ضغوط رهيبة لأجل إبعاد بن رحمة عن قائمة مارس

تتخصص الكثير من “البلاتوهات” هذه الأيام، في طرح اسم سعيد بن رحمة كأول المهمشين عن قائمة “الخضر” في مباراتي شهر مارس، حيث يكرّر العديد من “المحللين” ذكر اسم سعيد بن رحمة بمناسبة ومن دونها، كلاعب يجب ألا يتم استدعاؤه، بحجة أنه انتقل للعب مع رائد الدرجة الثانية في الدوري السعودي، ويقترحون إعادة اللاعب يوسف بلايلي بحجة أنه يتألق في الدوري التونسي، بالرغم من أنه يوجد عدد من لاعبي المنتخب التونسي ينشطون في القسم الثاني من الدوري السعودي، وهم أنفسهم يعترفون بأن الدوري التونسي تراجع بشكل رهيب ولا يكاد يوجد فيه غير الترجي التونسي وحيدا وعازفا لوحده في فرقة فقدت بريقها، بدليل أن النادي الصفاقصي خسر ذهابا وإيابا أمام سادس الدوري الجزائري شباب قسنطينة بالأداء والنتيجة.
القول بأن يوسف بلايلي في فورمة جيدة لا يمكن الإقرار به، لأن اللاعب يواجه أندية من الصف الضعيف وحتى خلال التصفيات ودور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا لم يواجه الترجي التونسي أي ناد كبير، والبؤس الذي يوجد فيه الدوري التونسي لا يختلف عن الأقسام الدنيا في المملكة العربية السعودية.
سعيد بن رحمة في المباريات الأخيرة للخضر كان إيجابيا ومن المستبعد أن يفرّط فيه بيتكوفيتش، لكن باحتمال ضئيل أن يمنحه مركزا أساسيا مع فورمة غويري وعمورة حاليا، وليس يوسف بلايلي بالتأكيد.
ويعتبر سعيد بن رحمة من اللاعبين الأوفياء للمنتخب الوطني، فهو من مواليد الجزائر، وبدأ مداعبة الكرة هنا ولعب في أوربا مع أندية كبيرة وهو ثاني لاعب جزائري يسجل في نهائي كأس أوربا للأندية بعد رابح ماجر الذي سجل في النهائي أمام بيارن ميونيخ، وسعيد بن رحمة سجل في مرمى فيورونتينا بقميص فريق ويست هام الذي لعب له جنبا إلى جنب مع الكثير من الدوليين الكبار، منهم البرازيلي باكيتا والإنجليزي ديكلن رايس، كما أنه مع ويست هام كان ينافس على مراتب رابطة أبطال أوربا وهزم ليفربول ومانشسر يونايتد وأرسنال، وكان بن رحمة قطعة أساسية مع ويست هام، الذي قاده للتتويج بكأس المؤتمرات الأوروبية، كأول فريق بريطاني حصل على هذا اللقب الكبير، قبل أن تتدهور أوضاعه.
خلال فترة الناخب الوطني السابق جمال بلماضي، كان سعيد بن رحمة متألقا في الدوري الإنجليزي، ومع ذلك كان يضعه على مقاعد الاحتياط ويشرك يوسف بلايلي الذي يكون أحيانا من دون فريق أو يلعب مع أندية صغيرة مثل أجاكسيو أو براست في فرنسا أو في الخليج العربي، حتى في المباريات الودية السهلة لا يدخل، ولم يبد أبدا عدم الرضا، وبقي يستجيب للدعوات من دون تردد.
يبلغ سعيد بن رحمة من العمر 29 سنة فقط ومن المحتمل أن يعود إلى أوربا خلال الصائفة القادمة، وفريقه السابق ويست هام يحتل حاليا الصف 16 وهو غير بعيد عن رتبة السقوط، وتوجهه إلى المملكة العربية السعودية لا يختلف عن تنقل رياض محرز وحسام عوار، أي من أجل تحسين حالتهم المالية، فهو يأخذ حاليا من الأموال ثلاثة أضعاف ما كان يتقاضاه مع نادي ليون الفرنسي، ولا نظن أن فنياته ستتأثر بتواجده مع فريق دون المتوسط. وسيبلغ يوسف بلالي في 14 مارس القادم الثالثة والثلاثين من العمر، ووضعه في هذا السن على الجهة اليسرى ووضع رياض محرز صاحب الـ 34 سنة على الجهة اليمنى سيعني وضع الفريق في حالة السيارة المتوقفة أو التي تسير بسرعة الوزن الميت أو السرعة الأولى.