-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صمت الحجر ولا كلام حجار!

صمت الحجر ولا كلام حجار!

يحفظ الجزائريون جميعهم عن ظهر قلب، المثل القائل: “إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب”، ولكنهم لا يطبقونه، وأبرز دليل على ذلك الكلام الجارف، الذي تحوّل في الآونة الأخيرة إلى مهازل بالصورة والصوت، يتبادلها رواد التواصل الاجتماعي، كما يتبادلون النكت والطرائف، ويسافرون بها ما بين القارات ويحطون بها للاستراحة والضحك في محطات فضائية أجنبية، والأشدّ إيلاما أن أبطال هذه المسرحيات الهزلية هم مسؤولون يقال بأنهم يقودون البلاد أو جزءا من البلاد، برتبة أمناء عامين لتشكيلات سياسية حاكمة ووزراء.
آلمني أن أحد متابعي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أعرب عن ضجره وملله، لأن الرجل الكبير في السن، غاب يوما عن الكلام، فلم يجد ما يتبادل به مع رفقاء “الفايس بوك” من صور وتعليقات، وآلمني أن تحوّل وزير التعليم العالي والبحث العلمي وليس حامل حقيبة أخرى، إلى موضوع هزلي في قنوات أجنبية لم تجد ما تقذف به “وزيرنا” وهو “يستصغر” جائزة نوبل، سوى مطالبته بالرحيل.
نحمل بعض “الأمل”، على أن وزير التعليم العالي لم يكن في وعيه عندما تحدث عن نوابغ الجزائر، وأن الجائزة التي تحدث عنها ليست نوبل، وإنما جائزة أخرى لا علاقة لها بالعلوم، لأن المشكلة ليست في كلام الوزير فقط، فقد كان محاطا برجال أشداء، من المنتمين إلى قطاع التعليم العالي، وما كان فيهم رجل رشيد واحد، نقش في ذهن الحجر، عفوا حجار، كلمة حق في سلطانه العلمي الجائر.
وزن الكلمة أقوى أحيانا من الفعل، فقد اندلعت حروب وقامت ثورات وسقط حكام، بسبب مقال في غير مقام، وتمنى السامع دوما لو كان قائل السوء حجرا لا ينطق على أن يقول مثل هذه الخزعبلات، التي تسوّي بين قوي العلم وناقصه، أو التي تعتبر جائزة نوبل أبعد شأن تفكر فيه الجزائر، بل ولا ترى فيه منفعة.
أحصت الجزائر قرابة نصف مليون إطار من الكفاءات، غادروا البلاد في السنوات القليلة الماضية، واستقروا في القارات الخمس بما في ذلك الغابون وأنغولا في قلب القارة السمراء الفقيرة، وأحصت عشرة آلاف طبيب جزائري مختص يداوون الفرنسيين حاليا، وسيكون من العبث أن يحاول أي مسؤول في الوقت الراهن التفكير في استعادة بعض المواهب التي تصنع الربيع العلمي والتكنولوجي في بلاد أخرى، بعد “الديناميت” الذي فجره وزير التكنولوجيا الذي يبدو أن الزمن توقف عنده على حدود سنة 1867 عندما اخترع نوبل الديناميت، ولم يبلغ سنة 1988 عندما اقترح نفس العالم جائزة نوبل لأحسن الابتكارات العلمية.
وزير رياضة يقول بأن الجزائر بإمكانها احتضان دورتين متتاليتين من منافسة كأس العالم، ووزير صحة يعتبر ما تمتلكه الجزائر من أجهزة طبية يفوق ما تمتلكه الولايات المتحدة مصنّعة هذه الأجهزة، والأمين العام للحزب الحاكم، يعتبر رفاهية الشعب الجزائري أحسن من رفاهية السويد، ووزير التعليم العالي “يستهزئ” بجائزة نوبل.. بربّكم هل هذا الكلام خارج من سلطة في كامل قواها العقلية؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد المجيد

    الرجاء البحث عن المستوى العلمي لهذا الوزير الذي عمر عدة سنوات في ادارة الجامعة الجزائرية فخربها تخريبا جعل كل المهندسين و الاطباء يهربون من البلاد ، ثم عين وزيرا للتعليم العالي ليكمل تهديم ما تبقى .
    لقد مكث قي مكانه ليس بمستواه العلمي و انما بفضل سعادة السفير المعمر ايضا في السفارات ( ايران ،العراق مصر ......الخ