-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 نجم الكوميديا السورية معن عبد الحق لمجلة الشروق العربي:

صطيف في باب الحارة يختلف عن بقية أدواري وعلى الممثل أن يستفيد من ملامحه

طارق معوش
  • 2012
  • 0
صطيف في باب الحارة يختلف عن بقية أدواري وعلى الممثل أن يستفيد من ملامحه
تصوير: نصار الشامي

عندما تتابع أعماله لا بد من أن تصيبك عدوى طاقته الفنية الكبيرة، التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها. ولا غرابة في ذلك، وهو الذي يسعى للمتعة التي يحققها له التمثيل بالدرجة الأولى. وعلى الرغم من نجاحه الكبير في تقديم شخصيات كوميدية متعددة، إلا أنه كشف عن وجه آخر له في مسلسلات تاريخية ودرامية، من خلال جديته واجتهاده وإصراره، ليس على الوجود ضمن خارطة الدراما السورية، فحسب، بل حتى على المسرح والسينما.. فنان مبدع في أعماله، ضمن مساحات صغيرة، يستطيع عبر أدواره أن يشدك نحوه، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، ليصبح أحد نجوم الشاشة الصغيرة، وليكون مثلاً يحتذى به لكل وطني أراد إيصال صوته بمواقفه المشرّفة تجاه وطنه.. هو معن عبد الحق، المعروف بشخصية صطيف في المسلسل الشهير باب الحارة، يستقبل مجلة الشروق العربي ليكون معه هذا اللقاء الخاص.

صطيف في باب الحارة يختلف عن بقية أدواري وعلى الممثل أن يستفيد من ملامحه

انطبعت صورة صطيف في باب الحارة كأبرز شخصية أديتها، في رأيك، كيف يتخلص الفنان من ظل الشخصية؟‏

بالنسبة إلي لا أراها مشكلة، فكبار الفنانين في العالم لهم أدوار خاصة، لازمتهم، لكن طبيعة الكركتر في صطيف تختلف عن بقية الأدوار. فقد حظي بظرف عرض بشكل مميز، قد يأتي عمل آخر يحمل كركتر، وقد لا يأتي، لكن هذا لا يعني أن يقف الفنان عند هذا الدور، ويعمل بأدوار أخرى قد لا تحظى بنفس المستوى من الشهرة، فأنا يهمني الدور الجيد والناجح.‏

أتوافق على الرأي القائل بأن “باب الحارة” قدمك خارجيا للجمهور العربي؟

إلى حد كبير نعم، وحتى على الصعيد المحلي هو الدور الذي وسع من حضوري، “باب الحارة” شهر كل ممثليه في الخارج، بالتأكيد هناك قسم منهم كان نجمًا وله صيته، “باب الحارة” له فضل على جميع من شارك فيه، وعلينا دائمًا أن نذكر هذا الفضل.

إلى أي حد تعتقد أن ملامحك ظلمتك من حيث انتقاء الأدوار؟

بالعكس، وبكل قناعة أنا أرى أن ملامحي ساعدتني، بمعنى أنني حاولت أن أستثمر أي خصوصية في ملامحي لتساعدني في أدواري. أما الشكل الخارجي، الذي قد يؤدي إلى تكرار بعض الأدوار، فيعاني منه عدد كبير من الممثلين، فكثيرًا ما يعاني ممثلون من تقديم أعمال بشكل متتابع تتناسب وشكلهم الخارجي وبنيتهم الجسدية، فيصبح هناك نوع من التكرار، ولكن الأهم أن يستفيد الممثل من ملامحه لتعطيه بعض الخصوصية.

