-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عودوا إلى أحضان الوطن

حسان زهار
  • 1970
  • 12
عودوا إلى أحضان الوطن
ح.م

الآن وقد بدأت النفوس تهدأ، والأمور تتضح، وقد عاد قطار الوطن الى السكة، ها هو الوطن يفتح أحضانه للجميع.
الآن.. الذين عارضوا المسار الدستوري بشرف، ولم تسكنهم الخيانة أو العمالة، أو تتحكم في قراراتهم الأحقاد، وتمسكوا بالمعارضة الى آخر لحظة، وكانوا بالأمس وسط الحراك، يعودون الى أحضان الوطن، عبر القبول بالحوار، والمشاركة في الحكومة، والاستعداد لخدمة الوطن.

أهلا بالجميع.. فالمعركة التي كانت قبل الآن، لم تكن بين أعداء، بل كانت معركة في حب الجزائر، ولأننا لا نعترف بوجود منتصرين فيها ولا منهزمين، فإن الجزائر تسع الجميع، ومن كان قادرا على خدمتها فعلى الرحب والسعة.
لم تكن معركتنا طوال الشهور الماضية، من أجل أن نستأثر بالمناصب، ولا من أجل أن ننكس رؤوس الشرفاء في الوحل، وإنما معركتنا كانت وما تزال فقط، مع أعداء الوطن، ومع الخونة الذين باعوا ضمائرهم، وانخرطوا في مخططات ترعاها قوى أجنبية.

ما عدا ذلك، فالجزائريون كلهم إخوة، الذين انتخبوا والذين قاطعوا من منطلق حب الجزائر، وليس من منطلق التعطيل والدفع نحو الخراب، هم شركاء في وطن واحد، ومن حق الجميع أن يساهموا في بنائه ، كل حسب موقعه وكفاءته وقدرته على تقديم الاضافة المطلوبة.

لقد اختلفنا بالأمس طويلا، في كيفية الخروج من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد، بعد استقالة الرئيس السابق بوتفليقة، وكان ذلك اختلافا طبيعيا، وهو في جزء كبير منه اختلاف رحمة ومحبة، أما وقد انتهت الأزمة بانتخاب رئيس للجمهورية، وتفويت الفرصة على المتربصين من الداخل والخارج، فإن المرحلة اليوم، ليست للإنتقام من الخصوم السياسيين، وإنما هي مرحلة للجمع والتوافق، ولذلك تتجه تركيبة الحكومة الجديدة، أن تكون توافقية بامتياز.

الجزائر الجديدة بالنهاية، لا تقصي أحدا، إلا من اقصى نفسه، وركب رأسه، واعتقد أنه هو الشعب وهو الذي يملك الحقيقة المطلقة، ورفض الحوار، ورضي على نفسه أن تسيره الأوهام والبدائل العدمية.. هذا النوع فقط هو من سيواصل لعبة الرفض بلا بدائل، ومهمة التشكيك بلا دلائل، بل أكذوبة التخوين وهو فيها أكبر خائن.

ما نؤكد عليه فقط، أن تكون المناصب القيادية والوزارات، كما أكد على ذلك اللواء سعيد شنغريحة، قائد اركان الجيش بالنيابة، في خطابه الأخير، بناء على الكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن، وهو ما يحتم علينا التنبيه، إلى أهمية بعض المناصب الوزارية، لما لها من علاقة مباشرة في بناء الفرد الجزائري، وعقيدته ولغته ووطنيته.
ان أحضان الوطن تتسع للجميع، لكن على أن لا تكون تلك الوظائف والمناصب العليا، في أيدي الزنادقة من أعداء الدين، والشعوبيين من أعداء اللغة العربية، أو الحاملين لفكر هوياتي يعادي الراية الوطنية، أو يحط من قيمتها.
الأسماء التي سوف تتولى وزارات مثل التربية، والتعليم العالي، والطاقة، والخارجية، ستكون مؤشرات مهمة على نوعية المرحلة المقبلة، حتى لا تتكرر مأساة “الغبرطة” التي أتت على الأخضر واليابس في هذا الوطن، ودمرت الانسان الجزائري، عبر كامل الفترة البوتفليقية البئيسة.

وسيكون الأمر مدعاة للفخر، لو أن كل الجزائريين الشرفاء، يساهمون في صناعة مشروع للنهضة، ليس فقط عبر المشاركة في التسيير، وإنما المشاركة في التفكير، ذلك أن أزمتنا بالأصل هي أزمة فكر، لو أمكن للدولة أن ترعى مشروعا للهندسة النظرية واقتصاد المعرفة، لتغيرت المعادلة بالكامل، وانتهينا الى الأبد، من ظاهرة “التفكير الريعي” الذي دمر المبادرات وكرس التخلف.

