-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حتى لا نخسر رمضان

غنائم رمضان (2)

جمال غول
  • 350
  • 0
غنائم رمضان (2)
  1. الصّدقة:

من غنائم رمضان التي ينبغي لكلّ عبد مسلم أن يحرص على أن يكون له حظ منها: الصدقة، ويكفي في التنويه بفضلها قوله تعالى: ((وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ))، فتأمل في هذه الآية وانظر كيف يتمنى المتوفَى الصدقة على سائر العمل الصالح  إن هو رجع إلى الدنيا، وما ذلك إلا لِما علم بعد موته من فضلها وعظيم أجرها.. وروى البخاري ومسلم عن ابن عبّاس –رضـي الله عنه- قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عليه السّلام،، فَلَرَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَة”.

عندما نتحدث عن الصدقة يظن بعض الناس أنها خاصة بالأغنياء، وذلك غير صحيح، فأفضل الصدقة سقيا الماء كما جاء ذلك عن نبينا عليه الصلاة والسلام، ومن منا لا يقدر على الصدقة بقنينة ماء لا يتجاوز ثمنها 30 دج؟

ومن أراد أن يصوم رمضانين في رمضان واحد، فإن استطاع أن يفطّر صائما معه في بيته فله أجر صيامه دون أن ينقص من أجر الصائم شيء، ومن استطاع أن يأخذ الفطور لعمال في ورشة أو عابري سبيل، ففي ذلك خير عظيم، فقد روى التّرمذي وغيره عن زيد بن خالد الْجهنيّ –رضـي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”.. ومن لم يعوّد نفسه أن يدخل يده في جيبه لينفق فسيصاب بداء خطير هو مرض الشح والبخل عن نفسه وأهله قبل أن يكون على الفقراء والمساكين.

  1. الدعاء:

ومفعول الدعاء عجيب جدا، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: “الدعاء سلاح المؤمن” (رواه الحاكم).. ومن لطائف الله في شهر رمضان أنه ذكر الدعاء ضمن آيات الصيام فقال: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون))، وقد استنبط منها العلماء استجابة الدعاء للصائم في رمضان وخاصة وقت الإفطار والأسحار.. أمّا وقت الإفطار فـلقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنّ للصّائم عند فطره دعوة لا تردّ”، وأمّا وقت الأسحار فلأنّ المولى أقرب ما يكون من عبده وقت السّحر، فينزل إلى السّماء الدّنيا فينادي: “هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له”، وقوله -عزّ وجلّ-: ((وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار)).. فلا ينبغي أن نحتقر أو نزدري الدعاء، لأننا عندما ندعو فإننا ندعو من بيده ملكوت السماوات والأرض، من هو على كل شيء قدير ومن إذا قال للشيء كن فيكون.. فلنجعل ولنكتب قائمة بأدعيتنا وأمنياتنا ندعو بها في كل يوم وليلة.

ختاما إن هذا البرنامج هو الحد الأدنى الذي نحقق به النجاح في شهر رمضان، فلنستعد ولنعمل به ولنزد عليه حتى لا نكتب من المحرومين الذين دعا عليهم جبريل -عليه السلام- وأمّن على دعائه نبينا -عليه الصلاة والسلام-، عندما قال: “رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!