ضبابٌ إسرائيلي في سماء العلاقات الدولية

يرتبط الدور اليهودي والإسرائيلي مع عدة تيارات تخريبية في العالم، حتى مع تلك الإيديولوجيات التي تبدو مختلفة تماما عن الثقافة الإسرائيلية.
أوَّلا: ارتبط اليهود بالشيوعية؛ إذ كانت الثورة البلشفية في روسيا عام 1917 مدعومة من النخب والأموال اليهودية. لم تكن الشيوعية حركة شعبية عفوية، بل وسيلة استخدمها اليهود لنشر الفوضى وتقويض الحكومات الوطنية.
ثانيا: ارتبطت الماسونية باليهودية، إذ لم تكن الماسونية كنشاط مجرد منظمة تحيط بها هالات المبالغة والغموض، بل هي مجرد أداة يستخدمها القادة اليهود للتغلغل في الحكومات والمجتمعات والأوساط النخبوية. كما أن الطقوس الشيطانية واليهودية التي اقتحمت النشاط السياسي عند الكثير من النخب -رغم مؤهلاتها العلمية- تدلّ على تبعيتها العمياء لمثل هذه الثقافات البائدة والتي لازالت تخلط في طقوسها حتى سحر الكابالاه وغيره من الممارسات الرجعية.
ثالثا: إن قيام دولة إسرائيل في 1948 لم يكن مجرد مشروع سياسي، بل خطوة في مخطط لإعادة تشكيل الشرق الأوسط والعالم وفقًا لأجندة اليهود الصهاينة. كما أن إسرائيل ستكون هي الأداة للهيمنة على المنطقة، ومن ثمّ على العالم عبر تحالفاتها مع القوى الغربية.
إن تأسيس ما يسمى “دولة إسرائيل” لم يكن مجرد نتيجة طبيعية للحرب العالمية الثانية، بل كان مخططًا مسبقًا إبان الحرب نفسها، إن لم نقل قبلها، وإلا فأي دولة هذه التي ستتأسس بعد نهاية أكبر حرب في العالم بثلاث سنوات فقط؟!
إن السعي كان ولا يزال هو جعل إسرائيل مركزًا لنظام عالمي جديد، يجري من خلاله فرض السيطرة السياسية والاقتصادية على منطقة الشرق الأوسط، كجزء من خطة الهيمنة على العالم.
إن الحروب التي خاضها الكيان الصهيوني، وبالأخص مع الدول العربية، لم تكن مجرَّد صراعات إقليمية، بل جزءا من خطة أوسع لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
إنَّ القوى الشيطانية التي تصعِّد حدة الصدامات بين الدول العربية والكيان الصهيوني تهدف إلى محو الاستقرار تمهيدا لنظام عالمي جديد يسير وفق قواعدهم.
رابعا: كانت الإيديولوجيات الشيوعية والصهيونية والنازية ومعهم المنظمات المنضوية تحت إدارة المحافل والأخويات الماسونية ومثيلتها، تستهدف الأديان السماوية ومن بينها الإسلام لأنها تشكل عقبة أمام تنفيذ النظام العالمي الجديد الخاضع لقواعدهم، بدلا من النظام العالمي الحر من قواعدهم وقيمهم.. إذ أنّ الإسلام يمثّل مع النصرانية الروحانية منظومة قيمية وأخلاقية تتناقض مع المشروع العالمي الشمولي الذي تسعى هذه القوى لفرضه.
ومع الضربات المتلاحقة ضد التيارات المسيحية على مرِّ العصور، فقد بقي الجندي الأخير لمواجهة الانهيار العالمي وكل الإيديولوجيات الموبوءة مثل الشيوعية والصهيونية والنازية -توأم الصهيونية- والشذوذ وغيرهم، إنما هو الإسلام بسبب الانتظام الشديد بين أركانه وعدم انفصال أي ركن عن الآخر.
لقد انتهت حلول الإيديولوجيات وأضحت منظومات تؤدي عكس وظيفتها الطبيعية، ولذلك قال الكاتب الإيطالي (باولو بومبيني) في كتابه الموسوم: (السياسة الأوروبية في القرن العشرين) الكلمات التي تلخّص الصراع الفكري المرتقب في هذا العصر: “إذا كان القرن العشرون هو قرن الإيديولوجيات السياسية، فإن القرن الحادي والعشرين هو قرنُ عودة الديانات”.