صراع المناصب والامتيازات يعود إلى البرلمان!

عادت انتخابات تجديد الهياكل بالبرلمان هذه السنة، مُبكرا، لتطرق أبواب الهيئة التشريعية، التي شرع مُمثلوها في عملية إحماء مبكرة، تمهيدا للظّفر بمناصب رؤساء اللجان ونواب الرئيس والمُقررين ومزايا أخرى، وسط منافسة حادة بين الأحزاب الممثلة بالبرلمان.

ورغم محاولة التشكيلات السياسية المُمثلة في غرفتي البرلمان في كل مرة إبعاد شبهة الطّمع في المناصب والامتيازات المتأتية من الهياكل، والتأكيد على أن الصراع المحموم بينها لا يُعدو أن يكون ظاهرة صحية هدفها خدمة الشعب، إلا أن اتجاها آخر يربطها بالمزايا والمنح المتحصل عليها عند نهاية العهدة وسفريات مجانية لمختلف دول العالم وسيارة فارهة وغيرها من الامتيازات.

وكغيره من الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان، شرع حزب جبهة التحرير الوطني مُبكرا في عملية التحضير لانتخابات تجديد الهياكل، وهي العملية التي ستكون فيها الكلمة إما لصندوق الاقتراع أو عن طريق التعيين حسب خيارات كل حزب.

ويبدو أن الأمين العام لـ”الأفلان” أبو الفضل بعجي، ماض في سياسة الحفاظ على ريادة الحزب داخل الهيئة التشريعية، وحماية ما وصفه بالمكاسب المحققة، حيث وجه تعليمات لسيناتورات حزبه من أجل العمل الجاد والتحضير لهذا الموعد المهم.

وجاء ذلك في لقاء عقده الأمين العام للحزب مع المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بمجلس الأمة، بحضور أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب. وعرف اللقاء حسب بيان صادر عن الحزب، حضور أعضاء كتلة الحزب بمجلس الأمة “52 عضوا من أصل 58 عضوا وغياب 6 أعضاء منهم 2 بعذر مع 12 وكالة”.

وحسب نفس المصدر، تناول بعجي رفقة سيناتورات “الأفلان”، العديد من القضايا المتعلقة بشؤون التشريع والحياة السياسية للبلاد، إضافة إلى التحضير لعملية تجديد هياكل مجلس الأمة، والتحضير للمؤتمر الحادي عشر للحزب.

ولم يُفوت الأمين العام الفرصة، ليذكر فيها بأن حزب جبهة التحرير الوطني يحتل الصدارة بمجلس الأمة، وبالتالي فإن هذه المكانة حسبه تُلزم النواب بتحمل مسؤولية أكبر في القيام بمهامهم النيابية على أكمل وجه، والمشاركة الفعالة بالنقاش الجدي، وفي دراسة مشاريع النصوص، والحرص على وضع مصالح المواطنين وخدمة البلاد على رأس الأولويات، مع العمل في نفس الوقت على الحفاظ على مكاسب الأفلان في الهياكل.

كما طالب بعجي، قيادات حزبه بالبرلمان بالالتزام والانضباط والحضور الدائم، والمساهمة في نفس الوقت في إثراء مشاريع القوانين وكذا النقاش الفاعل والمسؤول، والتنسيق بين هياكل الحزب والنواب عبر فتح مداومات داخل الهياكل الحزبية لاستقبال المواطنين، مشددا في نفس الوقت على مرافقة النواب لعملية تقديم الحصيلة السنوية للمجالس المحلية المنتخبة وذلك للوقوف على الإنجازات المحققة ورصد النقائص بكل شفافية.

يأتي هذا بالتزامن مع شروع كتل برلمانية أخرى، في التحضير لعملية تجديد الهياكل، حيث أكد النائب عن حركة البناء الوطني كمال بن خلوف، في تصريح لـ”الشروق”، أن عملية تجديد الهياكل هدفه استقطاب الطاقات الجديدة وتدوير العمل للبرلماني، وإتاحة الفرصة لنواب آخرين لإبراز إمكانياتهم.