صفحات افتراضية يُروِّج أصحابها للأوهام ويتفرّجون على تناطح “الغاشي”

ما زالت بعض الدوائر تتغذّى من الترويج لِمزاعم تَدَخُّلِ الاتحاد الدولي لِكرة القدم، وتأهيله للمنتخب الوطني الجزائري بدلا من الكاميرون لِنهائيات كأس العالم 2022.

وطفت هذه الفئة إلى السّطح مباشرة بعد نهاية مباراة “الخضر” والكاميرون بِملعب البليدة، سهرة الـ 29 من مارس الماضي. وما زالت مُنهمكة لِحدّ الآن – وبِلا كلل ولا ملل – في الترويج لـ “هذيانها”.

وتتمثّل هذا الدوائر إمّا في مُصابين بِمرض حبّ الظهور، ويسعون إلى جلب الاهتمام بِكونهم “شخصية هامّة”، أو مَن يُسمّون بـ “المُؤثّرين”، أو صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي التي إمّا يُشرف عليها مَن علاقته بِكرة القدم كعلاقة الجزائريين بِرياضة “الكريكيت”! أو يتعمّدون الدّفع بـ “الدّهماء” (الغاشي) إلى الحلبة للتطاحن والتناطح الإفتراضيَين، ويكتفونهم خلف أجهزة الحاسوب أو هواتفهم المحمولة بِالتفرّج والتسلّي وعدّ أيقونات الإعجاب. وهذه أحد ملامح ما يُسمّى بـ “الإعلام البديل” أو “إعلام المواطن” الذي يتحدّثون عنه أيّامنا الحالية.

وما يجب أن يتفطّن له الجمهور الجزائري وأنصار “محاربي الصّحراء”. أن مَن يختفون خلف هذه الصفحات الإفتراضية ليسوا “كائنات خارقة للعادة”، إنّما أناس سطحيون يقتاتون من غباء “الغاشي” حتى لا يُقال “القطيع”…هذا هو نظام التفاهة الذي تحدّث عنه المفكّر الكندي آلان دونو Alain Deneault، في كتاب أصدره عام 2015 بِعنوان “La Médiocratie“.

تظاهرة كأس العالم تنطلق بِقطر في الـ 20 من نوفمبر المقبل، و”الفيفا” رسّمت في تاريخ سابق قائمة المنتخبات الـ 32 المُشاركة في هذا المحفل، الخالية من اسم “الخضر”. رُفعت الأقلام، وجفّت الصحف.. و”يربح رابح”!