-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عروس بـ 27 فستانا!!

ريم خليفة
  • 1784
  • 1
عروس بـ 27 فستانا!!
ح.م

ها قد جاء ما كانت تنتظره ويتوق إليه جميع من في عائلتها وخاصة أمها، لقد تمت خطبتها!
تنبثق دوامة عريضة لدى معظم فتيات اليوم لحظة إعلان خطبتها وقبولها لهذا العريس: كيف سأنهي جهاز عرسي؟ وتجد كل أفراد عائلتها غارقين في هذه الدوامة تفكيرا وعملا، فهم في حيرة في كيفية إنهاء جهاز العروس خاصة في ظل تعدد الخيارات كما ونوعا إضافة إلى تحيز جهاز العروس اليوم على قسط كبير من ميزانية العرس ككل.
فها هي تلك العروس تدور بين صفحات الفيسبوك ومواقع المجلات الإلكترونية بحثا عن صور لموديلات فساتين تظهر بها يوم عرسها، فتجدها محتارة بين النماذج التقليدية والحديثة وبين شراء الملابس الجاهزة أو المعاناة مع تأخر ورشات الخياطة عن مواعيدها. ناهيك خيارات تقدمها 48 ولاية جزائرية لكل منها مجموعة من الفساتين تعبر عن تراثها.
وتظل تلك العروس تلهث وتجري بحثا عن مصادر لتمويل فساتينها، فقد أنهت مدخراتها وراتبها الشهري وقد باعت والدتها ما استطاعت من مجوهرات خبأتها خصيصا لهذا اليوم، حتى والدها وإخوتها لم يسلموا فهم في سعي دائم لتوفير ما يلزم إرضاء لابنتهم وحفاظا على ماء وجهوهم أمام الضيوف يوم الزفاف. كما أن الكثير من هاته العرائس تلجأ لكراء فستان جاهز أو اثنين تجنبا لمصاريف أكبر وتضخيما لعدد خرجاتها أمام صديقاتها يوم العرس.
وهنا وبعد لم شمل فساتينها تبدأ تلك العروس بعرض ما جمعته طيلة فترة جهازها أمام الحاضرين خلال سويعات في يوم العرس، فتراها تخرج كل نص ساعة تلبس زي مختلف عن سابقه منسقا بحقيبة العروس وبلون حذائها ذي الكعب العالي. وتتهافت الحاضرات من السيدات في تقديم تعليقاتهم القيمة ونقدهم حول الخيارات والألوان. وما هي إلا أيام حتى تخبئ تلك العروس فساتينها داخل حقائبها فوق خزانة انتظارا لحضورها لإحدى حفلات الزفاف فتجد أين تستعرض جهازها حتى لا تتأسف على ما دفعته من أموال لأجل إكمالها وقبل أن تنتهي موضتها!
ليس من الخطأ التماشي مع زمن تغيرت فيه الموازين أين أصبحت فرحة العرس أزمة بمصاريف ضخمة ومشاغل لا تنتهي، لكن يبقى الواقع ينتقد سعينا وراء أمور ليست من قناعاتنا ولا نابعة من ذواتنا وإنما فرضت علينا وأصبح من لا يأخذ بها لا يتماشى مع الواقع بل قد قام بفعل غير عادي.
فلا تكون عروسا إلا بـ 27 فستانا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خيرة عبد الحي

    ههه اعجبتني فكرة االخروج بفاتينها امام الحاضرين ..فعلا نقوم بامور ارضااءا للغير فقط