ضريبة الواجب الوطني
-
-
2089
-
0
في يوم واحد تقرر مصير أكبر قضية أثارت الرأي العام الوطني والدولي، وأدينت جريدة “الشروق اليومي” لا لشيء إلا لأنها فضلت عدم السكوت عن المناورة التي كان التوارق هدفا لها، في العلن لا في السر.متى تم التحقيق في القضية ومن هم الشهود الذين اعتمدت شهاداتهم؟، ولماذا هذه السرعة الضوئية في برمجة القضية وفي المرافعات والمداولات وإصدار الحكم؟ما الجرم الذي ارتكبته “الشروق اليومي”، غير أنها نقلت شهادات من الميدان؟ وما الذي اقترفته غير أنها حققت في قضية عرفها الرأي العام ولازال بالإمكان الإطلاع على تفاصيلها في موقع القذافي على الإنترنت، هل يجادلنا أحد في أن الزعيم الليبي دعا إلى تجسيد مشروع الصحراء الكبرى الذي يشمل جزءا هاما من التراب الجزائري؟.
من أين جاء التهديد للدولتين؟ هل من الذي دعا سكان الصحراء المنتشرين في دول عديدة إلى التكتل والتصدي بالقوة لكل من يهدد وحدتهم واستقلالهم، أم من جريدة “الشروق اليومي” التي تكلمت عن هذا المشروع.
نعم، نحترم العدالة الجزائرية وننصاع لقراراتها، لكن ذلك لن يدفعنا إلى التخلي عن عقولنا وإلغاء كل ما هو منطقي، ولن نغير يوما من قناعاتنا خصوصا إذا استندت إلى مسلمات.
كان يفترض أن تتحرك الجهات الوصية للتحقيق فيما قاله زعماء التوارق بخصوص المناورة التي لم تعد خافية على أحد، لا أن تحاكم “الشروق اليومي” وتدان، لأنها أجرت تحقيقات في القضية.
”نحمل السلاح في حالة واحدة ضد العدوان الخارجي، سنموت من أجل الصحراء ونرويها بالدم ولن نفرط في حبة رمل منها”، هكذا قال القذافي وهو يدعو قبائل الصحراء للتكتل، فهل هددت ”الشروق اليومي” أمن الدولتين عندما نقلت هذا الكلام الذي نقلته قبلها وسائل إعلام عالمية ودونه القذافي في موقعه على الإنترنت.
لقد أبلغنا زعماء التوارق أن ما نشرته “الشروق اليومي” أفشل المناورة التي تحاك ضدهم، وهي شهادة نعتز بها، لأننا ساهمنا في ضمان الوحدة الترابية، وهو هدف يهون معه الضرر الذي لحقنا جراء الدعوى التي رفعها القذافي. وإذا كان الحكم هكذا فإننا لا نستبعد أن يلاحقنا الملك محمد السادس أمام العدالة بتهمة ”المساس بالسيادة والوحدة الترابية للملكة المغربية” لمجرد نشر بيانات وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية المؤيدة للجمهورية الصحراوية.
رشيد ولد بوسيافة
