-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صبية الكهف ونفاق العالم!

صبية الكهف ونفاق العالم!

العالم أجمع تنادى لإنقاذ مجموعة من الأطفال حاصرتهم المياه داخل كهف في تايلندا، تحرك السياسيون والرياضيون والفنانون، وتجاوب الإعلام الثقيل مع مأساتهم، بل إن مليارديرا أمريكيا تفتق ذهنه عن فكرة مبتكرة لإنقاذ الأطفال من خلال استخدام غواصة صغيرة.
لكن أين قصّة هؤلاء الصبية الذين شغلوا العلم على مدار خمسة عشر يوما من مأساة شعب الروهينغا الذي يتعرض للذبح والتهجير بتواطؤ وصمت عالمي غريبين، بل إنّ رئيسة بورما التي تدافع عن خيارات حكومتها في تطهير بورما من المسلمين ما زالت تحمل جائزة نوبل للسلام.
أين قصة هؤلاء الصبية من قرابة مليوني ناج روهينغي يتواجدون على الحدود بين بورما وبنغلادش، ويواجهون الموت جوعا بعد أن تخلى عنهم العالم، فلا زيارات لمسؤولين ولا برامج إغاثة كافية، ولا إعلاما يتناول مأساتهم، ولا فنانين يتباهون بمساعدتهم، ولا مليارديرا أمريكيا يتفتق ذهنه عن قرار بإرسال أطنان من المواد الغذائية لإنقاذهم من الهلاك جوعا.
عالم منافق تجرّد من كل مشاعر الإنسانية، والمسلمون الذين يضاهي عددهم مليارا وسبعمائة مليون إنسان نسوا بدورهم هذه المأساة وصموا آذانهم عن سماع صرخات الأطفال والنساء، وفيما يهب الملايين من المسلمين سنويا إلى السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة وينفقون الملايير، يموت مليونَا مسلم جوعا وعطشا دون أن يصلهم دولار واحد من أموال المسلمين التي تُنفق في أرض الحرمين.
قبل أشهر كنّا في زيارة إلى مخيمات الروهينغا وعاينّا الأوضاع هناك بعد أن تراجعت المساعدات وأوقفت العديد من المنظمات الإنسانية برامجها، فيما قلصت أخرى أعمالها بسبب قلة الاعتمادات المالية، ولم يعد اللاجئون يحصلون إلا على الأرز، أما الخدمات الصحية فشبه منعدمة، يضاف إلى ذلك ظروف الطبيعة القاسية التي يواجهونها في منطقة معروفة بالفيضانات والأعاصير.
وستبث قنوات “الشروق” بعد أيام فيلما وثائقيا ينقل المعاناة اليومية لهؤلاء اللاجئين الروهينغا الذين تمكنوا من الوصول إلى بنغلادش بعد أن نجوا من المجازر في إقليم أركان، إذ أن أفواج اللاجئين ما زالت تصل والمجازر ما زالت مستمرة، لكن التجاهل الإعلامي لهذه المأساة أعطى الانطباع بأن الأمر أصبح من الماضي.
لقد سجلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وقفة سيسجِّلها التاريخ مع هؤلاء المحرومين من خلال إرسال قافلة مساعدات فاقت قيمتها أربعة ملايين دولار، وهي تحضِّر لحملات تضامنية أخرى مع شعب الروهينغا الذي يموت في صمت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • فضيلة، الجزائر

    حسبنا الله و نعم الوكيل، المسلمون الذين يعانون في هذه الأرض كثر و ليس الروهينغا فقط ، شيئ جميل أ، يهب العالم لنصرة إنسان أي إنسان في مأزق يهدد حياته لكن التمييز في المواقف بين إنسان و آخر على أساس الدين أو العرق هو خزي و عار، هاهم سكان غزة يعانون الأمرين جراء الحصار الذي استمرّ لسنوات و لازال الوضع يتأزم و يسوء و هم محاصرون ليس من العدو الغاشم فقط بل من الأخ اللدود و أين شعب اليمن الذي يموت جوعا و مرضا والسبب الدول التي ترفع راية الاسلام و أين قطر من حصار الجيران و الإخوة , إنها سنوات الذل و المهانة للشعوب الاسلامية و العربية ...حينما يرانا الغرب نتاقتل بيننا و نحاصر بعضنا فهل سيأبه لنا؟؟

  • الناقد

    قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
    قتل شعب كامل مسألة فيها نظر

  • Mohamed

    بل أين زعيم السفيين فركوس؟! و لا كلمة واحدة في حق إخوانه المسلمين في بورما، بالطبع و لا كلمة، فالروهينقا بحسب فلسفة فركوس ليسوا من أهل السنّة و الجماعة...!

  • +++++++

    هذا الموضوع الكاشف لحقيقة الوضع هو رسالة قوية لكل فرد مسلم مازال غارق في غيابات الجهل و السذاجة و الحماقة .. يا مسلم لا تحقر أخاك المسلم و لا تبغضه و لا تحقره ، فمن غير أخيك لن يحمي ظهرك أحد.

  • ايوب

    واش بيك ياأخ رشيد...النفاق سمة وصفة ولقب للاعراب دون سواهم...هؤلاء غير العرب المسلمين يشنون الحروب لحماية شعوبهم ..وهو العكس تماما عند الاعراب الذين يحرسون الاعداء ويتعاملون معهم أمنيا لأعتقال وقتل شعوبهم ارضاء لسادتهم المحتلين...فلو كان هؤلاء الصبية من العرب هل ستتدخل المروحيات والدفاع المدني والعسكري لأنقاذهم..لن يحدث .وسوف يموتون في الكهف مثلهم مثل الحيوانات التي تحجرت بعد وقت طويل...

  • حنكليس

    لا أعرف إن كانت حقيقة أم لا لكنني سمعت بأنهم يأكلون لحوم البشر ، بغض النظر إن كانوا مسلمين أو بوذيين أعتقد بأنها غريزة فيهم

  • من كلامك أدينك

    جميل أنك تحدثت عن نفاق الضمير الجمعي للعالم حول تجاهله لمآسي فادحة وتركيزه على بضعة أطفال (وتم انقاذهم)، وأنت بدورك نبهت إلى شعب الروهينقا .. طيب. على مدار كل هذه السنوات وإلى الآن لم تتحدثوا عن مأساة "السنة" في العراق وسوريا وما لحقهم من ذبح على الهوية وانتهاك للأعراض وتدمير وتهجير؟؟ أم أن هؤلاء لا بواكي لهم
    ليس هذا وفقط بل إننا لنجد من في هذه الجريدة من الكتاب من يطبل لجرائم إيران كل مناسبة ويصفها بالمقاومة !!! هزلت

  • الطيب

    حضارة النفاق المدججة بالعلم و التكنولوجبا التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا شافت مجموعة من الأطفال يعدون على أصابع اليد يصارعون من أجل الحياة داخل كهف و لكنها عمات على ملايين الأطفال الأيتام الحفاة العراة الذين نخرهم الخوف و الجوع و المرض و الذين لم يكونوا داخل كهف تصعب رؤيتهم و إنما فراشهم الأرض و غطاءهم السماء حتى يراهم كل العالم و تكون وصمة عار على جبينه و يكشف الله من خلالهم عالم النفاق ليمحيه من على سطح الأرض عاجلا أم آجلا ...!!