-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تداعيات أزمة كورونا على احتفالات عيد الفطر

عائلات تفتقد البهجة والسرور

نسيبة علال
  • 694
  • 1
عائلات تفتقد البهجة والسرور
ح.م

يتسم عيد الفطر بمصاريفه الكثيرة، بين ملابس أنيقة جديدة، وحلويات وهدايا، ومصاريف تهيئة ديكور المنزل.. أشياء تبدو بسيطة، لكنها مكلفة للغاية لإدخال البهجة على قلوب الصغار والكبار، في هذه المناسبة الدينية. احتاجت الكثير من العائلات إلى إعادة حساباتها بشأنها، وبعضها قررت التخلي عن طقوسها المعتادة في الاحتفال للحفاظ على الميزانية المتضررة بالأساس، أو لظروف أخرى لا علاقة لها بالمال.

انقطاع الرواتب يغيب بهجة الجزائريين

مرور الكثير من العائلات بنكبة مالية جراء انقطاع مداخيلها، أو تقليص رواتبها، أثر بشكل سلبي على روتين حياتها، وأسلوبها في استقبال المناسبات السعيدة وعيش تفاصيلها. سليمان، حداد، رب أسرة مكونة من خمسة أطفال، يعيل أسرة أخيه المتوفى أيضا، اعتاد كل سنة أن يقتني مستلزمات شهر رمضان من مواد غذائية للعائلتين، ومعها ملابس العيد للصغار والكثير من الألعاب والهدايا، التي تدخل البهجة عليهم، اضطر، هذه السنة، إلى التوقف عن العمل أياما قبل شهر رمضان، وحصل أن مر بضائقة مالية كبيرة حرمته وأسرته من تذوق متعة العيد المعتادة: “أشد ما أحزنني هذه السنة، أن الجمعيات الخيرية تكفلت بجلب مؤونة رمضان لأسرة أخي، رحمه الله، وقدمت لأبنائه ملابس لا تناسبهم وبغير مقاساتهم، بينما أقف عاجزا أمام إسعادهم وإسعاد أبنائي أيضا، فأنا عاطل عن العمل ولا مدخول آخر ينقذنا..”

محلات موصدة وبيوت خالية من الزيارات

بغض النظر عن فئة اجتماعية واسعة، وجدت مشكلا ماديا في استقبال رمضان وعيد الفطر، من العمال الخواص وأصحاب الحرف وما إلى ذلك، يشتكي الكثير من ظروف أخرى غير المال، حرمتهم من متعة وبهجة استقبال العيد، فرغم توفرهم على المال الكافي، تواجههم المحلات المغلقة، وغياب الزيارات العائلية، والرغبة في استعراض عاداتهم وطقوسهم، حفاظا على نفسية المحتاجين في فترة عصيبة يمر بها العالم بأسره. أسماء، سيدة متزوجة، من عاداتها في عيد الفطر شراء ملابس فخمة لها ولبناتها، تطلب حلويات تقليدية جاهزة لاستقبال ضيوفها الكثر، وتعيد ترتيب قاعة الاستقبال، وتتسوق لتجدد ديكورها، تفعل أغلب هذا قبل قدوم شهر رمضان الفضيل، لكنها هذه السنة لم تتمكن من عيش طقوسها المعتادة، بسبب أزمة كرونا، والتزامها بالحظر المنزلي، تقول السيدة أسماء: “في الوقت الذي يشتكي الجميع من نفاد المال، أجد أنا مشكلا في اقتناء حاجيات العيد رغم توفر السيولة لدي، فمحلاتي التي أقصدها كلها موصدة، وما فائدة أن أطلب ملابس ومنتجات عبر الإنترنت وأنا أعلم بأنه ما من زيارة، لقد أخلط هذا الفيروس اللعين جميع مخططاتنا وألغى عاداتنا..”.

فرحة يغلفها الخوف

بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المنجر عن أزمة كورونا، هناك تفسيرات متعددة تحلل وضعية الجزائريين النفسية والاجتماعية في هذه الفترة. يقول عمري زين العابدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة خميس مليانة: “على غرار شعوب مسلمة قليلة فقط، ترتبط الأعياد لدى المجتمع الجزائري، بالزيارات وتبادل الحلويات، وصلاة العيد في المسجد. والأهم، شراء ملابس جديدة وأنيقة، مهما كانت الظروف المادية، فحتى أفقر العائلات التي لا تقتني ملابس لأبنائها طوال السنة، تفعل ذلك في عيد الفطر تحديدا، وهو ربما ما يفسر عدم ابتهاجهم”. كما أن هناك تحليلا آخر يقدمه الأستاذ عمري، وهو أن “الجزائريين مروا بمرحلة عصيبة، زادها سوءا تزامنها مع شهر الصيام، تتمثل في الخوف من انتشار فيروس كورونا، والإصابة بالعدوى، وكل ما تبع ذلك من عزلة اجتماعية مست جميع جوانب وميادين حياتهم، وانعكست على نفسيتهم بحكم طبيعتهم التي تتميز بالتجمع والاحتكاك، كل هذا مع امتداده لفترة طويلة، ما قد يكون سببا وجيها لارتباك مشاعرهم واختلاط بهجة المناسبات السعيدة بالخوف، والقلق”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مجموع القوى = الكتلة x التسارع

    فرحة المغرور...في حضن التقاليد الجزائرية نشأ الظلم الذي ولّد الطمع...ظلم من لا يملك أحسن لباس و والداه أجمل سيارة وأفخر حلويات عيد و أكبر كبش عيد..يتربى الطفل الفقير على عقدة الشعور بالظلم الذي سيحوّله إلى طمّاع إذا حصل على منصب إداري أو أمني عندما يكبر و هنا يبدأ الفساد خاصّة إذا كانت الأبواب مفتوحة