-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما ينقطع الوحي ورنين الهاتف!

حسان زهار
  • 1479
  • 3
عندما ينقطع الوحي ورنين الهاتف!
ح.م

هل عندما ترشح عبد الرزاق مقري لانتخابات العهدة الخامسة المقبورة في 18 أفريل 2019، وخرج يشرح برنامجه الانتخابي (الحلم الجزائري)، كانت الانتخابات حينها شفافة ونزيهة؟ طبعا لا.

وهل عندما ترشح مثلا الشيخ جاب الله لانتخابات الرئاسة عام 2004، وهو يتلقى اشادة الجنرال العماري (سنقبل بالرئيس حتى ولو كان جاب الله) قبل أن “يسحقهم” بوتفليقة بنسبة 84.99 بالمائة، كانت الانتخابات حينها أيضا شفافة ونزيهة؟ طبعا لا.

وهل عندما ترشح موسى تواتي، فوزي رباعين، محمد السعيد في انتخابات الرئاسة 2009، قبل أن “يسحقهم” بوتفليقة جميعا بـ 90.24 بالمائة، كانت حينها انتخابات نزيهة وشفافة؟ طبعا لا وألف لا.

فلماذا رفض كل هؤلاء المشاركة الآن في الانتخابات المقبلة بحجة عدم النزاهة والشفافية الكافية؟

ولماذا سقط فجأة على جميع هؤلاء وغيرهم، “الضمير الانتخابي”، وتحولوا جميعهم إلى “شفافين جدا”، ليرفضوا الانخراط في التزوير كما يدعون؟

وهل ما قاله آخرون من تبريرات حول عدم قبولهم الترشح يدخل ضمن هذا السياق أيضا؟

في تصوري أن كثيرين ممن رفضوا الترشح أو طالبوا بالمقاطعة، رغم أنهم كانوا “أرباب المشاركة”، لم يحصلوا هذه المرة على ضمانات مسبقة من السلطة كما تعودوا..

بعضهم رفض المشاركة، لأنه لم يتلق ضمانات بأن تجمع له السلطة 50 الف توقيع كما كان يفعل دائما، ليخرج أمام الناس ويمارس تمثيليته المعروفة قبل أن ينهزم بكل فخر وعن جدارة.. لأنه يعلم أنه من دون مساعدة السلطة لن يستطيع أن يجمع 10 توقيعات لأفراد عائلته.

وبعضهم رفض المشاركة، لأنه لم يحصل على ضمانات بالفوز بالرئاسيات، ولم يتصلوا به هاتفيا، لإخباره أنه مرشح السلطة، وأن عليه أن يحضر من الآن بدلاته الأنيقة.

السلطة هذه المرة، ومن خلفها الجيش، لحد الآن تقول للمترشحين ولمن يرغب في الترشح أو من لديه نوايا أو أطماع، أن يتوجهوا إلى الشعب، لأخذ الضمانات اللازمة منه مباشرة، لكنهم يرفضون ذلك بإصرار، فقد تعودوا على أدورا “الزبائنية” التي يمارسونها دائما.

انهم لم يستوعبوا بعد ما قاله الجيش بأنه ليس له مرشح…

هؤلاء يتهامسون فيما بينهم.. ولكن مرشح السلطة لا بد أن يكون.. وحتى أرانب السلطة لا بد أن يتم تعيينهم، هكذا تعلمنا وعلى هذا كبرنا.

والحقيقة أن ذلك كان صحيحا تماما في الماضي، السلطة تعين الرئيس، ثم تستدعي الشعب لينتخبه، وتعين معه مجموعة من الأرانب ليساعدوه في إكمال دورة الانتخابات الماراطونية، حتى إذا وصل السباق إلى الأمتار الأخيرة، شاهدنا كيف يفوز الرئيس المعين، بفارق كبير.

هذه المرة، لا أحد لحد الآن يعرف الرئيس القادم، كل الأسماء التي يطرحها البعض مجرد تخمينات لا أصل لها، كما أن الأرانب الذين دخلوا السباق لا يعلمون أنهم أرانب، ولذلك يجهدون أنفسهم الآن في محاولة جمع 50 ألف توقيع بأنفسهم، من دون مساعدة السلطة، على أمل الفوز بالرئاسة.

لذلك نلاحظ أن جل الذين دخلوا المعترك الانتخابي لهذه الرئاسيات اليوم، لم يسبق لهم المشاركة من قبل في اي انتخابات رئاسية ما عدا بن فليس، وبالتالي ليست لهم خبرة جاب الله أو مقري أو تواتي او رباعين او محمد السعيد، وغيرهم كثير في هذا المجال.

الذين كانوا يمنحون الضمانات في السابق، بدلا عن الشعب، ويصنعون الرؤساء مع أرانبهم، يوجدون الآن وراء القضبان، ومن الطبيعي أن ينقطع الوحي عن أصحابهم “فلا تحس منهم من أحد، أو تسمع لهم ركزا”.

انقطع الوحي فغاب “الحلم الجزائري” والآيات غير المقدسة.

وتوقف رنين الهاتف الثابت القديم.. فغاب اللاعبون المحترفون في عالم السياسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مناع ـ الجزائر

    قادة التيار الإسلامي في الجزائر ليسوا أهلا لتمثيل الشعب والإسلام ، فهموا أن مستواهم السياسي الحقيقي الذي كان تصنع جزءا منه السلطة الحاكمة ستكشفه نزاهة الإنتخابات القادمة ولذلك لم يترشحوا ، وأحسين ما فعلوا

  • ابن الجبل

    قلت أن الظرف تغير ، وأن الوقت قد حان لانتخاب رئيس بكل شفافية ونزاهة ، فهل تكون الانتخابات النزيهة بأسماء رموز النظام السابق ، أم بأسماء بهلوانية لا تصلح الا للتمثيل ؟ أقول ماقاله الفيلسوف القبائلي ، آيت منقلات ،في احدى أغانيه ، في بداية التسعينات : " ... قلتم تغير ، ماذا تغير ..." . اذن نحن مازلنا ندور في حلقة مفرغة ، هذه هي الحقيقة المرة !! .

  • صالح بوقدير

    السلطة تقول للشعب لست مؤهلا بعد تعالى لمبايعتي