للزواج فقط.

الزواج لابد أن يتم بمعرفة مسبقة

ورغم استهجان الأهل والمسنين لاختيار العريس شريكة حياته بمفرده، غير أن الفتيات يرين الأمر عاديا جدا ومعظمهن يرفضن زواج العائلة، تحكي لنا إحدى الموظفات: “لقد تقدم لخطبتي عن طريق العائلة والجيران العديد من العرسان لكنني رفضتهم جميعا لتخوفي من فكرة الارتباط بشخص لا توجد بيننا معرفة مسبقة، فمن الصعب عليّ أن أتخيل نفسي مع شخص لا أعرف شيئا عنه.. الأشياء التي يحبها والتي يكرهها وغيرها”.

بينما يرى طالب جامعي، بأن عصرنا تطور فالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي غيرت الكثير من المفاهيم في مجتمعنا وتوسعت شبكة العلاقات الاجتماعية، وأصبح اختيار الزوجة أو الزوج أمرا يخص الشريكين فقط ولا يحق لأحد التدخل فيهما. معتبرا أن المعرفة المسبقة تفيدهما في تفادي الخوف والارتباك ويساهم كذلك في حل الخلافات الزوجية التي تواجههما مستقبلا، فالرجل لديه معايير محددة وصفات في الشكل الخارجي أو الصفات الروحية وبمجرد العثور عليها يتقدم مباشرة للارتباط بها، لكن في حال سمح الشاب لوالدته باختيار عروسه فستختار حسب ما يجده مناسبا لها كأن تكون مطيعة وتخدمها وغيرها من الأمور التي تريدها الأم لمصلحتها.

التدخل في الاختيار يعكر الزواج

ويشاطره الرأي موظف، أكد لنا بأنه سيختار شريكة حياته بمفرده ولن يسمح لأحد بالتدخل في قراره، فهو من سيعيش إلى جانبها بقية حياته ولذا لابد أن يتحقق من إخلاصها واستعدادها لمشاركته الحياة بحلوها ومرها، معترفا بأن الأولياء عندما سحبت منهم سلطة اختيار شريكة حياة ابنهم وكذا ابنتهم استقالوا من المسؤولية، وأصبحوا يطالبون كل طرف بتحمل مسئوليته اختياره والنتائج المترتبة عنها مهما كانت بقولهم “اللي ضربته يدو ما يبكيش” وهي العبارة التي باتوا يرددونها دوما.

مختصة في علم الاجتماع: علينا بتأهيل الشباب للزواج لإخراجهم من العالم الوردي المتخيل

وحول الموضوع، أوضحت المختصة في علم الاجتماع والداعية مليكة خنوش، وجود أنواع مختلفة من الزواج فالأول ينشأ عن طريق العائلة والآن الطرفان يتفقان معا، وهذا ناجم عن التطور الراهن لتحيد العائلة عن مهمتها ويتولى الزوج بمفرده مسؤولية الاختيار وفقا لمعايير يضعها بنفسه كالجمال، المستوى الثقافي، أو روابط خاصة. وهنا يمكن أن تنال العروس موافقة العائلة ويعجبوا بها وتتم الخطبة والزواج دون مشاكل، وإذا عارضت العائلة فسيفرضها الزوج عليهم وتبدأ المشاكل في الظهور وتعكير صفو العلاقة الزوجية.

وأضافت المتحدثة أن الاختيار قد يكون صائبا فالعروس تشرف زوجها الذي اختارها وتثبت بأنه كان محقا من خلال تعاملها الجيد وإحسانها لعائلته، ومرات تكون فظة وسيئة في تعاملها معه ومع أسرته، الأمر الذي يعود باللوم عليه وتزداد المشاكل وتتفاقم، لتكمل المختصة خنوش بأن الحياة الراهنة مختلفة، وحتى الأولياء كانوا يختارون زوجات غير مناسبات لأبنائهم وفق معايير أسرية تلائمهم ولا تناسب أبناءهم ومن خلال تجارب المحيطين بهم قرروا التمرد والاختيار بنفسهم فكل زيجة معرضة للفشل.

وشددت المختصة في علم الاجتماع بأنه في الحياة الزوجية مهما كان أسلوب الارتباط سواء بخيار الشريك أو أهله تتطلب صبرا ومعالجة وتفهما، وإذا كان الزوجان يقيمان في بيت مستقل فسيقل الضغط الأسري عليهما والخلافات أيضا ولابد من الاتفاق المسبق مع الزوجين على نظام الحياة فيما يشبه عقدا اجتماعيا للتعامل مع العائلتين، المصروف. والتخطيط يكون قبل الزواج وإذا نجح العام الأول منه فستكون زيجة ناجحة. وطالبت المختصة بضرورة إخضاع المقبلين على الزواج للتدريب والتكوين والتأهيل من خلال برنامج الإرشاد الأسري حتى يخرج المقبلون على الزواج من عالم الخيال الوردي الذي يعيشون فيه إلى أرض الواقع، زيادة على الفقه والحياة الزوجية لتكوين أسرة تصمد في وجه العواصف ويتم القيام بهذه الدورات في الثانويات والجامعات، وفتح مراكز أيضا لتأهيل الشباب للزواج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!