غينيا الاستوائية بلد نصف مليون نسمة يتحدى منتخب الجزائر
بعيدا عن الجدل الذي أثارته تشكيلة بيتكوفيتش المختارة، فإن لقاء الخضر أمام المصنف 88 في ترتيب الفيفا، الذي سيلعب في وهران، ليس له من عنوان سوى الفوز بالنتيجة المريحة والأداء، وغير ذلك، فإن كلاما آخر سيكون للنقاد والفنيين والجمهور، ومهما يكن من المستوى المحترم للمنافس الذي حقق بفوزه على الخضر بهدف نظيف في كان الكامرون أشهر إنجازاته الكروية أمام منتخب كان بطلا للقارة، فإن مقارنة الكرتين هو ظلم للعبة الشعبية، بدليل أن مدرب غينيا الاستوائية استدعى 14 لاعبا من الذين شاركوا في تلك المباراة التاريخية بالنسبة لهذا البلد الصغير، الذي يقطنه نصف مليون نسمة، وهو ما يمثل عدد أنصار مولودية العاصمة.
عهد غينيا الاستوائية بمنافسة كبار القارة السمراء، حديث جدا، وكانت تغيب عن تصفيات المونديال والكان، إلى درجة أن الاتحاد الغيني الاستوائي، لم ينضم للفيفا إلا في سنة 1986، أي في السنة التي شاركت فيها الجزائر لثاني مرة في مونديال المكسيك، وقارعت حينها منتخبات إيرلندا والبرازيل وإسبانيا، وحتى اللقاءات السياسية والاقتصادية والثقافية مع هذا البلد شبه نادرة، خاصة أنها تقع في قلب القارة السمراء وتعتبر من أصغر البلدان مساحة ولا يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة قليلي الهجرة، ويتحدث أهلها دون كل الأفارقة اللغة الإسبانية وغالبية محترفي منتخب البلاد ينشطون في إسبانيا في الدرجات السفلى، ولا يوجد منهم أي لاعب ينشط في القسم الأول الإسباني، وبالرغم من أن البلاد محاطة بالكامرون والغابون التي تتحدث شعوبها باللغة الفرنسية إلا أن غينيا الاستوائية شكلت الاستثناء بلغتها الإسبانية، وعندما استقبلت كأس أمم إفريقيا على أرضها سنة 2015 تمتع كل من زارها بالطبيعة الخلابة وخاصة بجزرها الخمس الساحرة، وحتى درجات الحرارة ليست مرتفعة كثيرا إذ تتراوح ما بين 24 و27 درجة طوال السنة، ويسيطر المسيحيون على النسيج الديني ولا تزيد نسبة المسلمين عن واحد بالمئة، من مجموع السكان في البلاد.
وتنعم غينيا الاستوائية ببعض الرخاء مقارنة بجيرانها من الأفارقة، بسبب امتلاكها للبترول والحديد، كما أن تعداد سكانها أي نصف مليون نسمة، ساعدها في تحقيق حياة سعيدة لسكانها على العموم، بعد أن كانوا في سنوات ما قبل اكتشاف البترول يعيشون من الزراعة فقط، من خلال الفلاحة في البن والكاكاو والموز والبطاطا الحلوة، قبل أن تظهر الثروات الباطنية وتنقل أهل البلاد إلى حياة راحة وطمأنينة مالية، وقد شاركت البلاد في استقبال كأس أمم إفريقيا بالتعاون مع الغابون في سنة 2012، ثم انفردت بالتنظيم في سنة 2015 بعد انسحاب المغرب، حيث أعربت عن استعداها لاستقبال العرس الإفريقي، ونجحت نجاحا كبيرا عندما كانت الدورة تضم 16 منتخبا.
الفوارق ما بين الجزائر وغينيا الاستوائية كبيرة جدا سواء في المساحة أو عدد السكان، إذ لا تمتلك غينيا الاستوائية سوى مطارين دوليين وجامعة واحدة يتمدرس فيها أبناء البلد الصغير في كل الفروع، في الوقت الذي ناهز عدد الطلبة الجامعيين في الجزائر أربعة أضعاف سكان هذا البلد، الذي نضم كأس أمم إفريقيا مرتين في الوقت الذي لم تنضم الجزائر التظاهر سوى مرة واحدة، وصارت تشارك في كأس إفريقيا وتحرج المنتخبات الكبيرة.