صاروخ “فتاح” يصنع الحدث ومتابعة للتطورات حتى الفجر

يتابع الجزائريون على غرار شعوب العالم باهتمام كبير العدوان الصهيوني على إيران والرد الإيراني على الغطرسة الصهيونية، حيث باتت هذه الحرب المستمرة منذ الساعات الأولى من صباح 13 جوان الجاري، حديث المقاهي واستقطبت رواد السوشل ميديا وباتت قنوات الأخبار تتسيد المشهد التلفزيوني للكثير من العائلات، وطغى هذا الحدث العالمي حتى على امتحان البكالوريا والعدوان على غزة والحرب الروسية الأوكرانية.. لما يمثله من مواجهة مصيرية بين إيران ومحور الشر في العالم..
تهليلات وتكبيرات لكل صاروخ إيراني يسقط على بمدن فلسطين المحتلة، هذا حال الجزائريين وهم يتابعون مجريات الحرب لساعات متأخر من الفجر، ومنهم من ما بات متسمرا أمام التلفاز يتابع رصد قنوات الأخبار لآخر تطورات القصف المتبادل بين إيران والكيان، وما خلفه من خسائر مادية وبشرية، وتحول العديد من المواطنين إلى محللين عسكريين يتحدثون عن الخطط الحربية ونوعية الأسلحة وآخر تكنولوجيات الصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي صنعت الفارق في هذه الحرب وتحولت إلى رعب أدخل الملايين من الصهاينة إلى الملاجئ…*
دعوات في المساجد.. تحليلات في المقاهي ومتابعة على المواقع
موقع جزائري مشرف شعبا وحكومة
وعلى عكس بعض الشعوب المطبعة مع الكيان والتي ساهمت في صد الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى مدن فلسطين المحتلة، تتقدم الجزائر موقفا مشرفا بالوقوف مع القضايا العادلة في العالم، حيث سارعت إلى إصدار بيان أعربت فيه عن إدانتها واستنكارها للعدوان الصهيوني السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحذرت من مغبة مجاراة غطرسة وتجبر الاحتلال ودعت المجتمع الدولي، وبالخصوص مجلس الأمن الأممي، إلى تحمل مسؤولياته الكاملة في العمل على حماية السلم والأمن الدوليين وفي وضع حد لسياسات الاحتلال التي تقوض أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وتناغما مع الموقف الرسمي، أطلقت العديد من الأحزاب السياسية والجمعيات والتنظيمات بيانات مساندة لإيران في حربها مع الكيان، وهو الأمر الذي امتد أيضا للطبقة الشعبية، أين عبر الجزائريون عن دعمهم الكامل لإيران في هذه الحرب داعين الله أن ينصرهم على اليهود الغاصبين الذين عاثوا في الأرض فسادا ودمارا وسط صمت دولي وتواطؤ العديد من الدول الغربية التي طالما تغنت بالسلام وحقوق الإنسان، وهي تدعم قتلة الأطفال من اليهود والصهاينة الغاصبين.
انتصار معنوي رغم التفوق الصهيوني
أكد العديد من رواد السوشل ميديا، الذين يتابعون عن كثب كل دقيقة من تطورات العدوان الصهيوني المدعوم غربيا على إيران، أن هذه المواجهة بالرغم من تفوق المحور الغربي المتصهين فيها من ناحية إحداث خسائر كبيرة في عدد الشهداء والجرحى، غير أن إيران حققت فوزا معنويا كبيرا، بإدخال أكثر من 5 ملايين صهيوني إلى الملاجئ وشل الحياة في المدن المستعمرة من مختلف الجوانب التجارية والاقتصادية والسياحية، وساهمت في بداية هروب الآلاف من اليهود والصهاينة عبر البحر إلى جزيرة قبرص، وهو الأمر الذي لم يتحقق من قبل، ناهيك عن إصابة العديد من الصواريخ الإيرانية للعديد من الأهداف المدنية والعسكرية الحساسة وتحولت أحياء بكاملها إلى ركام وأنقاض..
