-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدراجات النارية في شوارعنا...

شباب يسابقون الريح ماتوا على طريقة الأفلام

صالح عزوز
  • 1897
  • 2
شباب يسابقون الريح ماتوا على طريقة الأفلام
ح.م

أصبحت الدراجات النارية اليوم، هوسا لدى الكثير من الشباب، وتحولت كذلك إلى وسيلة مميتة لهم، في ظل تزايد حوادثها من يوم لآخر، وهذا نتيجة لتهور الكثير من سائقيها، فلم تبق خطرا عليهم فحسب، بل حتى على المارة، وفي الطرقات السريعة مع وسائل النقل الأخرى، فيما مضى كانت تقتصر دراجات صغيرة الحجم التي تستعمل في المسافات القصيرة فقط، وبمحرك صغير، لكن اليوم اختلقت أنواعها وقوة محركاتها، وتحولت إلى وسيلة للتباهي بين الشباب، والسباقات السريعة على غرار الأفلام، كانت نهاية الكثير منها مأساوية.

معروف عندنا مثل شعبي متداول بين الناس، وهو: “من شرا موطو شرا موتو”، ولما نشاهد ما يحدث واقعا بهذه الوسيلة من حوادث مميتة، ندرك أنها مقولة لم يتجاوزها الزمن وحقيقة موجودة، حيث أن أغلب من وقع معه حادث بالدراجة النارية، لم يخرج منه سالما إلا القلة القليلة، وحتى وإن سلم من موت أكيد، يبقى حبيس إعاقة دائمة سواء من دون رجلين أو يدين، ومنهم من دخل في غيبوبة لمدة طويلة انتهت بالوفاة.
تبدأ قصة الدراجة النارية مع الشباب، حين يقتنيها العديد منهم من أجل تجنب الازدحام، فهي تسهل السير بين السيارات والأماكن الضيقة، وهو أمر مؤكد، لأنها حقا ساعدت الكثير من الناس على التنقل وقضاء حاجياتهم بسهولة، وفي وقت قصير، وحتى من يستعملها للذهاب إلى مقر عمله في ظل انسداد طرقاتنا كل يوم وهي من بين المشاكل التي لم تجد حلا إلى حد الساعة، غير أنه بمرور الوقت تتحول هذه الوسيلة عند بعضهم، إلى مركبة للتباهي بين الأفراد، حين يتعمد السرعة الفائقة في أماكن خطيرة وضيقة، وعلى الطرقات السيارة، بل والمشاحنات حتى مع السيارات، خاصة أصحاب الدراجات النارية ذات الجودة العالية التي تتميز بمحرك قوي، وهذا ما نقف عليه في طرقاتنا اليوم، شباب يسابقون الريح، دون خوف ولا وجل.

مغامرات تنتهي بالموت

يصاب الكثير من الشباب بالجنون، حين يقومون بحركات غريبة وخطيرة في الطرقات والأماكن العامة، خاصة أين يكثر الناس، على غرار أفلام المغامرات، وهم لا يدركون أن أغلب هذه اللقطات هي مجرد تصوير فقط، من أجل الإثارة والحماس وكسب المشاهد، وحتى ولو كانت مشاهد حقيقية، فإن من يقوم بها هم محترفون في هذا المجال، وفي أماكن مخصصة، جيء بهم خصيصا لهذا الأمر، ولا خوف عليهم، بالرغم أن الكثير منهم لم يسلم من حوادث مميتة على المباشر، فلا يمكن التحكم بدقة في الآلة، والخطأ يكلف غاليا، لذا ومن أجل التقليد، يقوم الكثير من شبابنا اليوم بإعادة هذه الحركات، في الشوارع، غير مبالين بحياتهم ولا حياة المارة، يتباهون برفع عجلة واحدة والسير بالعجلة الأخرى، وكذا الوقوف على المقعد، وتبادل القيادة بين اثنين في مشاهدة مرعبة، لا يستطيع الكثير من الناس النظر إليها مباشرة، لأن الكثير منها انتهت بحادثة مميتة.

.. وفتيات يتأبطن شبابا فوق الدراجات أو لوحدهن

الغريب أن هذه المغامرات، لم تقتصر على الذكور فحسب، فقد أصبح للأنثى حظ منها، حيث انتشرت اليوم في الطرقات السريعة، ظاهرة تأبط الفتيات لسائقي الدرجات في الطرقات، على غرار الأفلام والمسلسلات كثقافة جديدة وصلت إلى مجتمعنا، غير مباليات بخطر التجوال السريع، والحركات الخطيرة التي يقوم بها من تلتصق به فوق الدراجة النارية.

من لم يستطع شراءها يستأجرها

نتيجة للجودة العالية للكثير من الدراجات النارية الموجودة في شوارعنا اليوم، فهي ليست في متناول كل الشباب، لذا يلجأ الكثير من الشباب إلى استئجارها على غرار السيارات، من أجل التنزه أو الذهاب بها إلى أماكن بعيدة، في غياب رقابة الآباء على أولادهم المراهقين، خرج بعضهم سالما ورجع بعضهم جثة هامدة بعد حادث مميت.
فيه من الأشخاص من يستعمل الدراجة النارية بعقلانية، غير أن أغلبهم يستعملها للتباهي أمام الأشخاص، تباه دفع ثمنه غاليا الكثير من الشباب، وهي أرواحهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • dzair

    شباب يسابقون الريح...و الريح دايماً يفوز

  • جثة

    بحر على جدهم ...