عادات خاطئة في شرب الماء تهدد صحة الجزائريين!

مع تزايد موجات الحر، خلال فصل الصيف، يتهافت الجزائريون على استهلاك كميات كبيرة من الماء للوقاية من الجفاف والإجهاد الحراري، غير أن مختصين في مجال الصحة والتغذية أطلقوا، مؤخرا، تحذيرات من الإفراط في شرب الماء بطريقة مبالغة فيها أو استهلاكه دفعة واحدة، وخلال وقت قصير، ما يمكن أن يحول هذه العادة الصحية إلى خطر صامت يعرف بـ “تسمم الماء”، تؤدي إلى اضطرابات خطيرة في الجسم، تصل أحيانا إلى الوفاة، ودعا المختصون إلى ضرورة الاعتدال وتحديد كمية الماء المناسبة بحسب السن، والحالة الصحية والجهد البدني المبذول لتفادي أي مضاعفات صحية خطيرة لاحقا.

وفي هذا الصدد، تحذر الاستشارية في التغذية، آسيا مهماه، في تصريح لـ “الشروق” من شرب كميات مفرطة من الماء دون حساب حاجة الجسم، الذي قد يؤدي بحسبها إلى خلل في توازن الأملاح، وعلى رأسها الصوديوم، ما يؤثر مباشرة على الدماغ خاصة لدى الأطفال والرياضيين، وهو بحسبها حالة نادرة وخطيرة تحدث عندما يشرب الإنسان كميات كبيرة من الماء خلال وقت قصير، ويتسبب ذلك بحسب ذات المصدر في تخفيف تركيز الصوديوم في الدم، فتحدث حالة تسمى نقص صوديوم الدم، وتكمن الخطورة في أن هذه الأعراض تبدأ بشكل بسيط كالغثيان والصداع والدوخة، لكنها من المحتمل أن تتطور إلى تشنجات وغيبوبة أو حتى الموت في الحالات القصوى.

مهماه: الاستهلاك المفرط يضر الجسم

وشددت مهماه على أهمية شرب الماء بحسب احتياج الجسم فقط، دون مبالغة.. فمثلا ينصح بتحديد الكمية المطلوبة لدى الرضع بعد 6 أشهر بأقل من 500 ملل يوميا، وما بين 500 و800 ملل بالنسبة للأطفال الذين يتجاوز أعمارهم سنة، فيما يستحسن استهلاك من 30 إلى 35 ملل لكل كيلوغرام من الوزن بالنسبة للبالغين وزيادة قدرها 500 ملل قبل التمرين، و800 ملل في أثناء التمرين في حالة وجود نشاط رياضي.

بحسب المختصة، فإن بعض الشباب والنساء، خصوصا من يتبعون حميات غذائية أو يمارسون الرياضة، يقعون في خطإ كبير، بشرب أزيد من 3 إلى 5 لترات يوميا، بطريقة مبالغ فيها، مضيفة أنه لا يجب تحميل الجسم ما لا طاقة له بحجة الخوف من العطش، كما دعت إلى القيام بحملات توعية لفائدة الأولياء، والأطفال والرياضيين، لإرشادهم حول الكميات المناسبة من الماء وكيفية شربه خاصة في فصل الصيف، مؤكدة أن المعلومة الخاطئة قد تضر أكثر خاصة في ظل ما تشهده المواقع من انتشار النصائح والإرشادات الخاطئة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة في حالة اتباعها.

كواش: حذار من استهلاك مياه غير مراقبة

ومن جهته، يؤكد المختص في الصحة العمومية، امحمد كواش، لـ”الشروق” أن “الاحتياج إلى الماء يبقى ثابتا في كل الفصول، غير أن درجة العطش تختلف بحسب عوامل التعرق، منها الجهد البدني، والنظام الغذائي المتبع، مشيرا إلى أن الجسم في فصل الصيف يفرز كميات كبيرة من العرق ويحتاج إلى تعويض السوائل والأملاح المعدنية التي يفقدها.

الحذر من المياه غير المراقبة

وأوضح المتحدث أن الماء ليس وحده المصدر الوحيد لترطيب الجسم، إذا شرب بشكل موزع على مدار اليوم من خلال استهلاك الفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ، نظرا لأهمية تلبية حاجة الجسم من الماء بشكل متوازن خلال فصل الصيف، لتفادي الإجهاد الحراري والجفاف، وتجنب الإفراط أو العشوائية في الشرب.

وبالمقابل، شدد المختص على ضرورة شرب الماء على فترات متقطعة، وليس دفعة واحدة، مع مراعاة الفروق الفردية، حيث تختلف كمية الماء المطلوبة من شخص لآخر من حيث فارق السن والوزن، وكذا نوعية الوجبات، والنشاط البدني، ويمكن أن تصل الحاجة إلى 3 لترات يوميا لبعض البالغين بحسب طبيعة أجسامهم.

كما حذر من الاستهلاك العشوائي لأنواع المياه المخزنة، أو المياه التي يتم استخراجها من الآبار أو بعض المصانع غير المراقبة صحيا، مؤكدا أن الإفراط في استهلاك هذه المياه قد يسبب تسمما مائيا أو تلوثا جرثوميا، يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، أو اختلال في نسب المعادن في الجسم.