-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في غياب الرقابة عليها:

شبكات التواصل تتحول إلى مزبلة للكلام البذيء

صالح عزوز
  • 1477
  • 1
شبكات التواصل تتحول إلى مزبلة للكلام البذيء
ح.م

تحولت بعض شبكات التواصل الاجتماعي اليوم، إلى مستنقع إن صح القول، حينما اجتمعت فيها الكثير من الأخلاق السيئة، وتجاوزت كل حدود اللباقة والنقاشات الهادفة، التي تنم عن ثقافة الأفراد الراقية، حتى ولو كانت مبنية على الاختلاف، حيث نحضر إلى الكثير من الصراعات الحادة، بين الأفراد والجماعات في العديد من المجموعات، بمختلف اهتماماتها، يستعمل فيه الأفراد كافة الألفاظ العنيفة، والمخلة بالحياء، من أجل الدفاع عن أفكارهم المزعومة.

فتحت شبكات التواصل الاجتماعي، الباب على مصراعيه أمام جميع الأفراد، وأصبح كل من هب ودب، قادرا على خلق مجموعة للنقاش في كل المجالات، حتى ولو كانت تتجاوز الخطوط الحمراء من حيث الطرح والنقاش، وهذا ما يخلق هذه المشاحنات، القائمة في الأساس على الاختلاف العنيف، الذي يعالج بين الأفراد بطرق عنيفة تحتكم إلى الكلام البذيء وكذا السب والشتم، بدلا من احترام الرأي والرأي الآخر، حتى ولو كان رأي الطرف الآخر مخالفا للطرف المناقش.

لقد ظهر جليا أن ثقافة عدم احترام الرأي الآخر المخالف لرأينا، ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، بل هي متجذرة عند الكثير منا منذ أزمنة بعيدة، نتيجة للكثير من المعطيات والخلفيات، وتراكمات ماضية، ظهرت بمجرد الانفتاح على شبكات التواصل الاجتماعي، التي سمحت للأفراد في كل المستويات، بطرح ومناقشة الكثير من المواضيع، في غياب الرقابة على كل ما يطرح وما يقال إلا في بعض الحالات الشاذة.

شوهت هذه المناقشات، الكثير من زوايا شبكات التواصل الاجتماعي، وتحولت بعض الصفحات إلى صفحات إباحية في القول والنشر وجب غض بصرك، حين تجد نفسك فيها عن قصد أو عن غير قصد، لا يسمح لكل الأفراد بالولوج إليها ومتابعة ما يحدث فيها، لأنها مساحات للكلام البذيء بين الأفراد، تسب فيه الأمهات ويطعن في شرف العائلات وتسب حتى الذات الإلهية، وتشوه فيها شخصيات الأفراد، وهذا فقط من أجل نقاش عقيم لا فائدة منه، وهو في الأخير مجرد لغو وغوغاء، بعيد عن التحليل العميق والهادف، وعن الموضوعية التي توجب علينا في مثل هذه النقاشات، كما توجب علينا البعد كل البعد عن الصراعات الإيديولوجية أو العرقية أو الطائفية.

أصبح من الصعب في هذه المساحات، الحديث بطريقة مهذبة ولبقة، تليق بأفراد يدعون الثقافة والتحضر في القول والفعل، فبمجرد الاختلاف في الرأي تطفو الشخصية الحقيقية للكثير منا، في ما قوله وما يدافع به عن فكرته، فبدل الحجة والبراهين يتجه العديد إلى العدوانية في الكلام، بالسب والشتم وحتى التوعد بالضرب في الحياة الواقعية، وهي في الأصل صفة من صفات قطاع الطرق، وليست من صفات أناس مثقفين كما يدعي الكثير منهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • 2020

    قالك نشطاء فيسبوكيون...روبوتات فيسبوكيون ...!!