-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طالبان تقتنص الشبح الروسي!

طالبان تقتنص الشبح الروسي!
ح.م

حركة طالبان معترف بها أمريكيا!! حين يجلس الخصمان حول طاولة مفاوضات في زمن العنف القاتل لنسق الحياة، فهو اعترافٌ بشرعية حركة قادت أفغانستان قبل احتلالها، أدرِجت في قائمة “الحركات الإرهابية”، التي وضعت أمريكا إستراتيجية القضاء عليها.

المفاوضات فتحت باب التواصل بين الخصمين، على قاعدة لقاء مشترك فرضته المصلحة السياسية الكبرى التي تتيح لأمريكا وجودا مريحا في أفغانستان، ويغلق الأبواب بوجه الطموح الروسي في الوصول إلى المياه الدافئة في إقليم الشرق الأوسط، وتتيح لحركة طالبان حضورا في مركز القرار السياسي والمشاركة في إدارة شؤون البلاد.

مفاوضاتٌ منفصلة بين المبعوث الأمريكي وحركة طالبان، في العاصمة القطرية، تتواصل منذ زمن، لإبرام اتفاق سياسي أمني ينهي 18 عاما من الحرب غير المتكافئة بين الطرفين، ويعيد السلام لبلدٍ يتآكل بضربات إرهابية منذ احتلاله في أكتوبر 2001.

مفاوضاتٌ موازية في توقيت واحد بين حركة طالبان وسياسيين أفغان، تحتضنها الدوحة، بغية الوصول إلى اتفاق سياسي وطني برعاية ألمانية قطرية، تجد في ذاتها القدرة على تحويل مسارات العنف إلى لقاء سلمي تشاركي يعيد الاستقرار لبلدٍ مضطرب أمنيا.

وبينما اعترفت أمريكا بحركة طالبان حين فتحت معها باب التفاوض بمبعوث أمريكي من أصل أفغاني، رفضت حركة طالبان الاعتراف بحكومة أفغانستان التي تصفها بـ”دمية بيد الولايات المتحدة الأمريكية”، فاستُبعِدت من حركة المفاوضات، واستُبدِلت بسياسيين جرى التوافق حولهم.

فرضت حركة طالبان إرادتها في مسار التفاوض، وأقصت حكومة هي المعنية بالدرجة بما ستتمخّض عنه هذه المفاوضات التي تقترب جولاتُها من خط النهاية، وأبدت الولايات المتحدة الأمريكية تفهُّما مرنا لتلك الإرادة التي تحمل مواقف متطرفة تعرقل أي حل سياسي، فغياب الحكومة التي تدير شؤون البلاد بشرعية دستورية، يغلق الآفاق أمام نفاذ النتائج المنتظرة في إحياء سلام أفغاني.

هكذا تبدو الحكومة قد سقطت سياسيا، قبل أن تسقط رسميا، طالما كانت هي أحد أهم العوائق التي تعكر مزاج حركة طالبان المعبرة عن وجودها في الساحة الأفغانية بعمليات إرهابية دموية عجز الاحتلال الأمريكي عن كبح جماحها.

طاولة المفاوضات المستديرة اتسعت مساحتها، حتى كادت تضحى الأكبر في تاريخ المفاوضات بين الخصوم، بقدرتها على استيعاب أكثر من 70 مفاوضا يمثلون شرائح كبيرة من المجتمع الأفغاني، دون حساب الوفد الألماني القطري الراعي لها.

والأمل في اتساع طاولة المفاوضات، أن تتسع لما يتمناه الراعي الألماني ماركوس بوتسل باستبدال لغة العنف بحوار سلمي يجني ثمارَه الشعبُ الأفغاني، فمن وصفهم بألمع العقول في المجتمع الأفغاني، أمامهم خيار استبدال التطرف بانفتاح إنساني معاصر، تبرز أهم مظاهره في جلوس المرأة قبالة شيوخ طالبان الذين يرون المرأة “عورة”.

لكن المشكلة في عمقها لا تنحصر في استبدال التطرف بسلام منفتح، بعد ثلاث جولات من المفاوضات التي بدأت في موسكو لتنتهي في الدوحة القطرية، باجتماع أفغاني أمريكي فقط، يجعل طالبان المثقلة بجرائمها الإرهابية شريكا لأمريكا في كابول، يقتنص الشبح الروسي الذي مازال يرى في أفغانستان ممرا لطموحه في الوصول إلى المياه الدافئة في الشرق الأوسط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حماد

    الى المعلق المفكر الحر لم تكن روسيا يوما حبيبا للعرب او لفلسطين بدليل ما تفعله في الشعب السعوري واطفاله الذين تدكهم دكا ، روسيا ديكتاتورية اكثر من الغرب ومجرمة اكثر من الغرب ، ولا تقوم بخطوة الا استشارت اسرائيل في سوريا، وشيوخ طالبان ومن قبلهم فرضوا احترامهم على العالم .

  • أنور - المفكر الحر.

    ليس لروسيا طموح إستعماري ...هي فقط تحاول حماية نفسها من أي نظام موال لأمريكا على حدودها ... إذ لاننسى أن أمريكا دائما هي المعتدية ..لأنها الدولة الراعية للنظام العالمي الجديد وليس روسيا . فهي المطالبة بنشر ذلك النظام بالقوة . بما في ذلك مشروع الشرق الأوسط الجديد. وكوارثه. أما روسيا ، دائما وقفت إلى جانب دولة فلسطينية ، وحل الدولتين ، ورفضت مشروع صفقة القرن ..فذلك يبين توجهها الذي يراعي مصالحها لكن لايفرط في بعض القضايا العادلة. مع الأخذ بالإعتبار توجهها الأرثوذوكسي المشابه لتوجه نصارى العرب.
    حتى الجزائر أو أي دولة أخرى ، لاتريد دولة معادية على حدودها ..خاصة إن كانت مدعومة غربيا.