-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. فاقو!

جمال لعلامي
  • 1035
  • 1
.. فاقو!

الناجحون في البكالوريا “فاقو”، فأصبحوا عند التسجيلات الجامعية الأولية والنهائية، يختارون التخصصات التي يعتقدون، أو هي فعلا الطريق السهل نحو ضمان التوظيف ومنصب شغل مستقبلا، وهذا التفكير الطلابي الجديد، فيه دون شكّ “مصلحة ذاتية”، لكنه قد يكون عين الصواب، فماذا فعل الأوّلون بتخصصات ميتة لم توكلهم الخبز وتركتهم ضمن عداد البطالين منذ تخرّجهم من الجامعة، فاكتفوا بتعليق الشهادة في الحائط؟
لم يعد يتحمّل آلاف الجامعيين المتخرّجين سنويا من مختلف المعاهد والتخصصات وحتى المدارس العليا، تبعات “الشوماج”، ولذلك أصبحوا ينقلون نصائحهم إلى الناجحين الجدد في البكالوريا، بضرورة الابتعاد عن تخصصات “البريستيج”، وتفضيل الفروع التي تضمن لهم لاحقا وظيفة حتى وإن كانت “شاقة” في نظر بعض المتكاسلين!
لعلّ المشكلة التي تسبّبت مباشرة في تعاظم الكرة الثلجية، هو غياب التنسيق بين الجامعات ومؤسسات التوظيف والتشغيل، فباستثناء بعض الهيئات، ومنها مثلا مؤسسة الجيش وأسلاك الدرك والشرطة والجمارك والحماية المدنية، وكذا ما توفره “المدرسة العليا للإدارة” و”المدرسة العليا للأساتذة”، التي “تضمن” التوظيف وبشروط واضحة، ونظام لا تشوبه شائبة، فإن أغلب الجهات الأخرى تعتمد على منطق “النفحة” أو “المزية” في التشغيل!
من الطبيعي أن يتنافس نحو 300 ألف ناجح في البكالوريا على التخصصات والفروع “المضمونة” وإن كان “الضامن ربّي”، غير أن التجارب أثبتت أن هناك الكثير من الاختصاصات لم يعد لها وجودا واقعيا وملموسا في عالم الشغل، وتحوّلت إلى تخصصات افتراضية، لا يستنفع منها صاحبها، إلا بالشهادة الجميلة، عدا بعض المتخرّجين المحظوظين أو الذين يشتغلون في غير تخصصهم، أو أولئك الذين تـُنقذهم وساطة ما!
نعم من حق الناجحين في البكالوريا، والذين هم كوادر المستقبل، وإطارات البلد، أن يختاروا ما يتلاءم مع رغباتهم وقدراتهم، وما يتطابق أيضا -وهذا مهم- مع عالم الشغل، فالشهادة التي لا توظف، والتخصص الذي لا يضمن “الخبزة الحلالية”، من البديهي أن ينفران ويحرّضان على الابتعاد عنهما، فهدف كلّ طالب دخل الجامعة، هو التخرّج ثم العمل وليس العطل!
ينبغي القول إن الجيل الجديد، يختلف في تركيبته وفي رأيه وأهدافه كذلك، عن تركيبة ورأي وأهداف الجيل الأوّل، الذي كان يختار كثيرا تخصّصات لم تعد الآن بالنسبة للناجحين الجدد مغرية ولا مجدية، نظرا لتغيّر الكثير من المعطيات والأولويات والاهتمامات، المرتبطة مباشرة بتغيّر مفهوم التسيير والتوظيف والحياة اليومية، ليس في الجزائر فقد، ولكن في كلّ بلدان العالم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن الشهيد

    مقالك يدكرني ياسي جمال أحد الأساتد الأجانب عندما كان يدرسنا قال كلمته المشهورة لنا:أنتم الجزائريون تشترون شئيا من الخارج ثم تفكرون ما تفعلون به وليس العكس ؟ أرجع الى الورى في أول دفة خاصة بعلم الأجتماع بعد تخرجها بقيت في البطالة مع أن برنامج بومدين في دلك الوقت النهوظ بالمجتمع،وآلة التدمير لفرنكو -جزائرية فعلت فعلتها وحطمت كل شئ ،وأصبحوا اصحاب شهادة علم الأجتماع يدرسون العربية في الأبتدائى من أجل قوتهم ،ونفس الشئ ينطبق على المدرسة الألكترونية لواد السمار ،تعرف يا سي جمال أول دفعة تونسية في 1976 كان فيها مهندسان ،وكانا يقولان ،سندهب نبيع البطاطا بالأكترونيك في تونس أنظر مستواهم اليوم فيه؟