شباب يتزين بسلاسل ذهبية في الأرجل

لا يتردد الكثير من الشباب، في التصرف كحال الفتيات، وهو أمر غير طبيعي، لأنه ينافي الفطرة البشرية، وتكون هذه السلوكات، في الحديث والحركات وكذا اللباس، لذا نصادف في يومياتنا، العديد من الظواهر التي كانت بالأمس متعلقة بالفتاة أو المرأة، لكنها اليوم انتشرت بين الشباب بشكل كبير ومقزز في نفس الوقت، ولعل من بين الظواهر، التي نراها اليوم حتى في الجامعات والمدارس، تزين بعض الذكور، بسلسلة ذهبية أو فضية في أرجلهم على طريقة أمهاتنا في الماضي اللواتي كن يلبسن “الخلخال”.
كنت تحدثت في هذا الموضوع في سنوات مضت، وتلقيت نقدا شديدا من طرف العديد من الأشخاص على اختلاف مستوياتهم، وقيل لي إنك تبالغ، بالرغم من أنها حقيقة وقفت عليها عند بعض الشباب في تلك الفترة، فقط، لم تكن منتشرة بشكل كبير مثل اليوم، خاصة، بعدما شغلت حيزا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي، وتأكد الكثير ممن كانوا يرون أن الحديث في هذا الموضوع مبالغة، والشاذ يؤخذ ولا يقاس عليه، أن الظاهرة حقيقية وموجودة ومنتشرة بشكل كبير في أوساط الشباب، خاصة عند المتمدرسين، سواء في الجامعات أم الثانويات.
السؤال الواجب طرحه في مثل هذه الحالات، لم يفضل الشباب التزين بزينة النساء؟ وهم يعرفون أنه مخالف للفطرة وللعادات والتقاليد وأنه لا يمكن للذكر أن يكون مثل الأنثى، سواء في الحديث أم الحركات وحتى اللباس، لكن رغم هذا يصر العديد منهم على التشبه بالمرأة، بل أبعد من هذا، فهم يدافعون عن هذه الأفكار بحجة الحرية الشخصية، وأن العديد من الأشياء تجمع الرجل والمرأة، ولا حرج في أن تتشبه المرأة بالرجل والعكس، ففي الأخير، هذه الظاهرة لن تضر الأشخاص على حد تعبيرهم، وتبقى مجرد ظاهرة فحسب.
لكن ما لا يعرفونه أو من لا يريدون معرفته مثل هؤلاء الشباب، أن التشبه بالنساء محرم في شريعتنا، وأنه ينافي العادات والتقاليد، وأنه ليس من الفطرة السليمة عند الفرد، ولسنا هنا للفتوى، لكن الأمر بين وواضح وضوح الشمس، لكن بعض الشباب غرتهم المظاهر، حتى أصبحوا لا يفرقون بين الصحيح والخطإ، والواجب فعله والواجب تركه، وليس للرجل حظ في زينة النساء مهما بلغ الأمر.
هي ظاهرة انتشرت بشكل كبير، وهي خدش للرجولة وللفطرة السليمة، حتى ولو دافع عنها أصحابها بحجة الحرية الشخصية، وكذا التأقلم مع المعطيات الجديدة التي تخص جيلهم، لكن مهما يكن هذا التأقلم، فإنه يتوقف حينما لا يتوافق مع فطرتنا السليمة.