-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن الإسلام السّياسي

ناصر حمدادوش
  • 740
  • 20
عن الإسلام السّياسي

منذ سقوط الحضارة الإسلامية، وبعدها الدولة العثمانية، رسميًّا سنة 1924م، وظهور “جماعة الإخوان المسلمين” في مصر على يد مؤسّسها الإمام الشّهيد حسن البنّا سنة 1928م، وجهادها في فلسطين سنة 1948م، وانتشارها في أكثر من 80 دولة، وتجربة أربكان في تركيا منذ سنة 1970م، والثورة الإسلامية في إيران سنة 1979م، والتجربة السّودانية سنة 1989م، وفوز “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” في الجزائر سنة 1991م، وبعدها فوز الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في الانتخابات الرئاسية سنة 1995م، والتجربة الإسلامية السياسية في أندونيسيا وماليزيا، والتجربة الأردوغانية منذ وصوله إلى الحكم سنة 2002م، وفوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين سنة 2006م، والصّعود الدّيمقراطي للإسلاميين، بعد ثورات الرّبيع العربي سنة 2011م، وتجربة الإخوان المسلمين في مصر، وحركة النّهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، والحضور المتميّز للأحزاب الإسلامية كأرقامٍ صعبةٍ في المعادلة السياسية لدولها… كلُّ ذلك شكّل ظاهرةً سياسيةً مزعِجةً للقِوى الغربية وأدواتها العربية، وهو ما فجّر نقاشًا فكريًّا وسياسيًّا حول ما سُمّي بـ”الإسلام السّياسي”، والترويج -فيما بعد- لفشله، والحديث عن مرحلة ما بعده، كنوعٍ من الاستعجال التقييمي والخلل التفسيري القاصر، وعدم التفريق بين الحديث عنه كمرحلة، والتركيز عليه كهويّة مجتمعية، بالرّغم من كونِه ضحيّة تزوير الانتخابات، والانقلابات العسكرية، والثورات المضادّة، والتدخّلات الأجنبية.
ومع عدم التسليم بصحّة أو دقّة مصطلح “الإسلام السّياسي”، والتهافت الحاصل عليه ومدى الانحياز فيه، وهو الذي يحمل مضمونًا إيديولوجيًّا خاطئًا، يستهدف علْمَنة الإسلام في حدّ ذاته، ومعاداتَه وتفريغه من بُعده السّياسي والحضاري، دون التحامل على الأحزاب الدّينية المسيحية أو الأحزاب الدّينية اليهودية، فإنه قد أصبح واقعًا بمختلف تجلّياته السّياسية والمجتمعية، بعد أنْ تجاوز بُعده العقائدي والنّظري ورؤيته الإيديولوجية عن الدولة والمجتمع، وأنّ فشلَ أيِّ تجربةٍ سياسيةٍ للإسلاميين لا تعني بالضّرورة فشل الإسلام في حدّ ذاته، للفرْق بين التديّن البشري، والدّين الإلهي.
هذا “الإسلام السّياسي” الذي يجمع بين الشّعائر والشّرائع، وبالرّغم من شيْطنته ومحاولات عزله إلاّ أنّه أصبح يشكّل تهديدًا وُجوديًّا واستراتيجيًّا لعديد الفلسفات والإيديولوجيات المعاصرة، التي أثبتت فشلها بعد عقودٍ من التجربة والتلميع العَلماني لها، مثل: الشيوعية والاشتراكية واليسارية والقومية والليبرالية والرأسمالية…
