ضبط 4000 وحدة من المكملات الغذائية والمقويات بمحلات الأعشاب بقسنطينة

دخل ما يسمى سوق الأعشاب الطبية، في فوضى حقيقية، بعد أن لجأت بعض المحلات إلى بيع مواد مستوردة لا أحد يعرف فوائدها ومضاعفاتها، التي يمكن أن تتسبب فيها، وخاصة في مجال المقويات التي تفتل العضلات أو المقويات الجنسية التي تبيع الأوهام، حيث يتم اصطياد الزبائن الذين حتى لو تعرضوا للخطر لا يتقدموا بشكوى لدى مصالح الأمن أو العدالة أو التجارة.
وقد تقدم مؤخرا شيخ في الخامسة والستين بشكوى لدى صالح الأمن، ضد بائع عقاقير بسوق حامة بوزيان في ولاية قسنطينة، باعه مرهما لعلاج البواسير، بمبلغ مالي قارب 5000 دج، فتعقدت حالته الصحية واضطر أبناؤه إلى نقله للمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، حيث أجريت له عملية وأخطره الاطباء بأن المرهم الذي استعمله هو من تسبّب له في التهاب حاد.
ويتواجد في سوق حامة بوزيان الشعبي المقام يومي الأربعاء والخميس، عدد من باعة هذه الأعشاب، يستعملون مكبرات صوت ويزعمون مداواة الأمراض المستعصية بما فيها مختلف السرطانات، ويلقون رواجا خاصة لدى الشيوخ، من طالبي عودة الشباب أو القضاء على بعض أوجاع الشيخوخة من أمراض معوية أو عضلية أو روماتيزم.
وهناك تقارب ما بين باعة هذه العقاقير في الأسواق الشعبية والمحلات التجارية، التي تمتلك سجلات تجارية، مؤشر عليها: بيع المستحضرات المصنوعة من الأعشاب الطبيعية، حيث يتبادلون هذه المركبات المستوردة وبعضها مجهول المصدر.
وقد كشفت خرجة ميدانية مفاجئة قام بها أعوان قمع الغش بمديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية قسنطينة، أول أمس الاثنين، لمراقبة نشاط تجارة الأعشاب، عن وجود كمية معتبرة من المكملات الغذائية المعروضة للبيع، من بينها مقويات جنسية ممنوعة من الاستيراد والبيع، والتي تشكل مساسا خطيرا بالصحة العمومية، لاحتواء مكوناتها على مواد خطيرة من شأنها تعريض حياة المستهلك للخطر.
العملية التي نفذها أعوان قمع الغش بمديرية التجارة، خلال خرجتهم الميدانية لمراقبة نشاط “بيع الأعشاب” والوقوف على مدى مطابقة المواد المعروضة للبيع لمقاييس ومعايير السلامة الصحية، مكّنت من السحب النهائي لكمية معتبرة من المكملات الغذائية التي تحتوي في مكوناتها على أدوية تقدر بـ4000 علبة، كانت مخبأة بطريقة محكمة في أماكن سرية، ليتم على الفور حجزها وتوجيهها للإتلاف بالتنسيق مع المصالح المختصّة، فيما تم استدعاء أصحابها لإتمام إجراءات تحرير محاضر ضدهم وإحالتهم على العدالة.
وحسب ما أظهرته العلب التي قدّمتها مصالح مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية قسنطينة، فإنه ومن بين كمية المكملات الغذائية المحجوزة خلال هذه العملية التي لا تعتبر الأولى، تلك المتعلقة بالمقويات الجنسية الموجهة للجنسين، في شكل عسل ومشروب ومعجون وشوكولاطة وحتى أقراص، تم منعها مطلع سنة 2022 من الاستيراد والبيع في الأسواق الجزائرية، على غرار عسل “شداد القوة”، والعسل الملكي “هيلتي”، وعسل “مسك اليمان” وغيرها من المواد الأخرى المصنفة ضمن المكملات الغذائية، والتي مازالت تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر.
وكانت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قد منعت خلال شهر فيفري من سنة 2022، استيراد 17 مكملا غذائيا، تستخدم كعلاج للضعف الجنسي وحذّرت من استعمالها أو تداولها، فبعضها خليط بمقويات جنسية معروفة مثل “الفياغرا”، ومفعولها القوي يمكن أن يؤدي إلى السكتة القلبية.
وأكدت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، في بيانها، بأن أي مخالفة تعرّض صاحبها لطائلة العقوبات القانونية، خاصة وأن التحاليل المخبرية التي قامت بها الجهات المختصّة على مجموعة من تلك المكملات الغذائية أثبتت نتائجها احتواءها على مكونات كيميائية تدخل في صناعة المواد الصيدلانية، وكذا احتوائها على مواد غير مصرّح بها في التركيبة، والتي أكد أطباء أن تناولها قد يسبب الإصابة بالجلطات الدموية الخطيرة والسكتة القلبية أو الدماغية، وأن المداومة على تناولها قد يسبب أمراضا سرطانية قاتلة.