ما ميزة سعيك للتنويع وتقديم مختلف الأدوار؟‏

يجب أن يكون لدى الممثل مساحة بقدرة التنوع، ولو بشكل رمزي، وهذا جزء من اجتهاد الممثل ومحاولته البحث عن الاختلاف، فكل شيء له طريقته. وبالتالي، هذا يعود إلى خبرة الفنان واحترافه ودراسته.‏

بناء على ما سبق أن قلته، هل تعتقد أن شكلك لا يتناسب مع أدوار البطولة؟ وهل ترى أن المخرجين ما زالوا يقدمون هذه الأدوار وفقاً للنظرية التقليدية المتعلقة بمواصفات البطل التي كرستها الدراما العربية؟

لا أتصور أن هذا هو المعيار الأول لاختيار المخرجين للفنانين في أدوار البطولة، لأن معظمهم يختارون ممثلاً معيناً لدور البطولة وفقاً لنظرية المصلحة، فشكل البطل لم يعد مهما، مع أنني أرى أن المخرجين، في بعض الأحيان، مغلوبون على أمرهم، حين تُفرَض عليهم أسماء معينة لأدوار البطولة من قبل الشركات أو المحطات.. إذاً لم يعد الخيار للمخرجين بالدرجة الأولى، والاستثناءات قليلة.

ومع هذا، ما زال البطل في معظم الأعمال يمتلك مواصفات معينة، وفقاً للنظرية التقليدية، وهذا ما نلمسه جميعاً؟

هذا صحيح، لأن كتّابنا ما زالوا يكتبون شخصياتهم وفقاً لهذه النظرية التي عفا عليها الزمن، والسبب أن معظمهم دخلاء على مهنة الكتابة.
رفضت المشاركة في الدراما المصرية وما يهمني الحفاظ على اسمي بسوريا

 وهل تعتقد أنك تعرضت لتنميط من قبل المخرجين بإسناد الأدوار الكوميدية إليك دائمًا؟

على الرغم من كوني شاركت في عدد من الأعمال الكوميدية، إلا أنني أعتقد أن الكثير من الفرص لم تكن متاحة أيضًا للمشاركة في أنواع أخرى. وبالتالي، ما زال أمامنا الوقت لتقديم تجارب أخرى، علمًا أنني قدمت أدوارًا غير كوميدية في “عشتار والخوالي”، و”باب الحارة”، و”تخت شرقي”، و”أهل الراية”، وغيرها.. وخلال رمضان المقبل، إن شاء الله، سأظهر بعدة أعمال متنوعة بين الاجتماعي والبيئة والكوميدي.

على ذكر هذه الأعمال، حدثنا عن تجاربك في البيئة الشامية كالخوالي- باب الحارة، وهل لها تأثير من الناحية الجماهيرية؟

عندما تكون ابن المدينة والبيئة لا بدّ لك من أن تمتلك معرفة بطبيعة أبناء هذه المدينة الاجتماعية والثقافية (رغم كون محافظات القطر متشابهة)، إضافة إلى كون مسألة امتلاك اللهجة بشكل سلس ومريح أمرا مساعدا للممثل..

أعمال البيئة الشامية هي أعمال مفضّلة لدى الجمهور، وأي ممثل عموما يشارك في أي عمل من أعمال البيئة الدمشقية، فإنه يقدّم نفسه لشريحة واسعة من الجمهور، وأخصّ بالذكر أعمال المخرج الأستاذ بسام الملا وتحديدا أعماله الشامية، ابتداء من أيام شامية ووصولا إلى باب الحارة وما سيعقبها..

والملفت، أن هذه الشريحة، بعد باب الحارة، لم تعد محليّة فقط، وإنما توسّعت لتصل إلى الخليج العربي والمغرب العربي وحتى الإخوة المغتربين..

وهنالك مقولة تقول: (كلما ذهبت نحو الأعمق إلى الخصوصية فأنت تتوجه نحو العالمية)، فهذه الأعمال للآخرين تقدم مسائل دمشقية خاصة من أمثال الزيّ الدمشقي والكاراكترات الدمشقية والعلاقات والقيم، التي قد تكون مختلفة حيث نرى الغيرة والحميّة والوطنية..

