-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحديات الأنستغرام تنجح في الترويج للتراث الجزائري عالميا

عندما تتحدى المدونات دور الإعلام والجمعيات

نسيبة علال
  • 880
  • 0
عندما تتحدى المدونات دور الإعلام والجمعيات
ح.م

تتفنن مؤخرا أوانس وسيدات مواقع التواصل الاجتماعي في إبداع أفكار جديدة للتحديات، أو ما يصطلح عليه بـ “تشالنج”، حيث تنظم آلاف المدونات والمتابعات لعشرات التحديات يوميا، بعضها إن لم نقل معظمها تافه فارغ لا يحمل رسالة أو هدفا، والآخر على شاكلة تحدي التراث، يهدف إلى التعريف بالأطباق الشعبية واللباس التقليدي وعادات المرأة في المناسبات.

الأطباق الشعبية تثير الفضول وتحرك النقاش

حدثنا السيدة وحيدة قروج، ملكة جمال التراث الجزائري الإفريقي، وهي تستعد لإطلاق تحدٍّ جدي يعرف العالم بعاداتنا وتراثنا الضارب في القدم، فأخبرتنا أنها أعجبت جدا بفكرة تحدي الأطباق الجزائرية على وجه الخصوص، فهو يجمع عاداتنا المتوارثة، من مظهر المرأة الجزائرية، ولباسها في المطبخ، والأطباق الأصيلة التي تقوم بإعدادها للعائلة على غرار طاجين الحلو، طاجين الزيتون، الرشتة، الكسكسي.. وهذه التحديات هي فرصة كذلك لإظهار جانب آخر من تراثنا العريق، وهو الأواني على اختلافها، النحاسية، الفخار.. فالصورة التي تظهر بها المائدة الجزائرية على الإنترنت تختصر الكثير من المقالات والوثائقيات.

في المقابل، وفي ظل تفرغ الجميع بحكم الحجر المنزلي الذي فرضته كورونا، وتزامن ذلك مع الشهر الفضيل، واهتمام الناس بالمطبخ، أثارت مثل هذه التحديات التي انتشرت بسرعة فائقة على مواقع الفضاءات الشاسعة على الإنترنت، جدلا واسعا، ولغطا دوليا حول أطباقنا الشعبية، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، إذ راحت دول شقيقة تنسب إليها بعض أطباقنا، وقامت حروب افتراضية بين أصحاب الحسابات والصفحات بما في ذلك الكبيرة منها على فايسبوك وأنستغرام وتيك توك، أقحمت فيها شخصيات مشهورة.

مدونات يزاحمن دور الجمعيات المحلية في التعريف بتراثنا

في الوقت الذي أصبح يقتصر دور الجمعيات المحلية والوطنية المهتمة بالتراث، على بعض العروض المجهرية، للأواني والحلي والملابس التقليدية، استطاعت فتيات ناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهن طالبات وأخريات ربات بيوت.. ومن دون أي خلفية جمعوية، أو سياسية، فقط بروح وطنية، أن يطرقن بتراثنا الجزائري أبواب

العالمية، وشهرن به في القارات الخمس، بل ويستقطبن معجبات به من مختلف الجنسيات. تقول أسماء صاحبة مدونة سياحية، على أنستغرام ويوتوب، تنشر خلالها رحلاتها إلى 28 دولة عبر العالم: “في البداية، كان الهدف من المشاركة في تحدي التراث، هو الجلب السياحي، واستقطاب اهتمام متابعيّ إلى ما تزخر به الجزائر..”.. واكتشفت أسماء أن المتابعين العرب وحتى من خارج العالم العربي مهتمون ومنجذبون إلى ما تعرضه، أقول: “أصبحوا يوجهون إلي الأسئلة حول مكونات الأطباق التي نعرضها في التحدي، وما اسم الزي الذي نرتديه، حتى إن بعضهم راح يشارك التحديات عبر صفحته الشخصية، ويساعدنا في الترويج لتراثنا لأنه أغرم بأركانه وطقوسه..”.

الزي التقليدي يستهوي الأوروبيات والعربيات

من بين الأصداء الجميلة التي عقبت إطلاق مدونات لتحديات “تعرف بالتراث الجزائري”، هو الإعجاب الكبير الذي أبدته أوروبيات للزي التقليدي، وبالخصوص “الكراكو” واللباس البربري الغني بالألوان، حيث علقت مدونة سويدية على تحد قامت به مجموعة من الفتيات ذات الأصول الأمازيغية، نشرن أحد عشر استعراضا متتاليا للجبة القبائلية، مزينة بحلية الفضة، فكتبت أندريه صولا قائلة: “أبهرني هذا الزي المشع، أود الحصول على واحد، إنه مليء بالحيوية والأنوثة”.

عدا ذلك سجل كل من هاشتاغ #الكراكو_الجزائري و #اللباس_التقليدي_الجزائري وغيرها، متابعات بالآلاف لشخصيات أوروبية وعربية فاعلة، بعدما تم الإشارة إليها في التحديات التي تابعها الملايين داخل الوطن وخارجه، بفضل ترويج منصات التواصل الاجتماعي على رأسها، أنستغرام وتيك توك وفايسبوك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!