عبد الحميد مهري سلاح المقاومة رهان الشعوب
مهري: “المقاومة سلاح ضعيف لكنّها رهان الشّعوب” تستضيف الجزائر بدءا من الفاتح أوت إلى الخامس عشر منه، فعاليات مخيم الشباب القومي العربي، في طبعته السادسة عشرة، بمشاركة 170 شاب وشابة، يمثلون 13 دولة عربية من بينها لبنان الجريح.ح. راضية
وكانت اللجنة التحضيرية قد أعطت الضوء الأخضر لبدء الفعاليات يوم أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدت بالمركز الثقافي “عيسى مسعودى ” للإذاعة الوطنية، من تنشيط الأستاذين عبد الحميد مهري كمشرف عام عن المخيم وعبد الله عبد الحميد مديرا.
وكان من المتوقع أن يصل إلى الجزائر 150 مشارك، إلا أن الحضور اقتصر على 70 مشاركا فقط نظرا للأوضاع الأمنية المتدهورة بالخليج العربي من جهة، والعدوان الإسرائيلي على لبنان. ومن جملة الأسباب التي تعرض لها اللبناني عبد الله عبد الحميد، التشديدات الأمنية الممارسة من طرف إسرائيل من جهة ومشاركة البعض الآخر في المقاومة من جهة أخرى.
وعن فكرة إنشاء هذا المخيم، أرجعها المتحدث للأزمة التي عرفها العالم العربي بداية التسعينيات، من منطلق نقدي خالص للأنظمة السياسية التي وجدت حينها، في محاولة لتغيير أنظمة الحكم طلبا للانفتاح على التيارات السياسية والديمقراطية.
فيما اعتبر السيد مهري عبد الحميد هذا المخيم أهم إنجازات المؤتمر القومي العربي الذي وفق لحد بعيد – حسبه- في لم شمل شخصيات مختلفة من تيارات وديانات متعددة، مؤكدا في مداخلته على ضرورة التعاون بين هذه الأقطار العربية في كل المجالات، واعتبر فكرة لمّ الشباب في هذا الظرف الاستثنائي خطوة جيدة لتقاسم المعاناة. كما اغتنم المسؤول القياديّ البارز في حزب جبهة التحرير الوطني الفرصة للتذكير بما لاقاه الشعب الجزائري من أهوال إبان الثورة الجزائرية المظفرة والتي كتب لها التوفيق، رغم ثقل حصيلة الشهداء التي بلغت المليون ونصف المليون شهيد، وهذا من باب المقاربة بين الثورتين الجزائرية واللبنانية من منطلق المغامرة وتسبيل الأنفس.
واعتبر “مهري” المخيم قطبا مهما لرعاية الشباب وتوجيههم ومن ثمة تحضيرهم ليكونوا قادة أكفاء مستقبلا، على أن يعتمد المخيم في طبعته السادسة عشرة على تعميق روح المشاركة والسعي وراء تحقيق التفاعل عبر تعزيز الأفكار بالتركيز دائما على الجانب الحضاري للأقطار العربية وهذا بتنظيم حوارات مع أساتذة مختصين ورحلات لأهم الأقطاب السياحية والمتاحف المتوفرة، كما تعزز المخيم في طبعته الجديدة بهيئة المنشطين التي تعتمد أساسا على الجانبين الثقافي والسياحي.
وعن الوضع في لبنان الجريح، اعتبر السيد مهري اللبنانيين أيتاما في مأدبة اللئام الطامعين للتوسع واستئصال الشعوب العربية من الجذور، واصفا إياه بالاستهتار والتجاوز لكل الحدود الإنسانية من خلال استهدافهم للمدنيين العزل، ووصف مهري المقاومة اللبنانية “بالسلاح الضعيف”، لكنها تبقى، رغم ذلك رهان كل الشعوب العربية الطامحة للعيش بكرامة.
وفيما يخص البرنامج المسطر من قبل هيئة الإشراف، فسيعتمد على تنظيم مداخلات فكرية ونقاشات مع أساتذة مختصين، إلى جانب تنظيم رحلات ميدانية لمناطق أثرية بالبلاد والمتاحف، إضافة لبعض السهرات الفنية التراثية وسهرات التعارف بين الشباب المشارك وتكفلت بعض الهيئات الوزارية بتنظيم مأدبات للفطور أو العشاء على شرفهم كتلك المرتقبة بديوان رياض الفتح والأخرى بوزارة التضامن الوطني.