-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عودة مفزعة لجرائم السقي بالمياه القذرة

فلاحون يُسَوِّقون منتجات قاتلة زادت في انتشار التسممات

سمير مخربش
  • 606
  • 0
فلاحون يُسَوِّقون منتجات قاتلة زادت في انتشار التسممات
أرشيف

 عادت ظاهرة السقي بالمياه القذرة بولاية سطيف، لتشكل نوعا آخر من الإجرام، الذي تورط فيه فلاحون محتالون جعلوا من المياه الملوثة مصدر سقي لأراضيهم، في خطوة لا تختلف كثيرا عن جرائم القتل التي يرتكبها المتهورون.
الظاهرة تم ضبطها منذ يومين، ببلدية عين ولمان جنوب ولاية سطيف، أين قامت عناصر الدرك بالتنسيق مع مصالح البلدية بخرجة ميدانية ضبطت من خلالها شخصين تورطا في سقي محصول الذرة بالمياه القذرة، ويقومان بتسويق منتجهم للأطفال والمراهقين لبيعه على حواف الطرقات، حيث يكثر الإقبال على مادة الذرة هذه الأيام وتلقى رواجا كبيرا، وتباع بطريقة فوضوية عبر الطرقات الوطنية. ويقدر ثمن الحبة الواحدة بـ100دج وهي قيمة مرتفعة لم تعد في متناول الجميع، وإلى جانب الغلاء هناك من يتجرأ ويقوم بسقي هذه النبتة بالمياه القذرة، من دون التفكير في الضرر الكبير الذي تسببه للمستهلك.

تحويل مجرى الوادي الملوث
وقد استغل بعض الفلاحين مياه الصرف الصحي الجارية بالواد القريب من محطة تصفية المياه القذرة بعين ولمان، ويكون ذلك بتغيير مجرى الوادي، وتشكيل أحواض لتجميع المياه الملوثة وربطها مباشرة بمضخات تستغل في السقي الفلاحي.
وفي نفس الإطار ضبطت عناصر الدرك فلاحا آخر متلبسا بسقي مادة الشمة بالمياه القذرة، وذلك بمساحة قدرها 2 هكتار موصولة بالمياه الملوثة. وهو ما يعني أن هذه المادة السامة بطبيعتها والتي تباع بطرق ملتوية بعد ما تضاف إليها مواد ضارة، يزداد ضررها هذه المرة بعد سقيها بالمياه الملوثة.
وفور كشف هذا النوع من الاحتيال الخطير، شكلت خلية عمل بالتنسيق مع مكتب حفظ الصحة والنظافة، وبتسخيرة من رئيس البلدية تم إتلاف المحاصيل، رفقة مصالح الدرك الوطني، مع حجز أنابيب السقي و10 مضخات وضعت كلها في المحشر البلدي.
كما قامت المصالح المعنية، بإتلاف قرابة 2 هكتار من مادة التبغ، وعدد كبير من مادة الذرة التي تباع على حواف الطرقات.
وتم انجاز محضر جزائي ضد المتورطين في جنحة استعمال المياه المستعملة وغير المعالجة للسقي ومخالفة القرارات الرسمية والإدارية.

مضخات تربط ليلا بمجاري المياه القذرة
وحسب رئيس بلدية عين ولمان السيد ياسين قرباص فإن العملية سوف تتواصل إلى غاية القضاء على هذه الظاهرة، التي تسببت في تسجيل حالات تسمم، مع ظهور مختلف الأوبئة والأمراض الخطيرة بالمنطقة، وأكد رئيس البلدية بأن هناك فلاحين من عديمي الضمائر لا يتحلون بروح المسؤولية، يقومون بكل جرأة بهذا العمل المشين، سعيا منهم للكسب الوفير والربح السريع، على حساب الصحة العمومية والتالي سيخضعون للمتابعات القضائية، وينالون جزاءهم.
للإشارة فإن العملية ليست الأولى من نوعها، بل هناك مساحات شاسعة بولاية سطيف، تسقى بالمياه القذرة ومخلفات مدينة سطيف ومجاري الصرف، التي تمر بالمنطقة الصناعية، وتنزل في واد يسمى وادي المالح الذي أصبح يستغل من طرف بعض الطفيليين لسقي الأراضي الفلاحية. وقد شملت الظاهرة عدة مواقع بكل من المالح وبوعواجة والضبعة والمعذر والعديد من الجهات ببلدية قجال، ويمتد الوضع القذر إلى مناطق ببلدية قلال بالجهة الجنوبية لولاية سطيف.
وحسب الفلاحين الذين تحدثنا إليهم، فإن المياه القذرة تتسرب خفية إلى العديد من الأراضي التي تسقى حاليا بمياه ملوثة تخلفها قنوات الصرف. هذه الظاهرة يمكن الوقوف عليها بتتبع مجرى الوديان الملوثة، والتي تحول مياهها بسوادها ورغوتها وروائحها الكريهة إلى مساحات تنتج مختلف أنواع الخضر. ويقوم المحتالون بسقي مباشر لهذه الأراضي وكذلك بتحويل هذه المياه القذرة ليلا، وإفراغها في الآبار الجافة واستغلالها بصفة عادية، وقد شملت الظاهرة بعض المستثمرات التي لم يتردد أصحابها في اللجوء إلى السقي الملوث لمواجهة الجفاف ونقص المياه وتحقيق الربح السريع بدون تقدير الخطر الذي تشكله على صحة المستهلك. وهو ما يفسر زيادة التسممات في الآونة الأخيرة، والتي تكون عادة بسبب الخضر والفواكه الملوثة التي تستهلك في المطاعم والولائم، وهو نوع آخر من الإجرام والمشاركة في القتل وإلحاق الأذى بالناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!