شركاء لا خصوم

محمد يعقوبي
الحس التضامني لدى الشعب الجزائري، لايزال قويا وفاعلا ومؤثرا، وما الالتفاف الذي تشهده “الشروق اليومي” هذه الأيام في محنتها سوى صورة مصغرة لطبيعة الجزائريين عندما يتعلق الأمر بالمحن والأزمات ذات البعد الوطني.لقد شاهدنا صور تضامن أسطورية للجزائريين فيما بينهم خلال الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد، ولمسنا هذه الأيام في قضية الشروق أن سلبيات الجزائريين يمكن أن تختفي جملة في لحظة أزمة لتحل محلها مشاعر التضامن والالتفاف حول صاحب الحق أنّى كانت هويته وحقيقته..ينبغي للعقيد معمر القذافي أن يطلع على حجم التضامن الذي لقيته “الشروق اليومي” في قضيته معها، ليدرك أنه وقع ضحية تضليل وحجبت عنه الكثير من الحقائق حول حقيقة “الشروق اليومي” ورصيدها في الدفاع عن منظومة القيم نفسها التي يؤمن بها هو شخصيا، والمسؤولية هنا تتحملها الوسائط غير الأمينة التي لم “تقصّر” في انتقاء مقالات بعينها فهمت على غير ما تحتمله من معان لترسلها إلى القائد وتصور له الشروق على أنها خطر يتهدّد العلاقة بين الجزائر وليبيا..
هذه الوسائط نسيت أن تضع القائد في صورة الهوية الحقيقية لجريدة “الشروق اليومي” وما تمثله من مخزون قيمي لدى الجزائريين، وحجبت عن القائد الدور الذي تلعبه الشروق في الذود عن قيم الجزائريين ولغتهم وإنتمائهم الحضاري وكلها مبادئ دفع القائد الليبي عمره كله دفاعا عنها..
لايمكن لجريدة قامت على الدفاع عن الثوابت الوطنية والقيم الإنسانية، أن يكون ضمن أجندتها الإساءة لزعامات جادة من قبيل العقيد القذافي أو المساس بالعلاقة العضوية بين الجزائر وليبيا التي صقلها التاريخ قبل أن تصقلها الجغرافيا، ولا يمكن لمؤسسة إعلامية دفعت العديد من الشهداء في سبيل واجبها الإعلامي والوطني أن تنزل إلى مستوى “التحريش” بين زعيمين أو بلدين ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما..
وفي انتظار أن تثبت هذه الحقائق الدامغة بنص حكم قضائي يعيد الأمور إلى مجاريها، نتمنى أن يوضع الأخ القائد في صورة القيمة المعنوية والإعلامية لجريدة “الشروق اليومي” ولا يسمح بأن تختزلها له “الوسائط” في مقال فهم على غير ما يحتمل ولم يكن سوى حلقة في دفاع متواصل عن القيم الوطنية الموروثة أبا عن جد.