-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الظاهرة في تطور

شباب يعاكسون العجائز الأجنبيات من أجل حفنة أورو

فاروق كداش
  • 3747
  • 0
شباب يعاكسون العجائز الأجنبيات من أجل حفنة أورو
بريشة: فاتح بارة

أصبح صيد العجائز في الآونة الأخيرة مهنة من لا مهنة له ولا طموح… يتسلق ويتملق لنساء أجنبيات عن بلده وعاداته وتقاليده ودينه.. كل هذا من أجل حفنة من الأورو وفيزا شنغن وإقامة في بلدان تضطهد المهاجرين غير الشرعيين، سواء جاؤوا في البوطي أم يتأبطون ذراع امرأة في الستين.

في فندق أربع نجوم في الساحل التونسي… زحام في الردهة… سياح من كل مكان، جلهم تقريبا من أوروبا في فترة الربيع إذ لا تأتي جيوش السياح الجزائريين إلا بعد رمضان… هناك في الركن البعيد الهادئ عجوز في الستين أو أكثر، تحتسي كأسا من الشراب الفاخر، إلى جانب شاب يافع ذي سحنة عربية، يتكلم بإنجليزية مكسرة تتمخض فتلد بعض كلمات الغرام المسموم، وتصدق تلك العجوز أكاذيبه، لأن ديدن شعبها الإيمان بصدق المشاعر… بعد قليل، ينهض ليجتمع بصديقه الذي كان يرمق المشهد من بعيد، هنا يعود إلى طبيعته لنكتشف أنه جزائري في مهمة العشق الممنوع، أو رحلة للبحث عن فيزا شنغن… هذا مشهد رأيته كثيرا خاصة في تونس لجزائريين جاؤوا للإيقاع بعجائز أوروبا… الغريب، أنهم لا يعترفون بذلك ويوهمونك بأنهم ضحايا الواقع المر والأزمات المتكررة… في مشهد آخر، شاب يتأبط عجوزا شقراء، تمشي بصعوبة، وعندما لمحني ترك يدها وكأن ذلك سيغير نظرتي إلى المشهد.

وليس غريبا أن ترى في زقاق مدينة العربي وسيدي بوسعيد أو أي سوق شعبي مسنات يشترين كل ما يطلبه الرفيق الجزائري أو العربي عامة من مقتنيات باهظة أو حتى سلع تقليدية، يأخذها في حقيبته ذكرى وكأنه هو من اشتراها لعائلته.

هذه المشاهد كلها جزء من مشهد أكبر لمشروع تجاري محض يتيح الانتقال من وضع إلى وضع أكثر استقرارا، كما يزعم أصحابه. وحسب دراسة نشرت العام الماضي، فإن أغلب الأجنبيات مسنات تتراوح سنهن بين الخامسة والخمسين والخامسة والستين، من عازبات أوروبا الوحيدات، ويرتبط شباب المغرب العربي، حسب الإحصائيات، بمسنات من فرنسا وإيطاليا وحتى بريطانيا. ولا تنتهي معظم هذه العلاقات بالزواج بل تبقي علاقات عابرة خاصة في المصايف وفترات العطل، حين يعمد الشباب “الجيغولو” إلى صيد فريسته كي تصرف “شحيحتها” عليه خلال العطلة، وتعده بمساعدته لزيارتها في وطنها الأم.

الطاطا الأوروبية بأي ثمن

طرحت هذا الموضوع على الفايسبوك، فكانت الردود متباينة بين مؤيد ومعارض.. فمثلا عماد يرى أن الارتباط بأجنبيات ولو كن كبيرات في السن أرحم من رحلات الموت في قوارب الحرڤة. أما ياسين، فحلم الهجرة بالنسبة إليه هوس يومي لا يكاد يفارق تفكيره، وإن تطلب الأمر الارتباط بطاطا أجنبية، كما يقول، فلا مانع لديه “المهم الفيزا والحرڤة”.

بدوره، يخبرنا عادل، شاب في الخامسة والعشرين، عاطل عن العمل، أنه تعود مع صديقيه السفر إلى تونس، لأن الأسعار في متناول الجميع، “يمكنك السفر بأقل من 20 ألف دينار بالحافلة في فندق متوسط”، ويضيف: “لقد حدث أن تعرف صديقي بمسنة فرنسية رافقها طيلة العطلة وأعطته 500 أورو هدية قبل سفرها”.

وتحدث البعض عن تجربة الزواج بالأجنبية، مؤكدين على أنه قائم على المنفعة، حيث تبحث السيدة المسنة عن شاب صغير يقبل أن يؤنسها في وحدتها، مقابل أن يفوز الشاب بمكاسب مادية مختلفة كمبالغ مالية كبيرة أو فرصة الانتقال رفقتها إلى أوروبا.

ويؤكد محمد (30 سنة)، من قسنطينة، أن الكثير من الجزائريين الراغبين في الهجرة، يلجؤون إلى التعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع أخرى مخصصة لهذا الغرض على الإنترنت مع أجنبيات، ويهتمون بشكل خاص بالمطلقات أو الأرامل، لسهولة إقناعهن مقارنة بالشابات، وبالتالي تزداد فرصة الزواج والسفر.
وقال الشاب خريج اللغة الفرنسية إنه أقدم على الارتباط من امرأة فرنسية تبلغ 53 سنة، وقررا الالتقاء في تونس في عطلة الصيف الماضية وانتهى بهما الأمر بالزواج .

الطيور على أشكالها تقع

وأشار محام لم يرد ذكر اسمه إلى أن هناك فئات عدة من العلاقات بالأجنبيات، كل علاقة لها ثمنها، فمثلا الارتباط بشاب بسيط بمؤهل متوسط أقل تكلفة من الارتباط من شاب متعلم بشهادة عالية، وهكذا.
وتختلف طموحات أصحاب الشهادات العليا عن الأقل، إذ يرغب أصحاب الفريق الثاني (الأقل تعليما) بالارتباط بمسنات أجنبيات للحصول على مبلغ من المال والبدء في مشروعاتهم الخاصة، بينما يميل أكثر أنصار الفريق الأول (الأكثر تعليما) إلى السفر والهجرة وبدء حياة جديدة بعيدا عن الجزائر.

الصحراء بوابة للهجرة

لا يقتصر الأمر على تونس وأحيانا المغرب لكونها أكثر كلفة، حتى صحراؤنا باتت مرتعا لبعض الشباب خاصة في الجنوب للارتباط بأجنبيات هائمات في صحراء الأحلام وبين جبال الأهڤار وواحات وادي سوف، تتبادل الأنظار، وتزيغ وترتبط النفوس في علاقة وهمية، طرف منها يبحث عن الحب وطرف يبحث عن المال… وهناك قصص كثيرة عن ارتباط المرشدين السياحيين بأجنبيات، وبعض الشباب العاطل عن الأمل الذي تجذبه الملامح الشقراء ولو أرهقتها السنون، المهم الظفر ببعض المال ولم لا تحقيق حلم الهجرة.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!