لماذا لم نرك في الأعمال التاريخية بعد مسلسل الزير سالم، هل السبب يعود إلى كون المخرجين لم يعرضوا عليك أي دور أم إنك لا تريد العمل بهذا النوع الدرامي؟

أنا أحب الأعمال التاريخية، بدليل نجاح أعمال عدة بعد الزير سالم، كمسلسل (دليلة والزيبق)، ولكن لربّما أحتاج إلى أدوار خاصة قد تتعلق بالشكل الخارجي، فمثلا كاراكتري قد لا تناسبه أدوار الفروسية والبطولة، وبالتالي، فإن أدوارا معينة تناسبني أكثر من غيرها، ومن الممكن أن تحمل لي السنوات القادمة مشاركات قادمة في الأعمال التاريخية، فهنالك أدوار تحاكي خصوصية الممثل، والأمر متعلق بخيارات مخرج يراك في هذا الدور..

الشروق: إذا ما عُرض عليك التمثيل بـمصر هل ستوافق أم لا؟

هنالك نموذجان من المشاركات في الدراما المصرية، وأنا مع النموذج الأول، وأخص بالذكر تجربة النجمين جمال سليمان وتيم الحسن وباسل خياط، فهي تجارب قيّمة من جميع النواحي فنيا وغيرها، فمصر باب للشهرة، والمصريون بخبرتهم الكبيرة لو لم يجدوا في طاقات الممثل السوري ما يخدم الدراما المصرية لما وجّهوا إليه الدعوة، وأرى أن تجارب نجوم سوريا خاصة أعمال باسل خياط المصرية هي تجارب ترقى إلى العالمية بظروف إنتاج غير عالمية..

بينما النموذج الآخر من التجارب، الذي يدخل بباب المشاركات أترك لمن قام بها تقدير ذلك، ولكنني ومن وجهة نظر شخصية فالحفاظ على اسمك بسوريا أفضل، وخاصة إن لم يكن الدور الأول في المسلسل المصري.. على الصعيد الشخصي، جاءتني فرصة أدوار معقولة ومحترمة وجيّدة، ولكن للأسف لم أقلبها لأسباب أرفض التحدث عنها..

لا أسعى للظهور الإعلامي.. وكورونا أثرت علينا كشعب نفسيا ومعنويا وماديا

هل أنت راض عن المكانة التي وصلت إليها؟ وهل تشعر في نفسك بأنك مظلوم، وما هي الأسباب؟

 الحمد لله، أشعر برضا عن نجاح ما قدمته من أعمال إلى الآن وإعجاب الناس بها، ولكن دوما لدي طموح بأدوار وفرص جديدة تسمح لي بتقديم نفسي بشكل أكثر.

تعبير (مظلوم) غير دقيق تماما… ولكن، ربما يحدث في بعض الأحيان ظلم ما بسبب ظروف قد تكون إنتاجية أو إعلامية… وأنا بطبيعتي قد أكون غير حريص على الظهور الإعلامي، وبالأساس فأنا لا أسعى للظهور الإعلامي… وبطبيعة الحال، هذه ليست مهمتي كممثل، إنما هي مهمة الإعلام. كما أنني من وجهة نظري الشخصية أؤيد الظهور الإعلامي القليل للممثل.

مهمة الممثل تنحصر بأداء الأدوار المسندة إليه، بينما الظهور الإعلامي هو مسؤولية جهات الإعلام والسؤال يوجّه إليها..

 في ظل ما تعيشه سوريا من أزمة اقتصادية، وخاصة في الوقت الحالي، بسبب جائحة كورونا، هل هناك مشكل في أجور الممثلين؟

الأزمة التي تتكلم عنها عالمية، وليست في سوريا فقط، أنا معك، كورونا أثرت علينا كشعب نفسيا ومعنويا وماديا، لأن الفنان رزقه الوحيد هو الفن، وجوابي هنا متجه بشيء من اللوم إلى شركات الإنتاج، التي قد تتخوّف من فكرة إعطاء الممثل أجورا مرتفعة كي لا يصبح متطلّبا في المستقبل، وهو في اعتقادي توجّه خاطئ، فشركات الإنتاج يجب أن تساهم بصناعة نجومية الممثل وتقطف منها..

