-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

عيدهم أعياد

الشروق أونلاين
  • 174
  • 0
عيدهم أعياد
ح.م

هنيئا لهم، يحتفل الناس بعيدهم ويحتفلون هم بأعياد المئات والآلاف من المسلمين، يؤجر الناس على ثلاثين يوما من الصيام، ويؤجرون على الملايين من الأيام عدد الصائمين الذين فطروهم والجياع الذين أطعموهم والعراة الذين كسوهم والمرضى الذين واسوهم والمحتاجين الذين أعطوهم.

نعم، لقد سخر الله المال لبعض الناس فكان سببا في أن يحجزوا به مقاعدهم في بحبوحة الرضوان، وحين كان غيرهم ينفق ماله ليشتري الدور والقصور وينال الحظوة عند أهل الدنيا، كانوا ينفقون أموالهم لينالوا الحظوة عن رب الأرباب، بعد أن سمعوه يناديهم ((من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)) وسمعوه عز وجل يقول ((من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم)) وتأملوا حال من أثنى عليهم بقوله ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله)) وفهموا المثال الذي ضربه لهم بقوله ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)) فعلا إنهم المعنيون بقوله تعالى ((ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله))

نعم إنه المال الصالح الذي لم يجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفقراء الصحابة ما يكافؤون به أعمال الأغنياء، فحين شكوا إليه ما يسبقهم به إخوانهم من النفقة والعطاء، ذكر لهم ما ذكر من أذكار يساوونهم بها، وحين سمع أغنياء الصحابة تلك الأذكار، رجع الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة أخرى فما كان منه إلا أن قال لهم مواسيا: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء))

وحين وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدنيا قال في الحديث الذي يرويه أبو كبشة الأنماري – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (أحدثكم حديثا فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصِلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء) الحديث رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. فما أعظم كرم الله، يسعى الرجل ويكد وينفق ويتمنى الآخر مثل فعله فيكون له مثل أجره…

إن العيد موعد الجائزة وساعة العطاء، فاحرص على أن تكون جائزتك أكثر من ثلاثين يوما، وانظر إلى المبلغ البسيط الذي قد تنفقه من أجل إفطار صائم شهرا يثيبك الله به أجر رمضانٍ كاملٍ.
فاحرص على أن يكون عيدك أعيادا إن شاء الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!