ومع الانتقال السُّنَنِي للحركة الإسلامية من مئوية الصّحوة إلى مئوية النّهضة، عبر مشاركاتها السّياسية العامّة ومشارفاتها على الحُكم، وهي تنسجم مع الحتمية النّصّية للحديث النبوي الشّريف: “إنّ الله يبعث لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنة مَن يجدّد لها أمرَ دينها”.، فإنّك تدرك فظاعة الاستعجال والتعميم في الحُكم على الفشل الذّاتي لـ”الإسلام السّياسي” كفِكْر، والتحامل الكبير على التجربة البشرية للإسلاميين كممارسة، مع وجود تجارب إسلامية ناجحة يتمّ تجاهُلها، كالتجربة الإسلامية السياسية في إيران وأندونيسيا وماليزيا وتركيا والمغرب، وأنه لم تُعط الفرصة الكاملة للآخرين في التجارب التي تفاجأوا بها فاستبقوا إجهاضها، إمّا بالحصار الدّولي كما حدَث لحماس في فلسطين، أو بالانقلاب العسكري كما حدث للإخوان في مصر، أو بالانقلاب الأبيض كما حدث للنّهضة في تونس.
ومن أدوات تجفيف منابع “الإسلام السّياسي” الأداة القانونية والدستورية، بمنع تأسيس الأحزاب على أساسٍ ديني، تحت ذريعة “عدم استغلال الدّين لأغراضٍ حزبيةٍ”، كما نصّ على ذلك دستور الجزائر سنة 1996م، كمحاولاتٍ يائسةٍ لتفريغ الأحزاب من بُعدها الهويّاتي الجذّاب.
وتؤكّد الحقيقة التاريخية أنّ الشّعوب العربية والإسلامية كانت تحكمُها الشّريعة في ظلّ الخلافة الإسلامية، ولم تُطرَح إشكاليةُ علاقةِ الدّين بالسياسة والدولة، وقد صنعت حضارةً إسلاميةً وإنسانية امتدت لقرون، كأطوَل حضارةٍ في تاريخ الإنسانية، (وتحديدًا من القرن: 08 إلى القرن: 15 ميلادية)، لا تزال آثارُها ومعالمُها شاهدةً عليها إلى الآن، لولا القِطْعة الزّمنية السّوداء للحركة الاستعمارية والاستدمارية المعاصرة، التي استهدفت مسخ عناصر الهويّة وطمس الانتماء الحضاري لتلك الشّعوب.
وبالرّغم من حتمية الاستقلال وميلاد الدولة الوطنية الحديثة، وبالرّغم من خروج الاستعمار العسكري، إلا أنّه خلّف من ورائِه استعمارًا سياسيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، فرَض علمانية الدولة وإقصاء الدّين من الحياة العامّة، وهو ما جعل الدولة تفرّط في الدّين، بل وتعاديه في بعض الأحيان، للخلط السّاذج بين الإسلام والإسلاميين، ممّا فرَض المطالبة بالعودة إلى الإسلام: عقيدةً وعبادةً وشريعةً، وهو ما استدعى تأسيس الحركة الإسلامية، وظهور ما سُمّي بـ”الإسلام السّياسي”، وبالتالي فإنّ الدّولة هي مَن تتحمّل مسؤولية تهريب الإسلام من بُعده الوطني والرّسمي إلى بُعده الحزبي والإيديولوجي.