ممثلنا السوري يعتمد في الوصول إلى النجومية على عملية تراكم الأدوار، التي قد تتطلّب ربّما 15 سنة من المشاركة، وهو ما دفعنا إلى مشاهدة نجوم قدامى نالوا حقهم مؤخرا، حينما أتيحت لهم الفرصة بعد تراكم مشاركاتهم..

أنا شخصيا، أفضّل قلة العمل مع أجر جيّد، وأرفض عملا أكثر وأجورا أقل، ولا مشكلة لدي من قلة المشاركات..

معن عبد الحق.. مرتاح ماديا؟

لستُ كذلك على الإطلاق، وللأسف، فإن عددا كبيرا من الفنانين السوريين غير مرتاحين ماديا، وقسم كبير منهم ما زالوا يعيشون في بيوت مستأجرة.

بين شخصيات تكاد تكون قريبة من شخصيتك، وأخرى بعيدة كل البعد، إلى من تميل أكثر؟

ليس المهم أن تكون الشخصية التي أؤديها قريبة أو بعيدة عني، المهم أن أكون قد أحببتها، ولكن بشكل عام وللإجابة عن السؤال، أقول إن الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني أكثر عند التمثيل، لأنها تحرضني على التفكير والبحث والتفتيش عن تفاصيل لها، وأنا أعشق هذه الأدوار التي تحتاج مني إلى جهد وبحث دائمين.

ما هي الظروف التي تشعر بأنها لم تخدمك ولم تتوفر لك؟

لا أدري، ولكنني أرى أن طبيعتي البطيئة قد أثرت عليّ فاعتمدتُ على حرق المراحل، ومن المعروف أن لكل شخص طرائقه التي يتبعها لتحقيق أهدافه وليصل إلى ما يريد بأقصر الطرق، وهذه الطرق تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي من فنان إلى آخر.

يعجبني مسلسل الحريق ولا أمانع في المشاركة في الأعمال الجزائرية

يشعر كل من يتابع أعمالك بأن الكوميديا هي ملعبك الأساسي؟

أستمتع كثيرا بأداء الشخصيات الكوميدية، ولدي رغبة قوية في تحريض المتلقي على الضحك، وأشعر بالسعادة الكبيرة وأنا أسمع ردود أفعال الناس في هذه الأعمال، خاصة ما أقدمه على خشبة المسرح.

بما أنك تحب الأعمال الكوميدية وتحب أن تضحك المتلقي، ألا تخشى من الانجرار أحيانا وراء ما يسمى التهريج؟

أنا ممثل، وقبل أن أكون ممثلاً فأنا جزء من الجمهور، وبالتالي، فأنا قادر على محاكمة ما أفعله وأقدمه له، كما أنني واثق من كون المخرج هو العين التي تراقبني، فأعتمد عليه كثيراً في الأعمال الكوميدية بالتحديد ليضبط حركاتي وليضعني في مكاني الصحيح.

ما رأيك في الدراما الجزائرية، وهل تتمنى المشاركة في مسلسل مشترك سوري جزائري؟

أتذكر مسلسل جزائري قديم (الحريق)، وهو مسلسل جميل جدا، يتحدث عن الثورة الجزائرية، والجزائر بشكل عام بلد فني معروف ومشهور بالسينما الثورية، هذا الكلام ليس إنشائيا أو من باب المديح، بل هو كلام حق. وهنالك مخرجون جزائريين نالوا جوائز في أكبر المهرجانات الدولية..

والدراما الجزائرية بدأت تعود على الفضائيات، فمؤخرا شاهدت مسلسلا عبر منصات الإنترنت، اسمه مشاعر.. جميل جدا، ولا أمانع في المشاركة في مثل هذه الأعمال، ولكن هناك سؤال حيرني: لماذا توقفت صناعة السينما الجزائرية، وهي التي كانت الأولى بالأفلام الثورية…؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!