شمال غزة.. 300 شهيد في 9 أيام من الإبادة الصهيونية

أعلن برنامج الغذاء العالمي،انقطاع خطوط المساعدات الغذائية عن شمال غزة، في حين قالت الأمم المتحدة إن الوضع وصل إلى نقطة الانهيار في شمال القطاع وجنوبه. وأوضح البرنامج الأممي أن نقاط توزيع الأغذية شمال غزة اضطرت للإغلاق بسبب العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء، وذلك في الحرب الصهيونية المدمرة المستمرة على القطاع لليوم الـ373.
وأكد البرنامج أن النيران اندلعت في المخبز الوحيد العامل في جباليا بعد إصابته بذخيرة متفجرة، وأن تصاعد العنف (العدوان) في شمال القطاع له أثر كارثي على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الفلسطينية.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة أصبحت في أقل مستوى لها منذ أشهر ولم يحصل أحد في غزة على حصة غذاء في الشهر الجاري بسبب فرض قيود على دخول إمدادات الإغاثة.
وأكد حق -في مؤتمر صحفي يومي- أن برنامج الأغذية العالمي أفاد بتوقف دخول مساعدات الإغاثة المنقذة للحياة إلى شمال غزة، مضيفا أن المعابر الرئيسية إلى شمال قطاع غزة أغلقت ولن يكون من الممكن عبورها إذا استمر التصعيد.
وأوضح المتحدث أن برنامج الأغذية العالمي قام بتوزيع آخر مخزوناته المتبقية من الأغذية في شمال غزة على شركاء ومطابخ تؤوي العائلات النازحة حديثا، لكنها لا تكفي لمدة أسبوعين.
وأضاف المسؤول الأممي: “لقد وصل الوضع إلى نقطة الانهيار وكذلك في جنوب غزة”، مؤكدا أنه لا يوجد توزيع للغذاء والمخابز تكافح لتأمين الدقيق، وهو ما يهدّد باضطرارها لإغلاق أبوابها في أي وقت.
يأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على هذا القطاع المحاصر.
وواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم التاسع تواليا عمليات الاستئصال والإبادة الجماعية شمال غزة، وقتلت أكثر من 300 مواطن في حين لا يزال عشرات الشهداء في الشوارع وأسفل المنازل المدمرة، إلى جانب مئات الجرحى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له، الأحد، إن جيش الاحتلال يشن حرب استئصال وإبادة جماعية شمال قطاع غزة ويمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال عشرات الشهداء من الشوارع ويسعى للقضاء على المنظومة الصحية والمستشفيات بالكامل.
وأكد أن الاحتلال قتل حتى هذه اللحظة أكثر من 300 شهيدٍ على مدار 9 أيام متواصلة من القتل والإبادة، في جريمة قتل ممنهج وحصار مطبق ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء خصوصا، وضد الأحياء السكنية. وأضاف: “تسعة أيام متواصلة من حرب استئصال واضحة المعالم يشنها جيش الاحتلال الصهيوني في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها بحذافيرها شمال قطاع غزة”.
واتهم الإدارة الأمريكية بأنها تعمل على هندسة الإبادة الجماعية والتغطية الكاملة على مجازر الاحتلال.
ووفق البيان؛ يرتكب جيش الاحتلال مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، ويرتكب عدة مجازر فظيعة ضد المدنيين من خلال القصف المقصود لتجمعات الأطفال والنساء، وكذلك يعمل جيش الاحتلال على استهدف كل القطاعات الحيوية بمحافظة شمال غزة ويسعى إلى تحويل المحافظة إلى منطقة خراب وقتل وإبادة.
وحذر بأن الاحتلال الصهيوني يسعى بكل قوة إلى تنفيذ مخطط للتهجير بشكل واضح المعالم، وهو أكبر وأخطر مخطط أمريكي احتلالي صهيوني في القرن الحادي والعشرين والعصر الحديث.
وأشار إلى أن ذلك ما أعلن عنه وزراء في حكومة الاحتلال الصهيونية، منبها إلى أن خطة التهجير الإجرامية وافق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر لتمرير خطة التهجير القسري الخبيثة ضد المدنيين، في خرق فاضح للقانون الدولي، وللقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقيات جنيف وجميع الاتفاقيات الدولية، ويرتكبون بشكل توافقي 19 نوعا من الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وشدّد على أن ما تتعرض له محافظة شمال قطاع غزة وخصوصا جباليا البلد والمخيم؛ يعد جريمة استئصال واضحة المعالم، خاصة أن الاحتلال يسعى إلى اجتثاث وإحراق والقضاء على كل القطاعات الحيوية.
وأشار إلى أن الاحتلال أخرج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة ويمنع للمرة السابعة على التوالي وصول الوقود إلى تلك المستشفيات التي يعيش فيها عشرات الجرحى والمرضى وخاصة في غرف العناية المركزة الذين باتوا في حكم الشهداء نتيجة الاقتراب من النقطة صفر، وقال: “هذا يعني أن الإدارة الأمريكية والاحتلال قد حكموا على مئات الآلاف بالإعدام”.
وأطلق نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي وخاصة إلى روسيا والصين، وإلى كل دول العالم الحر، وإلى جميع المنظمات الدولية والأممية وإلى كل الدول العربية والإسلامية بممارسة كل أنواع الضغط على الاحتلال الإسرائيلي المجرم وبكل الطرق والوسائل من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب الاستئصال، ووقف حرب التطهير العرقي في قطاع غزة، وفي محافظة شمال قطاع غزة على وجه الخصوص.
وطالب بالعمل على إيصال المساعدات الغذائية لعشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني شمال قطاع غزة، والذين يمارس الاحتلال بحقهم سياسة التجويع الممنهج، حيث يمنع الاحتلال عنهم الغذاء وحليب الأطفال منذ أكثر من 170 يوم بشكل متواصل، حيث قرر الاحتلال قتل عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال سواء بالقصف والاستهداف أو بالتجويع ومنع الطعام والغذاء من الوصول إلى محافظتي غزة وشمال غزة.
وحمّل الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وكل الدول المشاركة في الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني مثل دول: “المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول المجرمة؛ نحمّلها كامل المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم منذ سنة كاملة دون أن يوقف هؤلاء المجرمين الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل”.
وحذّر المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس جريمة استئصال واضحة المعالم وحرب اجتثاث للمدنيين وحرب تطهير عرقي ضد شعبنا الفلسطيني، وطالبهم جميعا باتخاذ مواقف عملية نحو الوقف الفوري والسريع لهذه الجرائم ضد الإنسانية، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية تمهيدا لمحاكمتهم وتقديمهم للعدالة على جرائمهم المتواصلة.