وكما أُعطِيت الفرصة للتيارات السّياسية والإيديولوجية الأخرى -ومنذ الاستقلال- في الحُكم رغم فشلها، فإنّه من حقّ “الإسلام السّياسي” أن تُعطى له الفرصة كاملةً كذلك، وإلاّ فإنّه ليس من الموضوعيةِ تصديرُ الاتهامات الجاهزة بـ”التوظيف الحزبي للدّين” قبل إخضاعه للتجربة الحقيقية، بل ومن التطرّف الإلغائي والإقصائي للآخر أن يتم الحُكم على الأحزاب على الأساس الإيديولوجي المسبق، دون التوقّف عند صوابية فكرتِها النّظرية، أو الوقوف على تجربتها الواقعية.
من حقِّ الأحزاب أنْ تتأسّس على مرجعياتٍ تنسجم مع الخصوصية الدّينية والثقافية لشّعوبها، ومنها المرجعية الإسلامية، إلاّ أنّه لابدّ من التحذير من خطورة الخلط بين نسبية المعرفة في فهم الإسلام ومحدودية التجربة البشرية في تمثّله وقَطعية وإطلاقية وكمال المُراد الإلهي من الدّين”، وخاصّة في التجربة السّياسية، التي لا تخضع للنّصوص القطعية والأحكام الثابتة، بل تستند إلى القواعد الكلّية والمبادئ العامة والمقاصد الكبرى، إذ السّياسة اجتهادٌ بشريٌّ في مساحة النّصوص الظنّية، ومندوحة المتغيّرات الطّارئة، وفُسحة المسائل المسكوت عنها، وهو ما يُكسِب المجتهد الأجر على كلِّ حال، كما ورد في الحديث الصحيح عن الاجتهاد السّياسي: “إنّ الحاكم إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجرٌ واحد”.
ومهما كان الحزبُ على درجةٍ من الهويّة الإسلامية فإنّه يظلُّ جُهدًا بشريًّا ناقصًا، ولا يجوز أن يُضفَى عليه -ولا على أتباعه- قداسة الدّين وكماله، وبالتالي فإنّ الحديث يتّجه إلى ضرورة فصل الدّين عن الصّراعات الحزبية، والتحذير من توظيفه فيها، وليس إلى فصل الدّين عن السّياسة وإقصائه من الدولة ومن الحياة، مع ضرورة التمييز بين نقد الممارسات البشرية للإسلاميين وبين نقد المرجعية الإسلامية التي يستندون إليها.
لقد تجاوز التديّنُ الشّعبي القدراتِ التنظيمية للحركة الإسلامية، وانتقلت الصّحوة الإسلامية من الظاهرة التنظيمية إلى الظاهرة المجتمعية، وهو ما يجعل أطروحة “ما بعد الإسلام السّياسي” تتهاوى أمام امتدادات الفكرة الإسلامية شعبيًّا ورسميًّا، عموديًّا وأفقيًّا، وأنّ استحقاقات المراجعات النّقدية، وضرورات التجديد الحرَكي، وحتمية التخصّص الوظيفي، وموضوعية التمييز بين السّياسي والدعوي، تفرض الاعتراف بأنّ الإسلام هو حضارة الغد، وأنّ له قوّةً ذاتية، وهو مادّةٌ ثوريةٌ ضدّ الاستبداد والفساد والظّلم، وهو ما يؤهّله للبقاء في مواجهة ذلك، مهما تعثّرت محاولاتُ تمثّلِه البشري سياسيًّا.
*هذا “الإسلام السّياسي” الذي يجمع بين الشّعائر والشّرائع، وبالرّغم من شيْطنته ومحاولات عزله إلاّ أنّه أصبح يشكّل تهديدًا وُجوديًّا واستراتيجيًّا لعديد الفلسفات والإيديولوجيات المعاصرة، التي أثبتت فشلها بعد عقودٍ من التجربة والتلميع العَلماني لها، مثل: الشيوعية والاشتراكية واليسارية والقومية والليبرالية والرأسمالية..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • العمري

