عبد الحميد مهري: مازلنا في ديمقراطية الواجهة ولم نصل الى الطرح السليم للمصالحة
سألته: فاطمة رحماني
في محاضرتك أمام ضيوف الجزائر من الشباب العربي قلت إن بيان أول نوفمبر وفيما يخص إقامة الدولة الديمقراطية لم يتحقق.. ما الذي ينقص لذلك؟
❊ الواقع أن بناء الدولة الديمقراطية مازال قائما ويتطلب جهودا كبرى، مررنا بتجربة الحزب الواحد وأعطت نتائجها بعضها سلبي ولكن الإيجابيات لا شك فيها، وكان علينا الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي وإقامة هذا النظام اعترضته أزمة مازلنا نعيشها، وبالتالي البناء مازال غير مكتمل والواجهة الديمقراطية لا تعني أن الديمقراطية قائمة بالفعل. ويبقى من أهداف أول نوفمبر استكمال بناء الدولة الديمقراطية الاجتماعية مثلما نص عليها البيان كما تبقى وحدة المغرب العربي التي هي ضرورة من جميع الأوجه والتي يجب أن تدخل في مجال الاهتمام اليومي لجميع الهيئات والأحزاب والمسؤولين في مستوى الحكومات. وللانتهاء من مرحلة الواجهة الديمقراطية ينبغي الرجوع للمجتمع، يجب أن يجد المجتمع نفسه راضيا عن المؤسسات الديمقراطية للبلاد. هذا لم يتحقق بعد.
بالنسبة لموضوع المصالحة والسلم وهو ما ناديتم به منذ أكثر من عشرية برأيكم ما هي النهايات التي ستؤول إليها الأمور؟
❊لا، لم نصل بعد إلى طرح سليم من وجهة نظري للمصالحة الوطنية. فالمصالحة لا تعني الشكليات، تعني الانتقال إلى تطبيق حل ديمقراطي للأزمة لا يستبعد أي تيار مهما كان، لأن الديمقراطية تستدعي أن لا يقصى أحد، وأن لا يهمش أي طرف مهما اختلفنا معه، كما أنها لا تعني القبول بجميع الأفكار بل هي مبنية على الاختلاف والاجتهاد، وتهميش أية قوة سياسة يعني أن الديمقراطية تبقى منقوصة والمصالحة تبقى منقوصة، والمهم هو أن نفتح المستقبل أمام إشراك كل الجزائريين مهما كانت اجتهاداتهم وأراؤهم السياسية. قد نكون على خلاف معهم ونعارضهم وقد نقاوم الأفكار التي يتبنونها ولكن لا يمكن أن نقصيهم.
كيف ترى موقف الجزائر لما يحدث للبنان من جرائم مفضوحة، هل كان موقفا مشرفا مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
❊الموقف الجزائري الآن أفضل من مواقف بعض الأنظمة العربية لكن لا يمكن أن يرقى إلى المستوى المطلوب لأن النظام العربي مقيد والجزائر تصطدم بهذه القيود.
واعتقادي أن الوضع في العالم العربي لا يمكن أن ننظر إليه نظرة قطرية بل يجب أن ننظر إليه نظرة شاملة. وعجز الأنظمة العربية ينعكس حتى على الأقطار التي تريد أن تعمل أكثر.