-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

على خُطى لي سميث

جوانا روبر
  • 798
  • 6
على خُطى لي سميث
ح.م
جوانا روبر

بصفتي أول مبعوثة للمملكة المتحدة للمساواة بين الجنسين، زرت هذا الأسبوع الجزائر للمرة الأولى، ونزلتُ ضيفة بالإقامة التاريخية للسفير، وأقمت في الغرفة التي تحمل اسم “لي سميث Leigh Smith”، وهي امرأة من العصر الفيكتوري كانت من بين أول من ناصر تمكين المرأة في المملكة المتحدة.

كانت مقيمة بالجزائر العاصمة في أواخر القرن التاسع عشر، وعاشت في مسكن هو الآن الموقع الحالي للسفارة الأمريكية.

وقعتْ لي سميث في حب الجزائر وعكست جمال هذا البلد في فنها. قامت ببيع لوحاتها خلال زياراتها إلى المملكة المتحدة، ووظفت المال الذي جنته للمساعدة في تمويل بناء كلية جيرتون Girton College بجامعة كامبريدج في 1869، لتصبح أول كلية نسائية في هذه الجامعة الشهيرة على مستوى العالم، لذلك سررت كثيرا باتِّباع خطى باربرا لي سميث إلى الجزائر العاصمة.

لقد جعل وزير خارجيتنا من تعليم الإناث أولوية رئيسية للحكومة؛ فقد وضعها في قلب سياستنا الخارجية والتنموية. فلا يخفى على أحد أن التعليم يسمح للمرأة بالمشاركة في مجالات عدة كالسياسة والقانون والتدريس وريادة الأعمال والتنمية وغيرها من المجالات المهمة. يمنحهنّ ذلك الثقة لضمان أن أصواتهنّ ستجد أذناً مصغية.

تشير بعض الأرقام الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي بخصوص الجزائر إلى تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في مستويات التعليم الثانوي والتعليم العالي. تتفوق النساء والفتيات، بشكل خاص في كل مستويات التعليم، بما في ذلك في العلوم والتكنولوجيا والطب والرياضيات: مواضيع “العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات” مواد حيوية لاقتصاد متوهِّج وحديث.

خلال زيارتي هذه، كان من المثير للاهتمام أن ألتقي بنساء ترجمن هذه النتائج التعليمية من خلال المشاركة في سوق العمل. فقد تعرفت على الطريقة التي سدَّ بها الشباب والشابات الفجوة بين النتائج التعليمية ومتطلبات الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة.

كما أني قابلت رائدات أعمال أطلقن مشاريع جديدة، وسمعت عن المؤتمر الذي نظمه والي العاصمة الشهر الماضي لتعزيز روح المبادرة لدى المرأة والدعم الذي يحصلن عليه.

التقيت مع نساء أخريات يعملن في مجالات كانت في الماضي حكرا على الرجل مثل السلك الدبلوماسي والإدارة العمومية. وكان من دواعي سروري، على وجه الخصوص، أن أسمع عن طاقم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المكوَّن من نساء، الذي قاد رحلة لندن- الجزائر التي كان على متنها اللورد ريسبي، ممثل رئيسة الوزراء البريطانية المكلف بالشراكة التجارية مع الجزائر خلال زيارته الأخيرة.

على غرار كل البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة، ناقشتُ الإجراءات المهمة التي تتخذها الجزائر لدعم زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، بما في ذلك التدريب والدعم الفني لتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات الجديدة التي توفرها الشبكة العنكبوتية. وفي هذا السياق تقاسمت معهن تجربتي الخاصة والمتعلقة بالعمل عن بُعد، فأنا أعمل من منزلي مع عائلتي في إسلام أباد لحساب وزارة الخارجية بلندن.

ناقشتُ معهن أيضا المساهمة المهمة التي تقدمها النساءُ السياسيات في هذا المجال. وعرفت أن تمثيل المرأة الجزائرية في البرلمان يقدر بـ30 ٪، وهو أحد أعلى معدلات التمثيل البرلماني في المنطقة وبالمقارنة مع المملكة المتحدة أيضا.

كانت طاقة النساء الجزائريات اللواتي يسعين إلى صنع مستقبلهن في هذه المجالات كافة، وأخرى أيضا، مصدر إلهام لي.

