-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شيوخٌ في صف نتنياهو

شيوخٌ في صف نتنياهو

لا مشكلة إن لم تكن في صفهم في الحرب العراقية الإيرانية، لا مشكلة أن تسميهم “الصفويين” وتذكّرنا في كل مرة بأنهم يسبّون أبا بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين، ليس مشكلة أن تعتبر المذهب الشيعي دينا قائما بذاته يحرّف الإسلام، قل ما شئت من كلمات أملِيت عليك من هنا وخاصة من هناك، عن المجوس وكسرى العائد وثأر القادسية وهوس الخميني بالماضي الفارسي… هذا شأنك ورأيك، لا أحد بإمكانه الحجر على ما تفكّر فيه، لكن أن تقف في موضع البهجة مع نتنياهو، كلما ضرب مفاعلا نوويا أو عسكريا إيرانيا، أو تصاب بالرعب كلما دخل جحرا مختبئا، باسم هذا “الهراء” الذي صدّعت به أسماعنا، فذاك ما تجاوز الخيانة، بل تجاوز أخلاق النتن ياهو نفسه بمراحل.

قد نتفهم وقوف بعض العرب من أمراء وأثرياء وشواذّ وملحدين، مع إرهابيي الصهيونية المعاصر، بحثا عن بقاء في الحكم أو محافظة على الثروة أو عن جهل أعمى الناس عن كون اليهود هم أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا، لكن الحرب الصهيونية الإيرانية المندلعة حاليا، لم تكشف عن حقد على الشيعة قطّ، فقد كانوا إخواننا المبجلين والمفضلين في زمن شاه إيران، وإنما كشفت بالملموس الذي لا يحتاج إلى أدلة، أن بعضنا، وللأسف بعضنا هذا كثير ومتنوع المشارب، يقف مع المشروع الصهيوني الخطير الذي هدفه الأول هو قبر الدين وإشاعة الرذيلة والدياثة بين الناس، حتى لا يعرف الرجل أبناءه وعرضه، وطبعا أرضه، وهدم الصرح المشيّد بالقيم والمُثل، منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا.

خالف جزائريون في أثناء الثورة التحريرية وما قبلها “حركة انتصار الحريات الديموقراطية” وزعيمها مصالي الحاج، وخالف آخرون “الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري” وقائده فرحات عباس، ولكنهم لم يهللوا قطّ للفرنسيين وهم يسجنون مصالي الحاج أو فرحات عباس، بل إن الشيخ ابن باديس اختصر الموقف بما لا يدع مجالا للشك، عندما قال: “لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها، فالجزائر ليست فرنسا ولا يمكن أن تكون فرنسا حتى ولو أرادت”، فما بالك أن يقتل نتنياهو الصغار والكبار والأشجار ويستبيح أرضا وشعبا، هناك في بلاد فارس.

كل من وقف مع فرنسا فهو ضد الثورة، وكل من يقف مع إسرائيل فهو ليس ضد إيران فقط وإنما ضد الثورة على الشر، فقد رفع أحد شيوخ البلاط يديه إلى السماء عندما كانت إيران تُقصَف بالطائرات الصهيونية، وهو يدعو بلسانه من دون تضرّع وخيفة: “اللهم اهزم الصفويين الذين طعنوا في شرف أمِّنا عائشة” وفي قلبه: “اللهم انصر نتنياهو”، وهو أبعد عن عائشة أم المؤمنين من “إشاعة إفك” الغلام صفوان بن المعطل السلمي.

قد يكون العجوز ترامب هو رئيس أكبر دولة ومالك أثقل الأسلحة، فجاءت القرابين التي قدِّمت له، ضمن باب الخوف من الأقوى، لكن هذا الخبل الذي حدث في الحرب الإسرائيلية الإيرانية إعلاميا وفقهيا ولا نقول سياسيا فقط، جعلنا متيقنين من أننا اقتربنا من نقطة النهاية.. بل إننا بلغناها.

لو طلب نتنياهو من جحره متطوّعين لتمكين جيشه من غزو إيران، لوجد مدفوعين إلى “الجهاد” ضد أعداء الصدّيق والفاروق، وهم الذين دفعوا أبناءنا للجهاد في أفغانستان ولا أحد منهم أشفق على بيت المقدس المكبَّل وأبناء غزة المقتولين والمهجَّرين والمجوَّعين ولو بدعاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!