    كثير من المغالطات في المقال . يقول المثقف المصري محمد العشماوي عن خلط الدين بالسياسة"الدين يستشرف في الا نسان أرقى ما فيه وأسمى ما يمكن أن يصل اليه والسياسة تستثير فيه أحط ما يمكن أن ينزل إليه" "ممارسة السياسة باسم الدين ...يحوله إلى حرب لا تنتهي وتحزبات لا تتوقف وصراعات لا تخمد...فضلا عن أنها تحصر الغايات في المناصب وتخلط الاهداف بالمغانم"تسيس الدين أو تديين السياسة لا يكون إلا عملا من أعمال الفجار الأشرار..لأنه يضع للانتهازية عنونا من الدين ويقدم للظلم تبريرا من الايات ويعطي للجشع إسما من الشريعة ويضفي على الانحراف هالة من الإيمان ويجعل سفك الدماء ظلما وعدوانا عملا من أعمال الجهاد"

  • جزائري... تحليل:

    مجرد تحليل..
    16 تعليق ولا واحد فيهم ثمن ماكتبه كاتب المقال النائب لحمس المعروف السيد
    ناصر حمدادوش ..لماذا ياترى أليس لحمس أتباع يؤيدون فكرة الحركة ؟!! والسيد مقري رئيس حمس صدعنا بقول أن حزبه منتشر عبر 48 ولاية وهو أنشط حزب في الجزائر.
    ...وفي المقابل أرى مايشبه هجوما ضاريا على مايسمى الاسلام السياسي !!!
    من هو هذا الطرف المهاجم خاصة من الجزائر ..لا أعرف!!!

  • Samir

    التدين الشعبي والصحوة الاسلامية التي تفتخر بها وتنسبها لجماعة الاخوان وجبهة الانقاذ، نسيت ان تقول ان الذي تسميه صحوة وتدين شعبي تجلى من خلال اللحية والجلباب والكحل وتحريم كل شئ والتسابق نحو المساجد. نسيت ان تقول انه الى جانب ذلك غرق المجمع في الرشوة والكسل والجهل والشعوذة والتخلف وانتشرت الفوضى والهمجية والنفاق وتناثرت الاوساخ في وسط العاصمة والمدن وانغلق مخ الشعب من التفكير والابداع والانتاج لحد ان القوم يستورد من بلاد " الكفار" تقريبا كل ما ياكل ويلبس بما في ذلك الملابس الداخلية لستر عورة نساءه ناهيك عن التطرف والارهاب والترهيب هذه هذه الصحوة

  • كريم واقف

    الكل يعلم بان الغرب هو الذي صنع الاسلام السياسي من اجل مآرب وغايات عديدة لا يتسع المجال هنا لذكرها ومن اهمهما تشويه صورة الاسلام وهو ماحصل بالفعل ، اترك التاريخ والعلم لاهله .

  • نظرية العمل الاسلامي

    نظرية العمل الاسلامي تتضمن نوعين وشكلين من تيارات الاسلام السياسي هدفهما واستراتجياتهما واحدة وهي الوصول للحكم،والاستواذ على أجهزة الدولة والمجتمع بأسلمتهما على منوال فهمهم المتخيل لدولة الخلافة،لكنهما يختلفان في اساليب وطريقة الوصول للسلطة .
    بمعنى التكتيك احدهما يشتغل داخل المؤسسات ويتبنى ظاهريا وشكليا اساليب ديمقراطية منها آلية صناديق الاقتراع عقد مؤتمرات دورية تشبيب اطرها الى اخره لكن ما ان يصل الى الهدف حتى ينقلب على الديمقراطية بابعادها الفلسفية والانسانية ،هذه الطريقة من التكتيك تسمي نظرية العمل التراقبي، وهناك تيار اخر ينهج نظرية العمل الاقتحامي مباشرة من الاعلى الاسفل .

  • ستة

    الان الحديث عن دولة دينية اصبح ليس فقط متجاوزا ،فالجماعة تقدم اجوبة عن اسئلة لم يعد يطرحها احد أجوبة متقادمة قادمة من عصر منقرض،جماعة الكهف تخاطب الناس بلغة غريبة و تعاملهم بعملة غريبة ،لقد ماتو عضويا و لم يبق امل لهم سوى الموت الرمزي .
    المطلوب من السياسيين هو توفير ما يحتاجه الشعب وليس خطابات الدينية التي تطلب من المواطنين اشياء تاتي او لا تالتي في الجنة ! اولا تجار الدين لا يملكون القدرة لارسال البشر الئ الجنة اوالنار.
    السياسة لمن يستطيع ان يوفر في هده الدنيا الشغل للمواطنين والعيش بسلامة في امان وليس في الوهم الاسلاموي ! لا مكان للدين في السياسة !

