-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تشجع بناتها وأزواج يتولون مهام زوجاتهم في المنزل

عمل المرأة ليلا.. المجتمع ينفتح مع فكرة المناوبة

نسيبة علال
  • 1172
  • 0
عمل المرأة ليلا.. المجتمع ينفتح مع فكرة المناوبة

تعتمد قطاعات مهنية، لا حصر لها، في الجزائر، على نظام المناوبة، خدمة للمواطن، أو كسياسة لرفع الإنتاج نحو السقف. وسواء كان القطاع عموميا أم خاصا، لا فرق في مناوبة العمال، في المنصب ذاته، بين رجل أو امرأة، بحيث عادة ما يملي الواجب المهني الالتزام بالمناوبة الليلة، على النساء اللواتي من بينهن زوجات وأمهات، ما يعني أنهن في مجتمع لا يزال محافظا نوعا ما، وقد يواجهن ضغوطا، رغم وجود الدعم.

أصبح ملفتا للنظر، أن تجد فتيات وسيدات في الخدمة، حتى بعد منتصف الليل، في المحال التجارية والمطاعم، كما في المستشفيات ومراكز الأمن..

المناوبة الليلية تسعد الأمهات

تتهرب الأمهات، خاصة الجديدات، من العمل نهارا، فما بالك بالمناوبة الليلة. لكن وجود الدعم والتشجيع من الزوج، والحصول على الراحة النفسية حيال الأطفال، وأنهم سيكونون بأمان تام، يمكن أن يحوّل المناوبة الليلية للمرأة من مهمة شاقة ومرعبة مجبرة هي على خوضها، إلى متعة خاصة، تستفيد منها على الصعيد المهني والنفسي.

هناء، 41 سنة، كانت صريحة مع الشروق العربي، عندما اعتبرت مناوبتها الليلية في أحد أسلاك الأمن، وقتا مقتطعا عن الإرهاق: “أنا مكلفة بمناوبة واحدة كل أسبوع، وهي بالنسبة إلي الليلة الوحيدة التي أتمكن من النوم فيها، أحيانا حتى الفجر، بصفتي أما لطفلين، 4 سنوات وسنة ونصف، لا أغير حفاظات، لا أحضر رضاعات، يتولى زوجي هذه المهمة عني، فليس دائما تأتينا في المناوبة الليلية حالات نسائية تستدعي التدخل، هذا فيما أضطر أحيانا أخرى إلى السهر طيلة المناوبة، مع ليلة بيضاء أخرى، بسبب عدم التوازن الذي يصيب برنامجي المضبوط”.

الوظيفة ثم الزواج والحياة الاجتماعية.. عائلات تشجع بناتها على العمل ليلا

بعدما كانت العائلة الجزائرية ترفض عمل المرأة من الأساس، أصبح الكثير منها يشجع بناته على مزاولة مهن الأساس فيها أن تعمل ليلا. هذا الانفتاح، من جهته، استطاع أن يخلق حركية إيجابية في سوق الشغل، وفتح فرصا مهمة للمرأة مهنيا. لكنه، من جانب آخر، ربما أغلق على الكثيرات فرص الزواج والعلاقات الاجتماعية..

تؤكد نسيمة، دكتورة صيدلة، أن رفضها عشرات المتقدمين للزواج، وانتظارها حتى سن 37 سنة للارتباط، كان نتيجة أن أغلبهم إما كان ينصدم من فكرة أن عليها أن تداوم ليلا في المستشفى، بينما يرفض آخرون عملها لهذا السبب، تقول: “أخيرا، تزوجت طبيبا، لا يجد أي حرج في الموضوع، على العكس، يوصلني ثم يعود ليلا مع عشاء ساخن ليتفقدني، ممتنة جدا له على هذا الأمر بالذات. وأعتبره أكبر دعم في حياتي، خاصة أنه يعود للاعتناء بوالدته المريضة وابنتنا ذات خمس سنوات”.

العمل ليلا يهدد المرأة

بغض النظر على فكرة الأمان، لكون عمل المرأة ليلا قد يعرضها لمخاطر الاعتداءات، من قبل المنحرفين، خاصة إذا كانت تعمل في احتكاك مع المجتمع، أي إن بيئة العمل أو الطريق إليه لا تكون آمنة، بالإضافة إلى تأثيرات ذلك على حياتها الاجتماعية، لابد من الإشارة إلى ما توصلت إليه آخر الدراسات الأمريكية، التي أجريت على أزيد من اثني عشر ألف امرأة عاملة في قطاعات مختلفة، يزاولن المناوبة الليلية أو يعملن بدوام ليلي، أو بدوامين، أنهن دون استثناء، معرضات للإصابة بنوبات الهلع، أكثر من السيدات الأخريات، بسبب توفر كل الظروف المسببة لها، وأن 61 بالمئة منهن يعانين الحالة بالفعل، ثم إن الضغوطات والمخاوف التي تتربص بهن جعلت 36 بالمئة من هذه الفئة محط الدراسة يعانين من مشاكل صحية، تتعلق بالهرمونات والإنجاب. وهي المسألة التي يحذر منها الخبراء مؤخرا، إذ اتفقت عدة دراسات على أن مشاكل النساء الهرمونية، وبالخصوص، ما يتعلق بتأخر الإنجاب، منتشرة بشدة في أوساط العاملات، وسببها الضغط المتواصل والمشاكل النفسية، ويبدو أن الرجل العربي لم يفوت هذه المعلومة، وهو ما يجعل كثيرا من الراغبين في الزواج يتحججون بصحة المرأة، لمنعها عن العمل وخاصة المناوبة الليلية.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!