-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرنسا المارقة

فرنسا المارقة

تعيش الجزائر الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال المصادف للخامس من جويلية، بعد أن قطعت ثورة التحرير حبال القهر والعنصرية والاستعباد مع فرنسا، وكسرت قيود الذل والمهانة وصنعت مصيرها بيدها، مصير طوّت فيه كتاب الماضي ولم تمزّق أوراقه.

في الجانب الآخر، يبدو أن الصدمة لا تزال تفعل فعلتها، وها هي الطبقة السياسية الفرنسية، سليلة الفكر الاستعماري وحفيدة الطغاة والقتلة والنازيين، تتصرّف بحماقة الديكة وتنفش ريشها حين يتعلق الأمر بالجزائر، التي تقف أمامهم غصة في الحلق.

الجزائر التي تقف الآن في مواجهة حرب إعلامية، لا تقلّ قذارة عن الحرب التي كان يمارسها جنرالاتها.. حرب كشفت حقدا دفينا، وقلة مروءة وانهيارا أخلاقيا لواحدة من الجمهوريات التي سوّقت للعالم مبادئ “الأخوّة والمساواة والعدالة” المزعومة.

فرنسا الدولة المارقة، دفعت بغلمانها نحو البلاتوهات منذ فترة، للهجوم على الجزائر متخذة من “قميص صنصال” مندبة ومبكى، ووصل الأمر بأحد مستشاري الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية، نيكولا ساركوزي، الفاسد والذي جرّد مؤخرا من الشرف، إلى حدّ التحريض على اختطاف جزائريين على المباشر، من أجل مبادلتهم مع صنصال، المدان بخمس سنوات سجنا نافذا، وهو الذي يحمل الجنسية الجزائرية بالولادة، زيادة على أنه عاش ودرس واشتغل في الجزائر وبلغ من المناصب والمسؤوليات في وزارة الصناعة مبلغا كبيرا، ليتحوّل فجأة إلى فرنسي من درجة النبلاء، فرنسي أفضل من آلاف الفرنسيين الذين يرزحون تحت أحكام العدالة في عشرات الدول عبر العالم.

لقد مارست فرنسا عبر أذرعها الإعلامية ابتزازا قذرا، كان الراقص في حفله ذاك، وزير الداخلية برينو روتايو وجوقة اليمين من حفدة السّفاحين والنازيين، من دون أن تتمكّن من أن تطال بلح اليمن ولا عنب الشام، وانتهى الأمر بصنصال مدانا، فكان الصراخ على قدر الألم، بعد فترة هدوء سبقت انتظار قرار محكمة الاستئناف، التي ثبّتت العقوبة، عادت الأبواق الناعقة إلى العويل في بلاتوهات اليمين المتطرف، داعية إلى التصعيد مع الجزائر، وعلى المسافة نفسها تقف جهات فرنسية أخرى مطالبة بعفو رئاسي، وهو الأمل الذي ذاب مع توقيع  رئيس الجمهورية مرسومين يتعلقان بإجراءات العفو عن آلاف السجناء الجزائريين، مع استثناء الخونة والذين يقفون “ضد سلطة الدولة وسلامة ووحدة أرض الوطن والتجسّس..”.

لقد غاب عن حفدة شال وموريس وبيجار وصالان أن الجزائر بلد سيّد يمارس سيادته منذ 63 عاما، بعد أن انتزع حريته بسيل من الدماء سقى هذه الأرض شبرا شبرا، وأن الشطحات التي يؤديها روتايو وجوقته وتمسك بخيوطها الدولة العميقة في هذا البلد الاستعماري، لم تعد تروق أحدا، ولا تنطلي على أحد، لقد استغلّ اليمين صنصال ليقوم بحملة سياسوية، يريد من ورائها حسم الانتخابات الرئاسية القادمة لصالحه، وطبعا، يكون صنصال والمهاجرون وقودها وهي الحملة التي تفضح نيّة فرنسا التي لم تتخلّ يوما عن جلدها الاستعماري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!