صحافيون يعلنون عن تأسيس تنظيمهم النقابي

قرر صحفيون عاملون بمختلف وسائل الإعلام العمومية والخاصة، في قطاع الصحافة المكتوبة والسمعية والمرئية والالكترونية، التكتل في نقابة وطنية جديدة، للدفاع عن الحقوق المهنية والاجتماعية للصحافيين، وهي المبادرة التي جاءت لملء الفراغ الحاصل في القطاع منذ سنوات.

المولود الجديد كان أحد أبرز مخرجات الاجتماع الذي شهدته قاعة الاجتماعات بمقر دار الصحافة، الطاهر جاووت، أول أمس الخميس، حضره العشرات من الإعلاميين، وقد خصص هذا الاجتماع لدراسة واقع مهنة الصحافة وبيئة ممارستها مهنيا واجتماعيا.

المبادرة جاءت بعد النداءات المتكررة للحكومة عبر وزارة الاتصال، التي أعلنت في أكثر من مرة أنها تفتقد إلى شريك نقابي في قطاع الإعلام، يمكنها من التواصل معه، من أجل حل مشاكل القطاع، ودراسة مطالب العاملين فيه، لا سيما وأن الهياكل التي كانت تؤطره باتت خارج القانون، كونها لم تنظم مؤتمراتها منذ أزيد من عقد من الزمن، ما أفقدها شرعية التمثيل وقانونية النشاط ومن ثم أهلية التمثيل.

واختتم هذا اللقاء “التاريخي” باتخاذ جملة من القرارات أهمها إنشاء تكتل نقابي يضم الصحفيين والإعلاميين الممتهنين لمهنة المتاعب، في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالقطاع والتي أدت كما هو معلوم، إلى اختفاء العشرات من العناوين وتضرر الكثير منها، الأمر الذي انعكس على الوضعية الاجتماعية والمهنية للصحافيين، خاصة بشأن الأجور ومناصب الشغل، نتيجة عمليات الخنق وتحجيم سوق الإشهار.

المجتمعون نددوا بتزايد الضغوط وسوء المعاملات المرتكبة ضد نساء ورجال المهنة داخل بعض قاعات التحرير وخارجها، إلى جانب تعقد وضعية القطاع وتفاقم مشكلاته وتفشي حالة من الفوضى المتسمة باستمرار توقيف صحافيين وملاحقتهم وتعرضهم لعقوبات سالبة للحرية، وما يقابله من تأخر فادح في تنصيب الهيئات الضابطة للمهنة، وإصدار النصوص التطبيقية لمضمون القانون العضوي المتعلق بالإعلام.

وجاء في البيان: “نظرا لعدم وجود آليات فعالة قادرة على ضمان أفضل حماية مهنية، واجتماعية للصحافيين”، وكذا “التحديات الكبيرة المرتبطة بتطوير المهنة الصحفية وبلوغ مراتب الاحترافية المفروضة علينا في محيط إقليمي ودولي متسارع”، حيث تقرر الإعلان عن تأسيس تكتل نقابي وطني مستقل عن كل الاعتبارات الخارجة عن نطاق الانشغالات المهنية والاجتماعية للصحافيين الجزائريين داخل البلاد وخارجها، داعين كافة الصحفيين إلى اجتماع وطني أوسع يوم الخميس 22 نوفمبر 2018 بدار الصحافة الطاهر جاووت، قصد وضع آليات تجسيد هذا المسعى.