  • اربعة

    من السريالية اقتراح اعادةق راءه تجربة فشلت في تحقيق الشروط الدنيا لمجتمع يمكن ان يعمل; بينما الحل الاعقل هو البحث عن حلول لقضايانا عبر العقل و الانسانية دون الالتفات الى الوراء. لانه ليس هناك تمة علاقة عضوية بيننا و بين آهالي الجزيرة العربية للقرن السابع و لسنا مدينين لهم بشئ نحن مدينين لواقعنا و لمستقبل اولادنا و حقهم في الحياة الكريمة الحرة السمحة السعيدة. الاصالة ليست في تقليد أبا درة الذي ولد في السعودية منذ1000 عام بل في ابتداع حلول ذكية لمشاكلنا نابعة منا و من واقعنا
    الدولة العصرية تضمن حق اي مواطن في حرية الاعتقاد و ممارة الشعائر و هو ما لايضمنه الاسلام لذا فالحل واضح

  • عادل - وهران

    ما يجب أن يفهمه صاحب المقال أن جماعات الإسلام السياسي لا يهمها تطبيق الإسلام بقدر ما يهمها الوصول إلى الحكم و إحكام السيطرة عليه و استعمال الخطاب الإسلامي لتكثير الأتباع و تنويم الرعاع
    هل تطبق إيران تركيا و أندونيسيا الشريعة الإسلامية ؟؟ سؤال كاف لبيان كذب دعوة الإخوان المسلمين

  • اثنين

    ان الموت السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر والمشكلات المتزايدة التي يواجهها حكم الإسلاميين في تونس، بعد الفوز التاريخي الذي حققوه في الانتخابات منذ أقل من عامين، يطرح تساؤلا بشأن ما إذا كانت المحاولة الأولى للإسلاميين في الحكم مقدر لها الفشل بسبب التحديات الهائلة و انتقام المعارضة، أم هل ساهمت الأخطاء التي ارتكبوها بأنفسهم في سقوطهم.
    ان وصول الأحزاب الإسلامية للحكم جاء بعد انتفاضة سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة ،لكنهم لم يكونوا على قدر كاف من الخبرة فيما يتعلق بإدارة الدولة، خصوصا وسط هذه الحالة من الاضطراب، ورغم حصلهم على أصوات الناخبين إلا أنهم واجهوا معارضة سياسية كبيرة.

  • ماكيافيللي

    ينبغي الحذر من الإسلام السياسي,فكلهم يتحدثون عن الديمقراطية و انتخابات حرة ونزيهة , لكن هذا كله بمثابة حصان طروادة فما أن يصعدوا إلى السلطة حتى يبدأوا في تغيير القوانين ,و إقامة نظام تيوقراطي على نهج الخلافة بتركيإ حيث السلطة في يد شخص واحد .
    ان فكر الجماعة لم يعد صالحاً للتطورات التي حصلت في العالم في العقد الماضي.
    كل جماعات الاسلامي السياسي تبدأ رحلتها نحو السلطة من خلال الجمعيات الخيرية والحركات الاصلاحية وبعد ان تتوسع قاعدتها الشعبية من خلال صدقاتها الجارية تغير رأيها ، الاخوان كانوا يقولون انهم لا يسعون الى السلطة وعندما تأكدوا ان بامكانهم الفوز في الانتخابات غيروا رأيهم .

  • واحد

    تتبجح الأحزاب الاسلامية بكونها تعتمد مرجعية إسلامية و من يسمع كلامهم سيظن أن الاحزاب الاخرى مرجعيتها مسيحية او يهودية أو زراديشتية او بودية ؟
    ان باقي من الاحزاب لم تعلن يوما خروجها و إرتدادها عن الاسلام ،فما السر الذي يجعل اأحزاب الاسلامية تصر على الظهور بحزب ديني من خلال خطاباتها الدينية في المعترك السياسي دون بقية الاحزاب الاخرى ؟
    ان محاولة إحتكار الخطاب الديني و حشره عنوة في الساحة السياسية هي خدعة ومكر لا تروم مصلحة البلد بل مصلحة فئوية وتهدف الى إفساد اللعبة الديمقراطية بالجزائر .

