فلاحون يطالبون بحلول استعجالية لمواجهة شح الأمطار
تعرف المناطق الغربية للبلاد والهضاب شحا في الأمطار خلال هذا الفصل مقارنة بالمناطق الغربية، ما جعل الفلاحين متخوفين على محاصيل الزراعات الإستراتيجية، خاصة الحبوب، والتي يبدو أن إتمام نموها غير كاف في الجهة الغربية.
وقال في هذا الشأن، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين، عبد المجيد صغيري لـ”الشروق”، بأن شح الأمطار في المناطق الغربية، بدأ منذ سنة 2017 واستمر لسنوات متتالية، وهو ما أثر تأثيرا كبير على النشاط الفلاحي، وبالخصوص على الزراعات الاستراتيجية وحتى على كمية المياه الجوفية.
وذكر صغيري، أنه “في السنوات الأخيرة بات استخراج المياه الجوفية، يتم عبر الحفر لأكثر من 200 متر طوليا، عكس سنوات سابقا أين كانت الجزائر تعرف تساقطا كبيرا للثلوج والأمطار، بحيث كان الحفر يمتد على مسافة 30 إلى 70 مترا فقط. وباتت نمو الزراعات المطرية من المستحيلات في كثير من المناطق الغربية السنوات الأخيرة”، على حد قوله.
وكشف، أن المعدل العادي لتساقط الأمطار في المناطق الداخلية للجهة الغربية، كان يفوق 350 ملمتر وبالجهات الساحلية يفوق 500 ملمتر، بينما حاليا لا يتعدى التساقط على بعض الولايات الغربية 100 ملمتر، “وهذا غير كاف لنمو النباتات وخاصة الحبوب. ما أثر سلبا على مساحات كبرى، وحتى بعض الفلاحين عزفوا على حرث حقولهم متجهين نحو نشاطات أخرى” على حد ذكر صغيري.
ورغم ذلك، يضيف مصدرنا هناك بعض المحاولات لاستغلال المياه الجوفية للسقي واستعمال العتاد المقتصد للمياه، وقال إن الدولة قدمت تحفيزات كبيرة لدعم هذا العتاد الفلاحي المقتصد للمياه، كما تم الاستعانة بالسقي بالتنقيط والسقي بالمرشات، ودعم الأحواض المائية البلاستيكية، وهو ما ساهم في حل بعض المشاكل.
ويرى عضو اتحاد المهندسين الفلاحين، أن الحلول “تبقى ضعيفة، ووجب علينا التفكير في مكافحة شح الأمطار والتغيرات المناخية بالجهة الغربية، عن طريق إنشاء محيطات مسقية واستعمال محطات التصفية وتحلية مياه البحر، ومحطات تصفية المياه المستعملة، وكذل التحويلات من السدود الممتلئة، لغرض الحفاظ على محيطات مسقية للزراعات الاستراتيجية.
وكما يعتبر استعمال التكنولوجيات الحديثة في السقي “مهما جدا” على حد قول محدثنا، الذي يدعو إلى صنع مناخ رطب يساعد في جلب الأمطار ببعض المناطق الغربية وحتى الهضاب العليا والتي تغير تصنيفها من مناطق شبه جافة إلى مناطق جافة خلال السنوات الأخيرة. مع ضرورة التوجّه نحو زراعات مقتصدة للمياه، وإيجاد أصناف متأقلمة وذات مردود عالي، على غرار مادة الشعير التي تحتاج أكثر من 200 ملمتر ليكون مردودها جيّد”.
وثمّن صغيري، قرار رئيس الجمهورية حول إعادة إحياء السد الأخضر.
كما تحدث المهندس الزراعي، على ظاهرة تكون الصقيع في بعض المناطق، ما أثر على المحاصيل الزراعية المغروسة شهر أكتوبر المنصرم، والتي بدأت في النمو.
ليناشد المتحدث الفلاحين، بضرورة التقرب من الغرف الفلاحية أو المهندس الزراعيين للحصول على معلومات تفيدهم.