سهر إلى غاية الفجر لمتابعة الرد الإيراني بالصواريخ
ومع التهديدات المتبادلة من الطرفين، وجد الكثير من الجزائريين أنفسهم يتابعون مختلف الصفحات والمواقع التي تخطي الحرب الصهيونية على إيران، خاصة بعد إعلان العديد من المسؤولين الإيرانيين أن الرد سيكون مدمرا وقويا وهو ما جعل العديد من المواطنين ينتظرون تنفيذ هذه التهديدات، حيث أثلجت الصواريخ الإيرانية التي انهالت على “تل أبيب” صدور الكثير من المتابعين لهذه الحرب الغير مسبوقة، خاصة وأن الخصم فيها هو إسرائيل التي تفننت في تقتيل وترويع الفلسطينية في غزة ودمرت قرى ومدن بأكملها، حيث عبر الجزائريون عن أملهم في أن تتكبد نفس العذاب والدمار الذي تسببت فيه داخل غزة، على يد الإيرانيين الذين باتوا يمثلون الإسلام في هذه الحرب غير المتكافئة بسبب تواطؤ العديد من الدول الغربية.
تصريحات الرئيس الأمريكي “تشعل” المواقع
تحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عراب حقيقي لهذه الحرب، لدرجة أن الصين اتهمته بصب الزيت على النار، من خلال تصريحات “مجنونة” وغير عقلانية، خاصة بعد دعوته إلى إخلاء طهران “فورا”، في منشور مقتضب على منصته “تروث سوشيال”، دون أن يقدّم أي توضيحات إضافية حول أسباب هذه الدعوة المفاجئة، وكتب ترامب في المنشور”على الجميع إخلاء طهران فورًا”، ما أثار تساؤلات واسعة بين المتابعين، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري المتواصل من قبل الدولة العبرية ضد ايران، وتابع” يا له من عار، يا له من إهدارٍ للأرواح البشرية، ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي”.
وفي منشور آخر، جدد ترامب تمسكه بمبدأ “أمريكا أولًا”، قائلا: “أمريكا أولا تعني الكثير من الأمور العظيمة، منها أن إيران لا يمكنها أن تمتلك سلاحا نوويا. لنجعل أمريكا عظيمة مجددا”.
وفي منشور ثالث، أكد ترامب أن طهران ارتكبت “خطأ جسيما” عندما رفضت التوقيع على اتفاق نووي كانت واشنطن قد اقترحته، معتبرا أن “ما يحدث الآن هو إهدار للأرواح البشرية”.
هذه التصريحات التي وصفها الكثيرون بالمتهورة أشعلت مواقع التواصل التي أطلقت وابلا من الانتقادات للرئيس الأمريكي ووصفته براعي الإرهاب في العالم…
“فتاح” يقلب موازين الحرب ويشعل سماء تل أبيب
مع التصعيد الإيراني في الحرب، وإعلان التلفزيون الرسمي عن “حدث هام سيذكره التاريخ لقرون”، تسمر الكثير من الجزائريين في ليلة اليوم السادس منها أمام شاشات التلفزيون والهواتف الذكية لمتابعة الرد الإيراني الحاسم على الكيان، حيث كانت ليلة الأربعاء ليلة حارقة بدخول صاروخ “فتاح” غمار الحرب والذي أحرق العديد من الأماكن في “تل أبيب” وأحدث حالة من الرعب الشديد أدخلت الصهاينة الملاجئ وجعلتهم يبيتون في أنفاق القطارات.
وبحسب ما تم تداوله فإن طهران تصف صاروخ “فتاح ” بأنه صاروخ “أسرع من الصوت” أي أنه ينطلق بسرعة 5 ماخ، أو 5 أضعاف سرعة الصوت بسرعة 6100 كيلومتر في الساعة.
وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن الصاروخ يبدو أنه يحمل رأسًا حربيًا على “مركبة قابلة للمناورة”، مما يمكنه من تجنب الدفاعات الصاروخية.
يذكر أن أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، المغتال مؤخرا، قال في تصريحات سابقة إن هذا الصاروخ لديه القدرة على “اختراق جميع أنظمة صواريخ الدفاع الجوي وتفجيرها”.
كل الاحتمالات واردة وقلوب الجزائريين مع إيران
مع تقدم أيام الحرب، وتبادل القصف والدمار، يأمل الجزائريون أن تكون الغلبة والنصر الحاسم لإيران مع بداية زوال الكيان الغاصب، لأن تفوقه على إيران حسب الكثير من المعلقين سيؤدي حتما إلى القضاء كليا على محور المقاومة، وهيمنة كاملة لمحور الشر على الشرق الأوسط، حيث تتعالى دعاوى النصر والتأييد لإيران في هذا العدوان الغاشم الذي يتنافى مع مواثيق حقوق الإنسان التي تتغنى بها الأمم المتحدة التي تحولت إلى “شاهد مشافش حاجة” لما يحصل من تقتيل وترويع للأطفال والأبرياء في العديد من الدول الإسلامية..