-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات جديدة للوكالات السياحية والتخييم الحر يستهوي الشباب

عروض مجانية وتخفيضات لتشجيع السياحة الداخلية

نادية سليماني
  • 1915
  • 0
عروض مجانية وتخفيضات لتشجيع السياحة الداخلية
ح.م
تعبيرية

تزخر الجزائر بطاقات ومواهب تعمل على ترقية السياحة الشبانية. وهذا، ما كشفه صالون السّياحة الشبانية، المُنظم من طرف رابطة المستقبل لتبادل الشباب، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر. والتظاهرة كانت سياحية بامتياز، وفرصة لإبراز ما يزخر به قطاع الشباب من مواهب.
جمع صالون السياحة الشبانية، في طبعته الثانية، الذي تمّ تنظيمه، في قاعة حرشة، بالجزائر العاصمة، شبابا من 58 ولاية، كل أظهر نشاطاته وإبداعاته، في معرض حمل شعار: “مواطنة تعارف واكتشاف”. وبمشاركة كبيرة للعارضين، من خلال مختلف الأنشطة السياحية الشبانية، التي تنظمها مؤسسات وجمعيات ورابطات عبر مختلف ربوع الوطن.
“الشروق” تجولت بين أجنحة المعرض، الذي تم التركيز من خلاله على السياحة والسفر، بمشاركة جمعيات ومؤسسات وطنية ناشطة في هذا القطاع. وتنوعت عروض الحاضرين، بين إبراز برامج الوكالات السياحية ووجهاتها الجديدة الموجهة للأفراد والعائلات، خصوصا لفصل الشتاء ونهاية السنة، وعروض اقتصادية و”ميسرة” يشرف عليها أفراد ينشطون في مجال السياحة المحلية، إضافة إلى عروض مجانية تنظمها دور الشباب ومختلف الهيئات والرابطات الوطنية، التي كشفت عن برامج سياحة محلية ثرية ومتنوعة.

السياحة الداخلية تنتعش
وما لاحظناه، خلال تفقدنا أجنحة المعرض، أن 90 بالمائة من العروض هي سياحة محلية بحتة، وهو دليل على تطور سياحة الداخل وإقدام الشباب والعائلات على اكتشاف جمال بلادهم. وفسّر لنا بعض العارضين أسباب ذلك، بتركيز السلطات العليا على إنعاش السياحة المحلية، التي باتت تستقطب حتى سياحا أجانب، في الآونة الأخيرة.

عروض ترويجية للسياحة الصحراوية
وأكد في هذا السياق، صاحب وكالة ” ” GTS ترافل” المتواجد مقرها بولاية غرداية، قاسم الشيخ صالح، أن وكالتهم تركز في عروضها الموجهة للعائلات والشباب عبر جميع الولايات، على إبراز جمال الجزائر عُموما ومنطقة غرداية والصّحراء خصوصا.
وقال: “ننظم رحلات إلى مختلف ولايات الجنوب، مثل جانت وتمنراست، ونركز في عروضنا على تعريف العائلات بمنطقة غرداية وتراثها وبلدياتها وقصورها وحماماتها المعدنية، مثل حمامات زرارة وزلفانة، وذلك عن طريق رحلات يكون المبيت فيها بالفنادق، أو عبر خرجات تخييم ومبيت في الصحراء، تكون موجهة لشباب رجال فقط، ونوفر فيها جميع الظروف المناسبة لذلك، خاصة الأمن”.
أما الرحلات الخارجية، فتواكب وكالة “GTS ترافل” طلبات الجزائريين، والذين باتوا يبحثون عن وجهات سياحية جديدة، تتقدمها ماليزيا وتركيا ثم مصر فتونس.
ولإعطاء رحلات العمرة نفسا جديدا، كشف قاسم الشيخ صالح، أن وكالتهم أطلقت عروضا للمعتمرين الشباب والعائلات، وهي عبارة عن تمضية 15 يوما في العمرة بالمملكة السعودية، تختم بالتوجه مباشرة لتمضية 5 أيام في تركيا، وهذا العرض يلقى إقبالا كبيرا، على حدّ قوله، بسبب أسعاره التنافسية.
وأرجع محدثنا أسباب انتعاش السياحة المحلية مؤخرا، إلى وجود تسهيلات من أعلى السلطات للمستثمرين، وهو ما أعطى حركية للقطاع، وكما أن غالبية الوكالات السياحية تركز على ما وصفه بـ “السياحة النظيفة”، الموجهة أساسا للعائلات. وأكد أن السياحة المحلية هي سوق “خصبة ومربحة”، وما على المستثمرين إلاّ استغلال الفرصة.

روس وإيطاليون وتايوانيون يحتفلون بـ “الريفيون” في صحرائنا
تحولت الجزائر مؤخرا، إلى وجهة مفضلة لكثير من الأجانب من مختلف الجنسيات، بعضهم يكتشف الجزائر للمرة الأولى، وآخرون يعودون إليها كل مرة، بحيث كشف قاسم الشيخ الصالح، أنهم سيستقبلون، خلال نهاية شهر ديسمبر، سياحا من جنسية روسية، من الذين تعرّفوا على الوكالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جهته، أكد ممثل عن وكالة “النديم تور”، ريان بن شتوان، أن وكالتهم ستستقبل، خلال نهاية السنة 2024، سياحا من جنسيات إيطالية، وصينية، وأيضا من اليابان وتايوان، وجنسيات أخرى يزورون الصحراء الجزائرية لأول مرة.
وكشف بن شتوان، أن وكالتهم تركز، بدورها، على عروض السياحة المحلية للتعريف بمختلف مناطق الوطن، بسبب زيادة الإقبال عليها، منذ جائحة كورونا، ومنها رحلات موجهة للعائلات التي تفضل قضاء نهاية الأسبوع فقط في ولاية معينة.

