-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فوائد مرض “إليسا”!

قادة بن عمار
  • 808
  • 1
فوائد مرض “إليسا”!

أعلنت المغنية اللبنانية الشهيرة “إليسا” هذا الأسبوع خبر مرضها بسرطان الثدي، عبر فيديو كليب، فقامت الدنيا ولم تقعد، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة حقيقية وطوفانا من مشاعر التضامن والتآزر… مشاهدات بالملايين، وتأثر بالغ، وحزن شديد على مرض إليسا فاق حتى الحزن على من ماتوا في حرب سوريا، منذ بدايتها وحتى اليوم!
قبلها وفي الأسبوع ذاته، أعلن القصر الرئاسي في دمشق خبر مرض السيدة الأولى أسماء الأسد بالمرض الخبيث ذاته، كما تم نشر صورتها، وهي تتلقى العلاج بمستشفى عسكري، وهنا انطلق البعض أيضا مستعرضا مشاعره المتناقضة، بين حزين ومتضامن مع أسماء، وسعيد و”شامت” فيها، على اعتبار أن زوجة الأسد تستحق ما يحدث لها (فقط لأنها زوجة الأسد)!
هنا ينبغي القول بأن المرض “حالة إنسانية مجردة” لا تستوجب غير التضامن والتعاطف، مهما كانت الآراء السياسية متباينة أو مهما اختلفت المواقف (على غرار حالة التضامن والأسى لوفاة الممثلة السورية مي سكاف بمنفاها في باريس قبل أيام)، ومن المفروض على كارهي الأسد وخصومه، أن لا يحبوا الموت للآخرين (مثلما يتهمونه)، كما لا يجب على البعض ولا يليق بإنسانيته ودينه، محاسبة تلك المغنية أو تلك الراقصة وإظهار السعادة لمرض ألّم بها أو أودى بحياتها بالقول ساخرين”إلى جهنم الخلد وبئس المصير”، فالحساب والعقاب مثل العفو والرحمة، أمور ليست بيد البشر وإنما بمشيئة خالق البشر!
لكن مثل هذه الحوادث تعيد لفت الانتباه إلى ملايين النساء اللواتي تعاني من المرض ذاته، نساء كالأرقام، لا أحد ينتبه لهن، لكن أن تمرض إحدى المشاهير فهو حدث إعلامي وتلفزيوني وفايسبوكي عظيم!
ولا يتعلق الأمر بالأمراض وحسب وإنما حتى بحوادث المرور، فقد لقي أحد نجوم الدراما التركية قبل أيام مصرعه في حادث مرور مما تطلب تدخلا حكوميا عاجلا وتحركا من نواب البرلمان لإعادة صياغة القوانين ومعاقبة المتسببين في تلك الحوادث، وهذا كله بفعل الضغط الشعبي الرهيب الذي أحدثته وفاة الفنان النجم.. ألا يقال في الأمثال: مصائب قوم عند قوم فوائد!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • شخص

    من علامات قروب الساعة الاهتمام بالأشخاص (( التافهين )) الذين سمّاهم رسول الله صلى الله عليه و سلّم ((الرويبضة))