-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“فافا” المرعوشة!                    

جمال لعلامي
  • 1920
  • 4
“فافا” المرعوشة!                    
الشروق أونلاين

“الرئيس الفرنسي حرّ في بلده.. وأنا لا أعترف إلاّ بالشعب الجزائري الذي انتخبني”.. هذه العبارة من أقوى التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية المنتخب، عبد المجيد تبون.. رصاصات لطالما خرجت من أفواه الجزائريين الأحرار، الذين لا يمكنهم أن يتنصّلوا من مبادئ والتزامات الشهداء الأبرار.. وبين الأجيال المتعاقبة، يبقى الجزائري سيّدا إذا اقتضى الأمر يعيش “بالنيف والخسارة” ولا تهمه لومة لائم!

الظاهر أن “فافا” مازالت مصدومة.. مصدومة من حراك شعبي رفع خلال مسيراته السلمية “لا واشنطن لا باريس.. نوفمبرية ابن باديس”، ومصدومة من جزائر انتصرت بتنظيم الانتخابات.. ومصدومة من خسران “حلفائها” وسقوط أمانيها وأحلامها.. ومصدومة من انسجام أبدي ومقدّس بين الشعب وجيشه وفق مبدأ “الجيش.. الشعب.. خاوة.. خاوة”.. ومصدومة من انتخاب رئيس “ليس صديقا”.. ومصدومة من استشرافها لمستقبل لا يخدمها إن هي لم تضع رجليها في الماء البارد!

كل الدول الغربية والعربية، بكبيرها وصغيرها، من الأصدقاء ومختلف الشركاء، هنأوا الجزائريين على اختيار رئيسهم، وباركوا للفائز وتمنوا له التوفيق، وأعلنوا استعدادهم للتعاون، لكن “فافا” عادت كاللئيمة إلى عادتها القديمة، بالتريّث ومراقبة الأحداث ورصد التطورات، وكأنها تنتظر هدية من السماء أو معجزة أو قوة سحرية تحقق لها رغبتها المنكسرة.. لكن هبت الرياح بما لا تشتهي سفن فرنسا، وانتهى الأمر، بعد ما قال الجزائريون كلمة الفصل!

الذي تنتظره فرنسا الاستعمارية من أبناء وأحفاد ديدوش وعميروش وبن بولعيد وزبانة وعلي لابوانت، وغيرهم مليون ونصف مليون شهيد، لن يتحقق لا اليوم ولا غدا، مثلما لم يتحقق حلم “جزائر فرنسية” بالأمس، وخاب المستعمر وطرد شرّ طردة، ها هو يستيقظ على كابوس مزعج يوم 12 ديسمبر، بعد ما نام متوترا مرعوبا من ذكرى 11 ديسمبر التي استبقت الاستقلال واستعادة الحرية والسيادة!

ما قاله رئيس الجمهورية، يقوله كل جزائري يؤمن باستقلالية الجزائر في قرارها وحرية خياراتها، والظاهر حسب ما يتلقفه مراقبون، أن فرنسا مرعوشة من تضييع “مصالحها” بعد ما سقط حلفاؤها من مراكز صناعة القرار، ولذلك فإنها مرغمة الآن على مراجعة حساباتها وترتيب أوراقها، وفق منظور الندّية، وطبعا من حقّ كلّ طرف أن يدافع عن مصلحة بلده، لكن بعيدا عن عقدة “الأوامر” أو هاجس التخويف والتسويف!

لم يكن التعامل الفرنسي مع الحراك بريئا منذ بدايته في 22 فيفري، وتواصلت طوال 9 أشهر محاولات مفضوحة للتوجيه والاستغلال والتوظيف والتشويه والتحريف والتأليب و”التدويل”، ولذلك لا غرابة من وضعية الذهول والارتباك والتوتر والرعشة التي يعيشها اليوم الموقف الفرنسي الذي “ينصح بالحوار” بين الجزائريين، بينما يتحاور هو مع “السترات الصفراء” بالعنف والقمع!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Aziz

    هههههه كدت ان اصدق

  • أعمر الشاوي

    البحر و الشكارة . و الي يبيعك بالفول بيعو بقشورو . باي باي لا فغانس

  • يوغرطة

    فرنسا الاجرامية الارهابية قتلت الملايين بافريقيا -خاصة بالجزائر حوالي 12 مليون جزائري ذبحوا بهمجية ووحشية ابان الاحتلال الذي دام 132 سنة -والهند الصينية-600000 قتيل -بلا رافة ولا رحمة ولا انسانية وسرقت خيرات تلك البلدان بغير وجه حق.
    الكل يعلم ان فرنسا لا تحترم الكائن البشري وتحتقره وتذله وتهينه .
    فرنسا عليها ان تعترف بكل مجازرها بالعالم والاعتذار لتلك الشعوب التي قتلت اجدادها وآبائها بلاآدمية ولا انسانية -جرائم ضد الانسانية وتطهير عرقي وابادة جماعية لشعوب باكملها -
    فرنسا الاستظمارية عليها ان تعود لرشدها وتستفيق من غيبوبتها وتعنتها وغرورها.

  • باديسي

    مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
    أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
    هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