-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عودة لغة قرع الطبول

عمار يزلي
  • 418
  • 1
عودة لغة قرع الطبول
ح.م

التغيرات الجيوسياسية التي طرأت على العالم خلال المدة الأخيرة، خاصة مع حكم ترامب، تنذر بإذابة الجليد وعودة النشاط الاقتتالي هنا وهناك، هذا رغم أن ترامب من المناوئين للحروب والإنفاق العسكري على حروب لا تجني منها أمريكا إلا القليل فيما يرى، كونه سليل برجوازية داخلية معادية ومنافسة للبرجوازية الأمريكية العالمية التي باتت تملك العالم وتستثمر في كل بلد، وهو ما يرفضه، كونه يرى أنه الأحق في أن تكون أمريكا أولا في كل شيء بدء من الاستثمارات.

الحروب عند ترامب مضيعة للمال، وهناك فرصٌ لربح المال بلا حروب، عن طريق “السلم” الذي ينشأ من الابتزاز السياسي، وهذه هي خلفية ترامب الاقتصادية التجارية حتى مع حلفاء أمريكا في فرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما، هذا دون ذكر المنافسة الشرسة مع الصين التي صارت تمثل شوكة في حلق الاقتصاد الداخلي الأمريكي نفسه، ناهيك عن نفوذها العالمي المتنامي. أما العرب، فلا يرى فيهم إلا البقرة الحلوب التي عليها أن تدفع مقابل الحماية من “غولة” إيران البعبع الذي يخيف به زعماء المنطقة من أجل حثهم على الدفع.

مع ترامب، وقد أخلط الأوراق في العالم، بدا دور أمريكا باهتا في كل الأزمات التي عرفتها عدة نزاعات مسلحة منها حرب إقليم كراباخ، إذ فقدت كل من فرنسا وأمريكا نفوذهما ولم يبد لهما أي دور في مجموعة “منسك”، وكانت روسيا وحدها من ضمن الثلاثي من ترك البصمة مع تركيا كعضو “غير عضو” في مجموعة منسك، المكلفة منذ 30 سنة بحل النزاع تفاوضيا بين أرمينا وأذربيجان.. بدون أي تقدم يذكر.. وكانت القوة العسكرية وحدها كافية لحسم مشكلة قائمة منذ 3 عقود. نفس الأمر نراه في ليبيا، فأمريكا ترامب غائبة منذ البداية، كون ترامب لا يرى فائدة في التدخل في هذا البلد الذي له “أهله” في مصالح النفط به: فرنسا وإيطاليا وتركيا، ولم يُرد أن ينافس هؤلاء على آبار يجدها أقرب في دول الخليج وفي نفطه المحلي.

هذا الانسحاب الأمريكي من عسكرة العالم، واستبدال الضغط العسكري المنفق، بالضغط السياسي المرهِق، جعل كثيرا من بؤر النزاعات تستفيق لترى أن الوقت حان لاستعادة بالقوة ما أخِذ بالقوة.

من هذا المضمار، يخشى أن تكون أزمة الحرب الداخلية في إثيوبيا، عنوان حرب إقليمية جديدة لا يستبعد فيها دور إسرائيل المتغلغل فيها، بغية إعادة تشكيل مناخ سياسي واقتصادي موالي يسمح لها بالتمدد جنوبا وغربا بعدما تمدّدت جنوب شرق. كما أن معضلة الصحراء الغربية، تعد نموذجا آخر للصراع من أجل استكمال التحرير المتوقف منذ 30 سنة هو الآخر، وليس مستبعدا أن يكون النزاع المسلح خيارا في الوقت الحالي بعدما تلكَّأت الأمم المتحدة منذ 3 عقود في حلحلة الوضع ودفع الطرفين إلى التفاوض المباشر وإيجاد حل للقضية الصحراوية بما يضمن مصالح بلدان المنطقة كلها.

فرنسا اللاعب التقليدي في الحديقة الخلفية للمغرب، لا يرغب في حل على أساس استفتاء تقرير المصير، ويدعم المغرب، مثلما تدعمه دولٌ أخرى للأسباب نفسها أو لحاجة في نفس يعقوب، وليس مستغربا نهج فرنسا في المغرب وفي مالي وفي ليبيا وفي تونس.. وفي الجزائر أيضا، فهي ترى أن إفريقيا تنفلت من بين أصابعها.. ومستقبلا إن لم تسارع إلى ربط الشمال بموريتانيا، فإن كل الجنوب الصحراوي سيفلت منها كما تنفلت من الكف حبَّاتُ الرمل.. مما يجعل القارة الإفريقية.. مصدر الرزق، والاستعمار في مهب الريح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • دونا

    الحرب النووية القادمة ستندلع قريبا بين العرب وامريكا
    اللهم لطفك يا رب