غوغل تطلق برنامج محادثة لمنافسة شات جي بي تي

أعلنت “غوغل” الاثنين إطلاق الروبوت “بارد” للمحادثة الخاص بها ضمن مرحلة تجريبية، بعد أشهر قليلة من إطلاق برنامج “شات جي بي تي” الذي ابتكرته شركة “أوبن ايه آي” الناشئة الأميركية.
وأوضح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ”ألفابت”، الشركة الأم لـ”غوغل”، في بيان، أنّ الروبوت يهدف إلى الجمع بين اتساع نطاق المعرفة في العالم من جهة وقوة برامجنا اللغوية وذكائها وقدرتها على الابتكار من جهة أخرى”.
وأشار إلى أنّ البرنامج “سيستند إلى المعلومات الموجودة عبر الانترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية”. وتختلف طريقة عمل “بارد” هذه عن تلك الخاصة بـ”تشات جي بي تي”، إذ يعتمد الأخير على قاعدة بيانات لجمع معلوماته لا على الانترنت. وسيكون “بارد” تالياً أشبه بمحرك بحث تقليدي كمحرك “غوغل”.
Bard is an experimental conversational AI service, powered by LaMDA. Built using our large language models and drawing on information from the web, it’s a launchpad for curiosity and can help simplify complex topics → https://t.co/fSp531xKy3 pic.twitter.com/JecHXVmt8l
— Google (@Google) February 6, 2023
ويتمتع روبوت المحادثة الخاص بـ”غوغل” بالقدرة على “شرح أحدث اكتشافات التلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لطفل يبلغ تسع سنوات”.
ويستند “بارد” إلى “لامدا” (LaMDA)، وهو برنامج حاسوبي صمّمته “غوغل” لتشغيل روبوتات المحادثة (تشات روبوتس)، وأعلنت مجموعة “ماونتن فيو” إطلاق أول نسخة منه عام 2021.
ومع أنّ الذكاء الاصطناعي منتشر منذ سنوات وحتى عقود في المجال التكنولوجي وخارجه أيضاً، سلّط إصدار “تشات جي بي تي” في تشرين الثاني/نوفمبر الضوء على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنشاء محتوى أو نص أو رمز أو صورة أو صوت، استناداً إلى البيانات المُتاحة له.
وليس “تشات جي بي تي” البرنامج الأول من نوعه، إلا أنّ ما أثار المفاجأة فيه هو جودة الإجابات التي يوفّرها، سواء من خلال كتابة نصوص تتمحور على موضوع معين، أو شرح مسألة معقدة بطريقة مفهومة، أو حتى تأليف قصيدة أو كلمات أغنية.
وفي نهاية كانون الثاني/يناير، أعلنت شركة “مايكروسوفت” التي تجمعها شراكة بـ”أوبن ايه آي”، مبتكرة “تشات جي بي تي”، أنّها ستستثمر “مليارات عدة من الدولارات”، نحو 10 مليارات بحسب وسائل إعلام أميركية عدة، لتعزيز تعاونها مع الشركة الناشئة.
وتشكل “مايكروسوفت” و”غوغل” و”ميتا” و”أمازون بين أبرز اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي التي تخصص هذه الشركات استثمارات ضخمة له.
ورأت وسائل إعلام أميركية عدة أنّ إطلاق “تشات جي بي تي” كان بمثابة خضّة لـ”غوغل” التي صحيح أنها كانت تحوز “لامدا”، إلا أنها انكبّت على العمل لابتكار أداة مشابهة لـ”تشات جي بي تي” في غضون مواعيد نهائية ضيقة.
وغرّد سانتياغو بومبو من شركة “ثوتسبوت” لتحليل البيانات، عبر تويتر، “إطلاق +بارد+ اليوم، بانتظار برنامج +مايكروسوفت+ غداً، هذا مشابه للسباق إلى الفضاء”، مشيراً إلى “حرب محركات البحث 2,0”.
1/ In 2021, we shared next-gen language + conversation capabilities powered by our Language Model for Dialogue Applications (LaMDA). Coming soon: Bard, a new experimental conversational #GoogleAI service powered by LaMDA. https://t.co/cYo6iYdmQ1
— Sundar Pichai (@sundarpichai) February 6, 2023
ولفت سوندار بيتشاي إلى أنّ استخدام “بارد” سيقتصر في المرحلة الراهنة على أشخاص “موثوق بهم، قبل إتاحته على نطاق واسع في الأسابيع المقبلة”.
وتهدف مرحلة الاختبار خصوصاً إلى “التأكد من أنّ إجابات +بارد+ أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية”، بحسب بيتشاي.
وعلى غرار “تشات جي بي تي”، تُبهر روبوتات المحادثة مستخدميها بقدر ما تثير القلق لأنها رغم تجنيبها البشر مهاماً شاقة، تشكل تهديداً لوظائف عدة قد يعيد العاملون فيها النظر بفائدة هذه الأدوات.
ورداً بشكل غير مباشر على الأسئلة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، أكّد سوندار بيتشاي أنّ “غوغل” تعتزم “إنشاء أنظمة تنطوي على موثوقية”.
وقال “ملتزمون بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة”، مشيراً إلى أن “غوغل” تلجأ إلى منظمات خارجية وهيئات حكومية وخبراء “لجعل أداتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة ومفيدة”.