-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شكرا إيران ولا عزاء للمتصهينين

شكرا إيران ولا عزاء للمتصهينين

ما كان حلما تحقّق، وما كان ثأرا تجسّد، وما كان كابوسا تبخّر.

منذ نشأة الكيان الصهيوني ونحن نعدّ الحروب الإسرائيلية-العربية، ونعدّ معها قتلانا وكيلومتراتنا التي تضيع من خارطة تتقلّص مثل الظل، حينا بعيد حين، ولا أحد تصوّر أن ينتقل الرعب، ولو لبعض الزمن، إلى الجهة الأخرى في مستعمرات الكيان، الذي كان أناسه يتفرّجون على مسرح غزة، فصاروا مسرحا داميا مثل الذي تفرّجوا عليه.

كنا نقتات كل صباح، فطورا من بيت هدّم ألف مرة وعائلات مزّقت دفاترها العائلية، وأبيدت ألف مرة، وأطفال يموتون ويدفنون ثم يموتون بعد “موتات” عدّة.

وصرنا نحلّي كل صباح بالصواريخ “الفرط صوتية” التي تتهاطل مثل الغيث النافع جدا، على حيفا وتل أبيب، وصاروخ “سجّيل” فائق الثقل، الذي رسم في بئر السبع في أرض فلسطين شرفا حربيّا، حاول الخونة والمطبّعون من الأمة، أن يدفنوه إلى الأبد.

عندما تقرأ صباح الجمعة المبارك، تغريدة المرشد الإيراني خامنائي وهو يكتب: “العدو الصهيوني يعاقب حاليا”، وتسمع وزير خارجية إيران وهو يقول: “لسنا مستعدّين لأي محادثات مع أيّ كان، حتى تتوقف نهائيا الغطرسة الإسرائيلية” وتتحسّس وحدة الشعب الإيراني المحاصر منذ عقود والتفافه حول برنامج الجمهورية الإسلامية النووي وتمكُّنه من التعايش مع ظروف الحرب، واقتناعه بأنّ أشدّ الناس عداوة هم اليهود واليهود أوّلا، تقتنع بأن شروط النصر موجودة، وتشكر إيران ولا عزاء للمطبعين.

وعندما ترى “نتن” الصهيونية العالمية “ياهو”، يبكي انهيار مستشفى “سوروكا” العسكري ببئر السبع ويصف الإيرانيين بـ”مرتكبي جرائم حرب”، وتسمع عن تقييم بأكثر من نصف مليار دولار خسائر في معهد “وايزمان” الذي دمّرته الصواريخ الإيرانية وهو المنشأة البحثية الأكاديمية، التي تخرّج علماء الكيان وفي مخابرها تصنع الأسلحة الصهيونية المتطوّرة التي جعلت التفوّق الصهيوني أشبه بالقدر المحتوم، وعندما تشاهد عشرات الآلاف من الصهاينة يغادرون “أرض الميعاد” عبر البحر بلا رجعة، و”شعب الله المختار”، محتارا في أمره بين الملاجئ والعيادات النفسية، تقتنع بأن شروط الهزيمة موجودة، فتشكر إيران ولا عزاء للمهرولين.

كلّ المؤشرات الميدانية، من تكافؤ نسبي، وعجز العدو عن حماية نفسه وقدرة إيران على إيلامه، توحي بأن إيران حتى لو جانبت النصر، فإنها لن تهزم، وبرنامجها النووي سيتواصل، وهي نفس المؤشّرات التي توحي بأن “إسرائيل”، إن لم تهزم مع راعيتها ومدعّميها، الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الغرب والعرب، فإنها لن تنتصر.

شكرا إيران ولا عزاء للشامتين والمطبعين والمتصهينين.

دعها “إسرائيل” تلبس من رثّ غزة، دعها تشرب من آسن غزة وتأكل من الصحون المهشّمة والفارغة في غزة، دعها تداوي جراحاتها النفسية والجسدية، في أنقاض مستشفيات غزة.. دعها تنتهي وتبقى غزة.

فقد انتهى ذات زمن طويل وقريب فرعون وجنكيز خان وبيجار وهتلر، كما انتهت عاد وثمود والتّتار والنازية.

شكرا إيران ولا عزاء للمتصهينين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!