-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عودي أيتها الأم

ريم خليفة
  • 856
  • 2
عودي أيتها الأم
ح.م

أدى تطور الحياة السريع إلى تغير موازين يومياتنا فأصبح من الصعب تلبية متطلبات العيش، أين ارتسمت صورة الفرد الدائم الجري وراء مشاغله. وبهذا الوضع امتلأ لسيدة العصر برنامجها اليومي واكتظ بين إعداد الغذاء وتدريس الأطفال وإنهاء أعباء المنزل وبين الذهاب والعودة من العمل إن كانت سيدة عاملة. فأصبحت أكبر شكواها أنها دائمة الركض يوميا دون أن تستطيع إكمال جدولها.
وقد أدى تزاحم برنامج سيدات اليوم إلى بروز تغييرات كثيرة، أين ألغيت مهام وأضيفت مهام أخرى فسيدة الماضي لا تولي انشغالا كبيرا بدراسة أطفالها إلا أيام الامتحانات، في حين أن تغير المنظومة التعليمية اليوم يحتم على الأمهات تدريس أبنائهم يوميا وتتبع متطلبات المدرسة. ناهيك عن أن للطفل اليوم متطلبات متعددة تجعله يشغل بال والدته بين مستلزمات مدرسية وألعاب وأندية ومدارس خاصة وغيرها.
وفي خضم هذا تحاول الأم تلبية واجباتها والتوفيق بين هذه المهام، لكن قد تقع هذه الأم في مصيدة! أين تركض وراء كل ذلك وتنسى دورها الأساسي كأم. فهاهي تعمل جاهدة لتوفر لأطفالها أحسن الملابس وأفضل الأنظمة التعليمية، تغذية جيدة وألعاب حديثة، لكن قد تغفل أحيانا عن وجودها كأم لأطفال، فلا يحضون منها بقبلة قبل الذهاب إلى المدرسة ولا بابتسامة عند العودة، وركضها الدائم ينسيها حميمية دقائق تجالس فيها أطفالها يضحكون ويتبادلون الحكايا، كما أن سعيها لتكون عائلتها أفضل يبعدها عن لمسات وأحضان حنان تغدق بها صغارها.
ليس الذنب ذنبك يا أمي! فإن تغير ألبوم الحياة أصبح يجبرك على الكثير حتى نتمكن من البقاء، لكن يا أمي لا تنسي أننا مهما رغبنا في أن نكون أفضل فإن حضنك وقبلتك، وجودك ودعمك، كلامك ونصحك، حنانك وحبك أفضل من كل ما نرغب فيه. عودي يا أمي ولا تدعي الحياة الجديدة تبعدك. تذكري أنك قبل أن تكوني امرأة.. خُلقت لتكوني أما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عاشق لبهاليل

    يا صخش ياممثل رب العالمين المعتمد ، مادمت تمثل أحكام الله على الأقل قل لرب العالمين يسوي بينها وبين القطة في الحقوق حتى يتسنى لها شم لهوى .

  • شخص

    المرأة المسلمة (إلاّ قليلاً) أصبحت لا تسلّم و لا ترضى بأحكام الله عز و جل فيما يخص دورها الأساسي و المنوط بها و هو تربية و إعداد الأجيال أمّا الآن فلا همّ لها سوى قضية المساواة في الحقوق مع الرجل. حتى وصل الأمر بهن إلى طلب الحق بالزواج بـ 4 !