-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حادثة وفاة التوأم مرسط تتكرر ببكارية في تبسة

شقيقان يغرقان في بركة ماء ويودعان أفراد الأسرة بالابتسامة

الشروق أونلاين
  • 3377
  • 2
شقيقان يغرقان في بركة ماء ويودعان أفراد الأسرة بالابتسامة
أرشيف

اهتزت مساء الخميس الماضي، مدينة بكارية الحدودية، بولاية تبسة على وقع وفاة الشقيقين، محمد معتصم بالله، وصالح خليف، البالغين من العمر 7 و10 سنوات ببركة مائية، لا تبعد عن منزلهما بحي البناء الريفي، إلا بحوالي 200 متر.
وحسب مصادر الشروق، فإن الضحيتين المتمدرسين بالطور الابتدائي، نهضا في الصباح الباكر، على غرار أطفال الحي ذات الطبقة الاجتماعية المتوسطة، حيث لعبا مع أطفال الحي، إلى غاية وقت الغداء، حيث رجعا سويا، وأجبرا على القيلولة، نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة، ولم يسمح لهما بالخروج إلى غاية الساعة الخامسة تقريبا، حيث اتفق محمد معتصم، الأخ الأكبر، مع شقيقه الصغير، صالح، التوجه إلى البركة المائية للسباحة، خاصة وأنها، قد امتلأت قبل 12 ساعة بمياه الأمطار، التي شهدتها المنطقة، بعد فيضان الوادي القادم من الجبل القريب منها.
ولما وصلا البركة في حدود السادسة مساء، نزعا الثياب استعدادا للسباحة ببركة يصل طولها حوالي 20 مترا طولا و10 أمتار عرضا، ولكن لما أرادا الخروج صعب عليهما الأمر بعد التعب الذي نالاه من الغطس المتكرر، وكميات الأوحال التي كانت بالبركة، فاقتربا من بعضهما البعض وبدآ يصيحان ويطلبان النجدة، إلى أن تفطن لهما أحد الجيران، الذي هرع إليهما مسرعا، ولكنه عجز عن فعل أي شيء، حيث اتصل بمن كان قريبا، وشيئا فشيئا حتى تحول المكان إلى ما يشبه السوق، فكل من سمع بالحادثة لحق بالمنطقة، عسى أن يفعل شيئا، وان يشاهد ماذا سيفعل بالشقيقين الغريقين.
وفي حدود الساعة السابعة والنصف، وصل عناصر الحماية المدنية، وتدخل بعض الأعوان غير المختصين في الغطس، وبإمكانات بسيطة تمكن أحدهم من انتشال جثة الطفل الأصغر، ثم شقيقه الأكبر، ليتم تحويلهما بواسطة رجال الحماية المدنية مباشرة إلى المستشفى الاستعجالي بوقرة بولعراس، حيث حاول الفريق الطبي إنقاذهما، لكن الصدمة كانت كبيرة للعشرات ممن تنقلوا إلى المستشفى، حيث أكد الطبيب المعاين، وفاة الطفلين في حدود الساعة الثامنة ليلا، ليعود الجميع إلى منزل الشقيقين، حيث كان الأب منهارا نفسيا، على غرار الأم التي فقدت صوتها ولم تستطع البكاء من هول الصدمة، بل إنها غير مصدقة ما حصل لابنيها، فحتى الأب العامل البسيط بالبلدية، لم يتمالك نفسه للتحدث ولو بكلمة واحدة، مكتفيا بالقول انه خرج من المنزل للعمل وتركهما ليأتيه الخبر الفاجعة بالغرق، وهو نفس الشعور لسكان المنطقة المطلة على الأراضي التونسية، المحرومة أبناؤها من أي مكان ترفيهي، رغم بعدها عن عاصمة الولاية بـ15 كلم، فلا مسبح ولا ملعب ولا قاعة ألعاب ولا مركز ثقافي ولا حديقة للتسلية، فإذا كانت بكارية نقطة نهاية الأراضي الجزائرية، من الناحية الشرقية، فهي نقطة نهاية الحياة لسكانها الذين يناهز عددهم 10 آلاف نسمة، محرومون من كل شيء، حيث لم يظهر من مشاريعها غير المنجزة طبيعيا، كالوديان والبرك والشعاب، والأحواض المائية التي ابتلعت ما لا يقل عن 15 شخصا، خلال السنوات الـ5 الأخيرة، لينتهي المشهد المأساوي بجنازة الشقيقين بحضور كبير للمواطنين وعزوف كلي للمسؤولين، وقد دفنا بجوار بعضهما البعض في مشهد ذكر الجميع بمشهد توأم مرسط اللذين ماتا بمأساة لا تختلف عن وفاة الشقيقين رغم بعد المسافة بين البلديتين المقدرة بـ45 كلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • إبن الصحراء

    التهاون وعدم اهتمام الأباء والأمهات بأبنائهم دون رقابة وعدم التوعية من هذه الأماكن هل يعقل أن تترك بركة بهذه الحالة في مكان مأهول بالسكان ويشكل خطر على الأطفال برغم من علمهم بهطول الأمطار
    لكن معسانا ان نقول إن لله وان اليه راجعون وربي يصبر اهلهم

  • خالد

    آلله يرحمهما. يجب ردم هذه البركة. و ايها الاولياء ابنائكم امانة فاهتمو بهم و لا ترموهم للشارع و للخطر