-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من عمق الجزائر:

عائلات تقيم أعراسها تحت “الباش” وفوق السطوح

صالح عزوز
  • 1917
  • 1
عائلات تقيم أعراسها تحت “الباش” وفوق السطوح
ح.م

في ظل الظروف الصعبة، التي تمر بها الكثير من الأسر الجزائرية، سواء المادية أم السكنية، تلجأ الكثير منها إلى إقامة أعراسها تحت “الباش”، في الحي أو على السطوح، من أجل تجنب الكثير من المصاريف، التي أصبحت اليوم تطال حفلات الزواج.. مصاريف أرهقت الأسر الضعيفة والمعوزة، فلم تجد إلا هذه الحيلة لإكمال فرحتها.

 تبدأ الحلقة الأولى لأعراس هذه الأسر، من جمع المال لإقامة هذه الأعراس، الذي يكون في الغالب عن طريق “السلف”، فلا عجب في الجزائر ممن يريد إكمال نصف الدين بالدين كما يقال، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الكثير من الشباب، خاصة المقبلين على الزواج منهم.. وهي الخطوة الأولى إلى القفص الذهبي، الذي لا يمكن تحقيق الدخول إليه إلا بهذه الطرق، ولا يمكن الانتظار من أجل جمع المال الكافي لإقامة عرس عادي، خاصة من ذوي الدخل الضعيف، الذين لا يكفي دخلهم حتى لمصاريف الشهر. فتلجأ بعدها الأسرة إلى إقامة أعراسها في العراء، وهذا لعدم وجود الإمكانيات المادية من أجل عرس، يليق بمقام العريس والعروسة. لهذا، تضطر بعضها إلى غلق الحي، والعمل على إقامة خيمة كبيرة عن طريق “الباش”، من أجل استقبال الضيوف.. هي طريقة، اهتدى إليها بعض من منعهم العوز والفقر من أجل إقامة عرس في قاعة من قاعات الحفلات، كغيرهم من الأسر.

ومن الأسر من تختار السطوح

في المقابل، نجد بعض الأسر تختار سطوح البيوت من أجل إتمام فرحة ابنها أو ابنتها. وهذا، ما نجده في بعض المدن الجزائرية، وقد أصبحت عادة، وهي في الغالب من الأسر التي لا تملك مساحة كبيرة من أجل إقامة عرسها. لذا، تجد نفسها أمام واقع مر، مرغمة على الاستعانة بسطح العمارة، الذي يعتبر المنقذ للكثير من الأسر، في مثل هذه الحالات، حتى وإن كانت الفرحة غير مكتملة، إلا أنه ليس هناك خيار أمام هذه الأسر المعوزة، التي تلجأ إلى هذه الطرق، نتيجة لعدم قدرتها على مصاريف قاعات الحفلات، التي يزيد سعرها من سنة إلى أخرى، بل وأصبح بعضها يلامس المستحيل.

…وعروسان تحت صفيح ساخن

بعد كل هذا، يجد العروسان نفسيهما تحت صفيح ساخن، سواء في “براكة” أم في غرفة صغيرة، قد يستأجرانها من أجل شهرهما الأول مع بعضهما، ثم العودة إلى الحياة العائلية، رفقة بقية العائلة.. فتبدأ حياة جديدة، بعد كل المصاعب التي لقياها من أجل زواجهما. هي ليست عينة واحدة أو اثنتين في مجتمعنا، لكن هناك الكثير منها في ظل الظروف الحالية، التي أرغمت الكثير منا على الزواج بهذه الطريقة.

إن الظروف التي مرت، وتمر، بها الكثير من الأسر في الجزائر، هي السبب في ما وصلنا إليه اليوم، وفي ظل التوزيع غير العادل للسكن، ونقص مناصب العمل.. وإن كانت بمبلغ زهيد، لا يغني ولا يسمن من جوع، فكيف بإقامة عرس في مكان ليس فاخرا، لكنه عادي جدا، وللأسر البسيطة، لكنه للأسف، حتى وإن كان في متناول بعض الأسر، فإنه يبقى مستحيلا على الكثير منها، فلا غرابة إذن حين نصادف أو نقف على من يقيم عرسه في العراء، أو على السطح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عزالدين

    طوبى لعرسان الباش وسحقا لعرسان القاعات والتفشاش الذين رفعوا سقف الزواج وسمموا أفراح الفقراء