الآن، بدأت النفوس تهدأ، والأمور تتضح، ولعبة الشارع لا يمكنها أن تبقى إلى الأبد.

فإما نشمر جميعنا على سواعدنا، ونشرع في بناء ما تهدم، وإلا فإن الجزائر ما بعد 2022 ستكون في وضع خطير جدا.

أحضان الوطن مفتوحة لكل أبنائه من الذين يريدون “الانقاذ” وليس التخريب، ويريدون البناء وليس الهدم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • السطابفي الحر

    والله ثم والله لقد أعجبني العنوان و أثر في.
    نعم يا قومي :
    عودوا إلى أحضان الوطن.
    وصدق من قال :
    بلادي وإن جارت علي عزيزة.............وأهلي وإن ضنوا علي كرام.

  • مقبرة المواهب

    عودوا الى احضان الرداءة التخلف بني عميس الجهوية الطمع الجشع الشيوخة ...

  • أمين أمين

    أعلم ايها الكاتب وسوف يكتب التاريخ ذلك أن الفضل يعود للحراك اولا وأخرا .انه هو الذي حرر عقول الحزائريين رغم إختلافهم و هو الذي حرر قيادة الأركان التي كانت تسبح بحمد المخلوع ، وان المسار الدستوري الذي تتغنى به قاطعه غالبية الشعب . فلا تغرنك تضخيم الأرقام . والبركة في الحركة .سيبقى الحراك وسيلة ضغط ان شاء الله

  • kahina

    تمثلون بلطجيه الشبه مثقفه احرار الحراك لن يستسلموا ابدا الابتحقيق الحريه والديموقراطيه واقتلاع نظامك من جدوره نحن لنا قناعه وثابتون علي مواقفنا وصامدون مهما كانت الاحوال اما الخونه والبلطجيه ستلفظهم امواج الحراك..وادا كنت حقيقه من احرار هدا البلد فانزل يوما الي الحراك لتري ماهي سمعتك عند الاحرار..

  • متفوق

    الأقلام المأجورة ستنكسر تحت أرجل شباب الحراك

  • عبدالله FreeThink

    "لو أن كل الجزائريين الشرفاء، يساهمون في صناعة مشروع للنهضة، ليس فقط عبر المشاركة في التسيير، وإنما المشاركة في التفكير"
    أتمنى منك أخ حسان التوسع في هذه النقطة بمقال آخر.

  • alilao

    يبدو أن البعض مستعجل للعودة الى الركود وحالة الموت أو الكوما السياسية التى عرفتها البلاد قبل الحراك.

  • Mohand

    يجب تسمية الأمور بمسمياتها. ففي الحراك الذي ما زال متواصلا (رغم تناقص أعداد المتظاهرين بشكل لافت) يوجد كثير من المواطنين ما زالوا مصرين على رحيل الجميع بدون استثناء و هو مطلب ثبت أنه غير واقعي. للأسف أغلب هؤلاء من إتجاه معين حتى لا أقول من منطقة معينة. بدأنا ، للأسف، نشتم رائحة العنصرية المقيتة و الكراهية و الحقد. على العقلاء من سكان القبائل و من العرب أن يتحركوا لرأب الصدع و لتقريب وجهات النظر. علينا جميعا أن نعمل من أجل المحبة التي كانت سائدة قبل هذا الحراك المشبوه.

  • جزائري أصيل

    لاشيء يدعو إلى التفاؤل يا سيادة الكاتب المحترم و القدير . فربراب حر طلق ، رغم أنه من الفاسدين المفسدين ، وربما سيعين وزيرا في الحكومة القادمة. لقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة ، والشعب جوزي جزاء سنمار ، لأنه لم يكسر صناديق الانتخابات ولم يحرقها ، عكس دشرة ربراب . إننا نعيش التمييز العنصري في أعظم صوره ! فالرجاء احترام عقولنا ، التي ملت وكلت !!!...

  • صابر حمادي

    السلام عليكم اخي حسان .
    والله اللذي لا إله غيره انك قد اثلجت الصدر بما تكتب
    واصل رعاك الله ولا تبالي بالمخذلين ولا العابثين فما
    أحوج الجزائر إلى من يجمع بين أبنائها وليس إلى من
    يفرق واصبر أخي. قال الله تعالى .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم "والعصر إن إلانسان لفي خسر
    إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر. "

  • محمد

    رانا جايين ان شاء الله اخرها ان شاء الله نمدوا المعرفة والخبرة تعنا بتكوين الشباب ان شاء الله

  • جزائري حر

    لا لا يا سيدي الحركى يروحو لفرنسا لأن فرنسا تحب غباؤهم وعبوديتهم