كما هي الحال في بلدان أخرى، فإن مساهمة النساء لا تقتصر عليهن فحسب، بل تتعداها إلى خلق ثروة للرجال والأسرة والمجتمع ككل. وحسب تقرير أعدَّه معهد ماكينزي للأبحاث العالمية صادر في 2015، فإنه يمكن إضافة ما بين 12 إلى 28 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2025 إذا أخذت المرأة مكانا مساويا للرجل أو مكافئا له في الاقتصاد العالمي.

كما يستفيد الرجال بدورهم من ذلك على المستوى الشخصي؛ ففي المملكة المتحدة، أصبح باستطاعة الرجال أن يستفيدوا من ساعات عمل مرنة ليلعبوا دورا أكبر في رعاية أطفالهم. قيل لي إنه حتى للرجل الجزائري دورًا مهما جدا في حياة أسرته. لذا تحرص حكومة المملكة المتحدة على العمل مع حكومة الجزائر والجامعات والمؤسسات المحلية لتسهيل مشاركة المرأة.

أنا فخورة بكون المملكة المتحدة لعبت في كثير من الأحيان دورا قياديا في الحملة العالمية من أجل المساواة بين الجنسين، وفخورة بشكل خاص بأنني قادرة على لعب دور في هذه الحملة في مثل هذا الوقت الحاسم. لقد خصَّصت جزءا من زيارتي للجزائر لاكتشاف كيف يمكننا القيام بالمزيد من العمل في هذا المجال، وقد خرجت بالعديد من الأفكار وأنا متحمسة للقيام بمشاريع محتمَلة في المستقبل بين بلدينا.

جوانا روبر.. المبعوثة الخاصة للمساواة بين الجنسين بوزارة الخارجية البريطانية والكومنولث

(*) تم تعيين جوانا روبر من طرف وزير الخارجية مبعوثةً خاصة لمكتب الكومنولث للمساواة بين الجنسين في فبراير 2017. وبصفتها الرئيسة الحالية لمنظمة المرأة بوزارة الخارجية، وهي جمعية موظفي وزارة الخارجية البريطانية التي تدعم النساء طوال حياتهن المهنية، ستعمل جوانا أيضًا على أن تمكن السياسات والممارسات الداخلية لوزارة الخارجية كل امرأة من الوصول إلى أقصى إمكاناتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • benchikh

    ان كانت المراة في بريطانيا تحررت في الفترة الفكتورية من القيود التي كانت تقول بان المراة حيوان( او رفيقة الشيطان في عصر الرومان )فان المراة عندنا(المغاربة) كانت قبل الاسلام وبعد الاسلام زوجة وفية لزوجها وتعاونه في شؤون الحياة لم يكن هنالك صراع وعنف بين الطرفين.

  • جزائري حر

    نتوما حاشمين تجيو عندا ولة على هادي راكم جايين بلاعقيلة يعني بالسياسة علينا وعليكم يعني خايفيين تصرالكم كيما صرات لفرنسا . أسيدي ما تحشموش فمن يحشم ماالماكلة يبات بالشر.

  • أحمد الأحمدي

    مبروك علينا التدريب على تغير قماطة الأطفال و التنظيف عند غياب زوجاتنا . سياسة التشغيل في الجزائر من هذا القبيل ، نحمد الله على انقلاب الصورة فصارت المرأة من تخطب الرجل بوظيفتها و تطلقه باجتهاد الخلع . فبماذا تتبهاين علينا ؟ لقد أحللنا ما حرمتم على أنفسكن في بريطانيا ، فالمرأة عندنا هي من تزوج و تطلق و هي الوريث الوحيد لزوجها إذا ما حاول التململ فالمحكمة تخرجه من البيت و تفرض عليه إعالة خليل زوجته و حمايته لأنه ينشر العطف و الحنان على أطفاله بعد غيابه . ألسنا أفضل منكن في بريطانيا يا كاتبة المقال؟

  • Abdel

    Just go and mind your own business , leave aur women in peace ,You only looking for your interest after the reckless BRIXIT, now that Europe is giving you hard time you are looking for non EU -partners

  • franchise

    -الذين يظنّون أن استبدال الفرنسية بالأنجليزية ، سيعزّز الجانب الإسلامي في هويّتنا، سيخيب ظنّهم خيبة كبيرة..

  • Ameramer

    بلادك متاخرة في هذه المبادرة اننا هنا في الجزائر فخورون بالامام ابن باديس الذي كان من المبادرين لتعليم الفتيات ولا نقبل ان نجري وراء من يدبرون المكائد للشعوب و نحن نعرف تاريخ بريطانيا مع الدول الاسلامية ...فلتحذري انت و رؤساؤك.