عروض نهاية السنة محلية بامتياز
وبخصوص برنامج نهاية سنة 2024، وبحسب ما كشفه لنا كثير من أصحاب الوكالات السياحية الحاضرة في الصالون، فالجزائريون باتوا يفضلون الاحتفال بالسنة الجديدة داخل بلادهم، ويختارون وجهة الصحراء ومنطقة تاغيت تحديدا، مؤكدين أن تونس لم تعد المستقطب رقم واحد للجزائريين، خلال نهاية السنة، على غرار سنوات سابقة، بعدما باتت تنافسها تركيا ومصر ودبي والأردن بعروض سياحية متنوعة.
أما الدول الأوروبية، ومنها فرنسا، فهي أيضا لم تعد وجهة مفضلة للجزائريين، بسبب غلاء الأسعار، إلا من فئة قليلة أغلبهم رجال أعمال أو مستثمرون. وهذا، ما جعل أصحاب الوكالات السياحية يتنافسون في إطلاق عروض متنوعة للاحتفال بالعام الجديد داخل الجزائر.
ووكالات سياحية أخرى قررت إطلاق عروض العمرة موسم 2025 انطلاقا من نهاية السنة الجارية، بحيث يستفيد المسجلون قبل نهاية السنة من تخفيضات خاصة.

التخييم.. ثقافة سياحية تنتشر بين الشباب والعائلات
ومن جهة أخرى، طوّرت كثير من دور الشباب عبر الوطن نشاطاتها الموجهة للشباب، بحيث اكتشفنا، خلال صالون السياحة، عروضا سياحية ومجانية متنوعة لمختلف الهيئات، جميعها تسعى لترقية السياحة المحلية، ومنها رابطة المستقبل لتبادل الشباب ببئر توتة بالجزائر العاصمة، التي يرأسها طيابي عبد اللطيف، وهي تنظم رحلات مجانية للشباب من مختلف الفئات العمرية، ابتداء من 13 سنة، لزيارة ولايات ووجهات، سواء كانت متاحف أم إلى البحر أم الغابات والجبال، ويستفيد الشباب من المبيت والنقل والتجوّل المجاني.
ولتعريف الأطفال بجمال بلادهم، وضعت الرابطة ورشات تطبيقية لزوار صالون السياحة، بحيث يمنحون الأطفال قطع ” puzzel ” يقومون بتركيبها لإخراج صورة مكان سياحي في الجزائر، والغرض من النشاط تعريف الأطفال بالأماكن السياحية في الجزائر، بحيث صادفنا طفلة تبلغ من العمر سنتيْن فقط، وهي منهمكة في تجميع قطع “البازل”.
أما جمعية إحياء التراث ونشره في الوسط الشباني، لصاحبتها بختة شيباوي، وهي مربية بدار الشباب ببلدية الأبيار بالجزائر العاصمة، فهدف جمعيتها، بحسب تصريحها لـ”الشروق”، هو الحفاظ على التقاليد وإحياؤها عبر الجيل الجديد.
وأظهرت لنا المتحدثة أعمالا لطالبات جامعيات علمتهن رفقة أساتذة آخرين هواية الرسم على الفخار والقماش وعلى السيراميك، غزل الصوف صناعة الزربية التقليدية، تشكيل الطين.
وأشارت محدثتنا إلى أن بعض تلاميذها من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى بالمستشفيات.

دور شباب تنظم رحلات غطس وسياحة بالدرّاجات النارية
وبدورها، تمنح دار الشباب، “الحاج أمحمد العنقى”، بالحمامات باينام، فرصة التمتع بالتخييم للشباب، بحيث أكد لنا ممثل عن دار الشباب، قسوم محمد مصطفى، أن المؤسسة توفر جميع تجهيزات التخييم، ليستفيد منها الشباب، الراغبون في تجريب رحلات التخييم، بحيث يرافقهم طاقم من دار الشباب، لغرض تأطير وإرشاد وحماية المغامرين.
وقال قسوم عن تجربة التخييم في الهواء الطلق، بأنها باتت تلقى إقبالا كبيرا من طرف الشباب مؤخرا، وحتى من عائلات، بسبب تحسن الظروف الأمنية، ووجود مناظر طبيعية خلابة في الجزائر، وتنشط مثل هذه السياحة، خلال فصلي الشتاء والربيع خصوصا.
ولفت انتباهنا تواجد دراجة نارية كبيرة بجناح دار الشباب، أكد قسوم محمد مصطفى بشأنها، أنها إحدى الدراجات التي يوفرها نادي دار الشباب للشباب للراغبين في الخروج في رحلات جماعية إلى ولايات مختلفة، على متن الدراجات النارية، ومنهم حتى نساء. وأكد أيضا توفيرهم رحلات غطس، بكامل تجهيزاتها، للراغبين في ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!