-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين ما بعد صفقة القرن

عمار يزلي
  • 660
  • 1
فلسطين ما بعد صفقة القرن
ح.م

ملفُّ القضية الفلسطينية، التي هي قلب قضايا العرب والمسلمين كما هي القدس قلب فلسطين المحتلة، يعود في نهاية حرب الردة والابتزاز التي دشنتها عهدة ترامب المنتهية ولايته، المتشبث بها حتى الرمق الأخير، لا يقوى على استساغة مرارتها.

يعاد الملف إلى الطاولة بعد اقتراب موعد الحسم القضائي الإجرائي وخروج إدارة ترامب من البيت الأبيض، والقضية الفلسطينية في المزاد العلني، في ألعن وصفٍ وُسمت بها: “صفقة القرن”. الصفقة التي تحولت إلى صفعة بعد هزيمة انتخابية دوّت في تل أبيب قبل أن تدوي في البيت الأبيض. خسارة لن يقبل بها بسهولة وهو المخلص لإسرائيل، المتفاني في خدمتهم، المتفانون هم في ابتزازه، وها هي الصفقة “ترد عليه كرّتين وهو حسير”. مع ذلك، يرسل وزير خارجيته هذه المرة إلى الكيان الصهيوني، وبالذات إلى إحدى المستوطنات المرفوضة من قبل الشرعية الدولية وحتى من قبل الإدارات المختلفة الأمريكية. أكثر من ذلك، أمعن وزير خارجيته في احتقار العرب والمسلمين بأن زار الجولان المحتل بعد ما اعتبرت إدارة ترامب الجولان “أرضا إسرائيلية؟”.. كل هذا والعرب يهرولون كما قال الرئيس تبون.. إلى “.. نصب يوفضون”.. كأن على رؤوسهم الطير أو الطائرات الشبح، فيما يرون الأرض تُهوَّد والشعب يُسلب حتى من حقوقه وعائداته المالية ومنتجاته التي صارت تصدر باسم “مصنوع في إسرائيل”، لا بل أيضا، وحتى قبل شهرين من خروج الإدارة الساقطة في الانتخابات، من البيت الأبيض، يمعن وزير الخارجية في إذلال الفلسطينيين على مرآى من مظاهراتهم السلمية التي تندد بزيارته للمستوطنات، بأن تعهد للنتن ياهو بأن إدارته ستسن قانونا “يجرِّم مقاطعة إسرائيل” باعتبار المقاطعة عملا “مضادا للسامية”، وهو البعبع الذي صار يُرفع أمام أي صوت مندد بالجرائم الإسرائيلية.

في هذا السياق، وقبيل شهرين من مغادرة ترامب البيت الأبيض، يريد أن يفرغ ما تبقى من ذخيرة أطلقها في الهواء في كل مكان: في أوروبا ضد المناخ، في سويسرا ضد الصحة العالمية، في الصين ضد “الفيروس الصيني” كما أسماه، في إيران وفي العراق، ضد الشركات التي تتعامل مع إيران ولا تذعن لأوامر البيت الأبيض في مقاطعة إيران اقتصاديا وخنقها إلى آخر نفس.. كل هذا، ومازال لم يفهم بأن أمريكا ليست هي كل العالم وبأن الشراكة مع الجميع هي ما يجعل الدولة عظيمة ومحترمة ومهابة الجانب لا بالترهيب والتجويع والتهديد بالقوة وقطع الأرزاق والأعناق.. هذا في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بوادر السياسة الخارجية المقبلة مع الرئيس المنتخَب، الذي عليه أن يمحو آثار هذه الأفعال الشائنة في العالم، وخاصة في فلسطين.

هذا ما يبدو أنه يحدث وسيحدث، إذ أنه بمجرد اتصال النتن ياهو بالرئيس الأمريكي المنتخب، سارع وزير دفاع الكيان الإسرائيلي إلى الاتصال بالجانب الفلسطيني بعد مقاطعة دامت 6 أشهر، لإحياء الميت من “الاتفاقيات المدفونة” والمعاهدات، وكأن إسرائيل امتثلت يوما ما للمواثيق الدولية والمعاهدات.. فيما تركت المصالحة بين الفصائل والسلطة معلقة من القاهرة بعد عدة جولات في اسطنبول لتنقية الأجواء وتحضيرا للرد على “الصفقة” والتطبيع.. وها هي الأمور تبدأ في التغير، حتى ولو ليس دائما نحن الأحسن.. إلا أن الفلسطينيين هم أدرى بشعاب القدس.. وينبغي أن لا يبيع أحدٌ أو يشتري على ظهر الفلسطينيين وأصحاب الحق والأرض.. ولن يكون الحل حلا إلا ضمن الشرعية الدولية وعودة الحق إلى ذويه.. لا بصفقة خاسرة خسر فيها الجميع إلا الكيان الصهيوني المتمادي في غطرسته.. وسيتمادى ويناور أكثر مع الإدارة الأمريكية القادمة.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • دونا

    العرب واليهود اليوم علي اتفاق تام والجميع اقصد الاعراب يعترف بوجود دولة اسرائيل ويهوديتها -حزب النور السلفي يعترف بدولةاسرائيل كذلك رابطة العالم الاسلامي هي كذلك لا تعارض وجود اسرائيل ابدا -
    ان عدو العرب اليوم وباعتراف الشعوب والحكام هم الشيعة الفرس والاتراك
    السعودية تعتبر اليهود هم ابناء عمومة العرب لانهم احفاد ابراهيم علييه اللسلام واسحاق ويعقوب واسماعيل عليهم السلام
    حتي السلطة الفلسطينية تعترف بدولة اسسرائيل ومعظم سكان غزة كذلك اللهم المقاومين منهمم الذين تعتبرهم السعودية ارهابيون