  • الدعوي و السياسي

    إن ممارسة الخطاب الديني الدعوي في الحقل السياسي هو امر جائر و يفقد موازين الصراع السياسي للأحزاب في نظام ديمقراطي فالامر شبيه بملاكم بداخل قفازته الثوب و الملاكم الثاني بداخل قفازاته
    الحديد !! ،فلو مارست الاحزاب الاخرى الخطاب الديني بالسياسي لتحولت الساحة السياسية الى معترك لصراع الخطابات الدينية مع إمكانية تعدد التأويلات التي تخدم مصلحة كل حزب والكل يعلم ما تؤول اليه الصراعات الدينية . تتلكأ الأحزاب الاسلامية على كون مرجعيتهم مرجعية إسلامية و هل الاحزاب الأخرى مرجعيتها مسيحية او يهودية ؟
    ان إحتكار الخطاب الديني و حشره عنوة في الساحة السياسية هي خدعة و مكر لا تروم مصلحة البلد البتة

  • تاء

    السياسة كما هي اليوم لا يمكنها أن تلتقي مع الإسلام في اي شيىء بل هي تناقضه تماما. السياسة هي ممارسة تعني الكذب والنفاق والتحايل والغموض والالتفاف والله والدوران والانقلاب. باختصار لا أخلاق في السياسة ولا ممنوع. هذه الممارسات وقعت فيها حتى الأحزاب الإسلامية لأنها عندما تخير بين الإسلام والسياسة كما هي ممارسة فإنها تنزلق دون أن تشعر نحو السياسة .وقد سمعت مرة صحفيا تركيا مدافعا عن خداع أردوغان فقال:العالم كله يمارس سياسة النفاق ونحن أيضا نمارسه لأننا نمارس السياسة ولا مفر لنا من ذلك. أعجبني هذا الصحفي المدافع عن أردوغان لأنه كان جد صريح وصادق على الأقل هذه المرة .

  • باء

    حينما نقول ان الحزب الاسلامي هو حزب مثل الأحزاب الأخرى في كل شيئ فيجب ان يكون معيار الافضلية هو خدمة الناس و هذا الامر لم يقدم فيه الحزب اي امتياز عن الاحزاب الاخرى حتى لو افترضنا نزاهة الحزب فهي بلا قيمة لان الناس تنتظر حزبا ينجز نتائج ملموسة و ليس اولياء صالحين عاجزون عن العمل
    اقرب طريقة للتخلص من الخصوم السياسيين هي خدمة الشعب،و صراع الاحزاب دون الرجوع الشعب و الاحتكام اليه هو بمثابة نزاع لصوص و قطاع طرق حول متاع شخص امام عينيه و بالرغم منه

  • ألف

    لقد بدأ الناس يفهمون أن الاسلاميين عاجزين و لن يعطوا سوى الكلام الفارغ ، و أنهم لن يحققوا للناس أبسط مطالبهم و لو امتد به الحال في السلطة سنينا ، و أان بقائهم في السلطة نوع من النصب و الخداع و الدجل و سيكون التخلي عن السلطة وسيلتهم الوحيدة لاستعادة بعض ماء الوجه
    لقد كانوا في الماضي واثقين من الفوز في الانتخابات لكن الشك قد بدأ يتمكن منهم و هذا القلق توضحه خرجاتهم الاخيرة التي أبدوا فيها حرصا كبيرا على التشبت بالسلطة.

