شغب جماهيري متزايد.. سيناريو “إيبوسي” قد يتكرر ونحو نهاية موسم كارثية

يتجه الموسم الكروي الجاري، إلى أن يسدل ستاره على وقع كارثة حقيقية، قد تكون أكثر دموية من الحادثة المأساوية التي كانت طبعت انطلاقته الصائفة الفارطة، بمقتل مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني ألبير إيبوسي في 23 أوت 2014 فوق أرضية ميدان ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو.
عرفت المباريات الأخيرة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى والثانية تصاعدا خطيرا للعنف، أصبح مسبوقا أو متبوعا بتصريحات وخرجات إعلامية غير مسؤولة لبعض مسيري ورؤساء الأندية، صاحبتها تهم متبادلة حول ترتيب المباريات ومحاولة إرشاء لاعبين، وهذا في ظل مراهنة مختلف الفرق على تحقيق أهدافها، سواء باللعب على اللقب أو تفادي شبح السقوط أو تحقيق الصعود.
وإذا كان الحديث عن بيع وشراء المباريات يتم في وقت سابق بعيدا عن الإطار الرسمي وعن أضواء شاشات التلفزيون، فإنه تحول في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة فرضت نفسها بطريقة تبعث على التساؤل، بعدما وصل الأمر إلى تبادل التهم على المباشر من خلال بث تصريحات خطيرة لمسيرين عبر وسائل الإعلام العمومية أيضا، وهذا على غرار الاتهامات الخطيرة التي أطلقها رئيس اتحاد الحراش محمد العايب صوب الناطق الرسمي لأولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، بدعوة فريقه إلى مساعدته على تحقيق الفوز فوق ميدانه، وهو ما نفاه وكذّبه النائب بالبرلمان بتصريحات شديدة اللهجة، في وقت كتب قائد جمعية الشلف سمير زاوي منشورا على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيه أن هناك 4 لاعبين على الأكثر من فريق اتحاد الحراش لن يفرحوا بعد خسارتهم في الشلف، لأنهم تلقوا تحفيزات مغرية من أندية عاصمية بغية تحقيق الفوز في ملعب الشلف، وهو الأمر الذي لم يتسن لهم حسب قوله فوق المستطيل الخضر.
في نفس الاتجاه، فإن الضجة الإعلامية التي سبقت مباراة مولودية الجزائر أمام وفاق سطيف، لاسيما الاتهامات التي وجهها رئيس الوفاق حسان حمّار ضد إدارة “العميد” بمحاولة الضغط عليه لتسهيل مهمة فريقهم للفوز بالمباراة بغية تفادي شبح السقوط، صبت الزيت على النار وكادت أن تنحرف المباراة عن مسارها بسبب شغب الجمهور.
في سياق متصل، وعلى مستوى الرابطة المحترفة الثانية، كانت نشبت منذ أسبوعين، تصريحات ساخنة من رئيس مولودية قسنطينة عبد الحق دميغة الذي اتهم مسبقا إدارة مولودية باتنة بمنح النقاط الثلاث للرائد شبيبة سكيكدة خلال اللقاء الذي جرى في ملعب 1 نوفمبر بباتنة، ما خلف تصريحات موازية من مسيري مولودية باتنة وشبيبة سكيكدة وتسبب في خلق عداوة أبدية بين جمهور الفريقين.
ولا يخفي الكثير من المتتبعين قلقهم من تواصل مثل هذه الممارسات التي تفتح الباب لمزيد من العنف وأعمال الشغب التي باتت تهيمن على المشهد الكروي الجزائري، بدليل أعمال الشغب التي عرفتها الكثير من الملاعب الجزائرية منذ حادثة مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي مطلع الموسم الجاري.
وفي ظل صمت الجهات الوصية والمختصة على ما يحدث من تطورات، وعدم اتخاذ أي إجراءات لوضع حد لهذه الظاهرة، أو على الأقل فتح تحقيق بخصوص هذه التصريحات والاتهامات المتبادلة وإمكانية متابعة ومعاقبة المتسببين الفعليين في ترتيب المباريات، تبقى هذه الوقائع تعكس الخطورة التي وصلت إليها الأمور وما قد يحدث خلال الجولات السبع المتبقية من عمر بطولة الرابطة المحترفة الأولى التي قد تشهد انحرافات وتجاوزات خطيرة جدا.