  • تكملة

    الحضارات الحقيقية ترتبط بثقافات و مناطق جغرافية او حتى أعراق اثنية، كأن نقول حضارة المايا في امريكا الجنوبية او الحضارة الفرعونية في مصر. نعم، هذه الحضارات قد يكون فيها دين او اكثر لكنها لا تنسب للدين كون الحضارة نتاج بشري خالص. لماذا ينفرد الإسلام في نسب حضارة الى نفسه عنوة و يتحدث عنها المسلمون و كأنها من المسلمات التي لا تتطلب اي نوع من التحقيق او التمحيص ؟

  • عبقريات هندسية موريسكية

    الحضارات القديمة عادة تكون اهم آثارها في مكانِ منشأها او قريبة منه، أين آثار الحضارة الإسلامية في مكة و المدينة ؟ هل هي الحجر الأسود والمكعب الذي يحتضنه؟ و هل يرقى لأن يمثل شيئا يسمى حضارة ؟ الكائنات في العصر الطباشيري كانت لديها آثار اكثر تقدما منه ! و للرد على اي متفذلك آخر يشير الى قصر الحمراء في اسبانيا، سأجيبه: كل ما هو موجود في بلاد الإسبان هو صناعة اسبانية بحته ممزوجة بثقافة الموريسكيين، يعني اهل شمال افريقيا من الأمازيغ و غيرهم، و لا علاقة للاسلام بتاتا . أصلا لا يوجد مهندسين يتمتعون بفنيات البناء الهندسي في بلاد الجزيرة العربية حيث الرمال .

  • الحضارة 2

    من أين أتى مفهوم الحضارة و كيف كان للمسلمين حضارة و أين آثار هذه الحضارة اليوم؟
    أين الدليل عليها ؟ خصوصا اذا علمنا ان هذه الحضارة لم يتعد عمرها 7 قرون و هي في أوجها ، كما انها انتهت ولنقُل قبل 5 قرون عندما هيمن الأتراك على المنطقة (نعم ! هويتهم تركية و الإسلام مجرد تحصيل حاصل والذي تغنم به اقنص به). يعني الحضارة ما تزال طازجة بمعايير التاريخ اذن اين آثارها ؟
    الفراعنة فنوا قبل عشرات القرون لكن الأهرام ما تزال قائمة كشاهد عليهم، ونفس الشيء ينطبق على الروم والإغريق والصينيين والمايا، فأين هي آثار المسلمين ؟
    المسجد الأموي في دمشق هو كنيسة ارثودوكسية استولى عليها المسلمون و حولوها لمسجد

  • الحضارة

    ان الحضارة الوحيدة التي تنسب نفسها الى دين معين هي ما يسمى ب ( الحضارة الإسلامية ) اذ لا يوجد أي ديانة ينسب لها دين ما ، فلا أحد منا سمع عن حضارة مسيحية أو يهودية أو بوذية .
    عندما كنت طالبا درست مقرراً اسمه 'الحضارة الإسلامية' و كان يدرسه شيخ سلفي ملتح. المنهج برمته كان عن سيرة اهل السنة و الجماعة؛ قال فلان عن فلنتان و نهانا الشرع عن كذا و امرنا بكذا لحكمة إلهية الخ. باختصار، المقرر كان عبارة عن غسيل دماغ اسلامي مغلف بتسمية حضارية تواكب العولمة و لا علاقة له بالحضارة لا من قريب ولا من بعيد.

  • واحد برك

    اين انت من خاطبوا الناس على قدر عقولهم؟ اتق الله واحذر ان تكتب ما ستسأل عليه مثل قولك ان الدولة مرة تفرط ومرة تعادي الاسلام اذن فهي .....!! الله المستعان. ثم مثال آخر انت تقول ان التجربة الماليزية والاندونيسية والتركية .... ناجحة. هلا بينت لنا كيف ذلك؟ هذه الدول التي ذكرت تعاني تبعية اقتصادية ونموذجا ماليا واقتصاديا مطبقا بها فصل في الغرب الىأسمالي الليبرالي وحتى وان ادعت ان فيها جزءا يعمل بالصيرفة الإسلامية فهو باطل اذ ان النظام المصرفي فيها مبني على اسس ليبرالية راسمالية (من بنك مركزي ونظام احتياطي جزئي وغيرها). ثم كيف جمعت بين الشعائر والشرائع وهي تحكم بالدستور والبرلمان ولا تحكم شرع الله